الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قلق دولي على المدنيين عشية الهجوم على كيسمايو

20 سبتمبر 2012
نيروبي، مقديشو (وكالات) - دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة أمس إلى حماية المدنيين في حين يجري الإعداد لهجوم وشيك على مدينة كيسمايو الساحلية، آخر معاقل حركة الشباب المتشددة التي تحاول القوات الصومالية والاتحاد الأفريقي السيطرة عليه. وحذرت المفوضية العليا للاجئين من أن أكثر من ستة آلاف مدني فروا قبل الهجوم المعلن على كيسمايو جنوب الصومال، بينما تستعد الوكالات الإنسانية لمواجهة الارتفاع الكبير المتوقع لمن سيحتاجون للمساعدة. ودعا منسق الأمم المتحدة للنشاطات الإنسانية في الصومال مارك بودن أمس في بيان “كل أطراف النزاع إلى بذل كل ما في وسعهم من أجل الحد من تداعيات النزاع على المدنيين”. وبعد أن تحدث عن تسجيل أكبر عدد من المدنيين النازحين” أكد أن كينيا وعدت بضمان إيصال المساعدة الإنسانية لمن يحتاج إليها من الصوماليين. من جانبها أعلنت سفارة الولايات المتحدة في نيروبي أن “الوكالات الإنسانية بدأت تعد برامج طارئة للرد على حاجات المدنيين الفارين من كيسمايو”. ودعت “كل الأطراف إلى ضمان تيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من المعارك”. وترابط القوات الحكومية الصومالية مدعومة بالقوات الكينية والقوة الأفريقية (اميصوم) على مسافة أربعين كلم من كيسمايو على ما أفاد سايروس اوغونا الناطق باسم الجيش الكيني الذي جعل من كيسمايو هدفه منذ دخوله الأراضي الصومالية في أكتوبر 2011. وأعلن اوغونا أمس أن “قواتنا بصدد إرساء السلام في المنطقة، والزحف على كيسمايو متواصل” موضحا أن الهدوء يسود الجبهة. من جانبها أعلنت وزارة خارجية اثيويبا التي أرسلت عشرة آلاف جندي يقاتلون حركة الشباب في الصومال منذ نوفمبر، أنها تبلغت أن “مقاتلي الشباب يغادرون معقلهم في كيسمايو”. لكن الناطق باسم حركة الشباب علي محمود راج نفى ذلك مؤكدا أن تلك القوات تدافع عن المدينة في حين أفاد شهود عن مغادرة عناصر كثيرة من الشباب المدينة في اتجاه الجبهة. على صعيد آخر، هاجم الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد -في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول بالعاصمة مقديشو- وزير الخارجية الكيني سام أونغيرا، بعد نشر تصريح نسب إليه في صحيفة “ديلي نيشن” الكينية اتهمه فيه بالضلوع في التفجير الذي استهدف الأسبوع الماضي الرئيس الصومالي الجديد حسن الشيخ محمود أثناء وجوده مع وفد كيني في فندق “جزيرة” جنوبي مقديشو. وعبر شريف شيخ أحمد عن أسفه لأن يوجه له مسؤول كيني من هذا المستوى الاتهام، قائلا “كانت العلاقات بين كينيا والصومال خلال فترة حكمي جيدة رغم بروز خلافات في بعض الفترات، لكن من المؤسف جدا أن يتحدث وزير الخارجية الكيني دون مسؤولية ويتهمني بالتورط في حادث التفجير.. لا يمكن أن أدبر مؤامرة ضد المسؤولين الصوماليين”. واعتبر تحويل مسؤولية الهجوم -الذي استهدف الرئيس الصومالي الجديد - من حركة الشباب التي تبنته إلى شخصه “إجحافا يدل على عداء وعقدة لدى الوزير الكيني لا تخدم العلاقة بين البلدين والتعايش السلمي بين الشعبين”. ولم يقتصر هجوم الرئيس الصومالي السابق على وزير الخارجية الكيني، بل وجه كذلك اتهاما للحكومة الكينية التي قال إنها “كانت غير محايدة بخصوص المرشحين لمنصب رئاسة الصومال، وبذلت كل المساعي الممكنة خلال الحملات الانتخابية لمنع إعادة انتخابي رئيسا للصومال”، وذكر أنه أبلغ ذلك لدول كثيرة عبر العالم. وجوابا على سؤال حول الدوافع الممكنة التي حملت وزير الخارجية الكيني على الإدلاء بهذا التصريح، قال إنه قد يكمن الهدف من وراء ذلك في إثارة خلاف بينه وبين الرئيس الجديد، واحتمال رغبة الحكومة الكينية في استمرار الفوضى في الصومال، وعدم رضاها عن الطريقة التي وصفها بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة الذي انتهت به العملية الانتخابية. ومن جانبه، دافع الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود -في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقديشو- عن الرئيس السابق، واصفا إياه بـ”الرمز الوطني”، واعتبر اتهامه بالتفجير الذي استهدف الفندق الذي كان يقيم فيه شخصيا “مساسا بشرفه وأمرا غير مقبول”. وأضاف أنه أجرى اتصالات مع الحكومة الكينية وطلب منها توضيحا حول التصريح الذي تناقلته وسائل الإعلام عن وزير الخارجية الكيني، مشيرا إلى أنه من اللازم التأكد من صحة هذا التصريح وعدم التسرع بخصوصه. أما وزير الخارجية الكيني فقد عقد مؤتمرا صحفيا بنيروبي نفى فيه صحة التصريح الصحفي الذي نسب إليه والذي حمل فيه مسؤولية التفجير الذي وقع الأسبوع الماضي للرئيس الصومالي السابق، ووصف وسائل الإعلام التي نقلته بـ”غير المسؤولة”. وأضاف أن شريف شيخ أحمد تعرض هو نفسه في وقت سابق لهجوم من قبل حركة الشباب المجاهدين، وذكر أنه يؤكد للرئيسين الصوماليين الحالي والسابق وقوف الحكومة الكينية إلى جانب الصومال. وقال في هذا الصدد “ليس لدى كينيا أجندات خفية.. هدفنا هو تحقيق السلام في الصومال، والسلام الذي يتحقق في الصومال هو لصالح كينيا أيضا، ولا يثنينا تصريح مختلق عن هذا المسار”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©