الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا تغلق مكاتب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية

روسيا تغلق مكاتب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
20 سبتمبر 2012
موسكو (وكالات) - منعت روسيا الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يو إس إيد” من ممارسة نشاطاتها اعتبارا من الأول من أكتوبر المقبل، بعد أن اتهمت المنظمة الحكومية الأميركية بالتدخل في الحياة السياسية الروسية ونتائج الانتخابات. وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان إن “السبب الرئيسي وراء اتخاذ هذا القرار هو أن عمل مسؤولي الوكالة في بلادنا بعيد كل البعد عن الأهداف المعلنة للمساعدة على التنمية والتعاون الإنساني الثنائي”. وأكد البيان أن كل أنشطة الوكالة “يجب أن تتوقف اعتبارا من الأول من أكتوبر”. وأضاف البيان “نحن نتحدث هنا عن محاولات للتأثير على العمليات السياسية بما في ذلك الانتخابات بمختلف أنواعها ومؤسسات المجتمع المدني من خلال تقديم منح. لقد أصبح المجتمع المدني الروسي ناضجا بما يكفي” و”لم يعد يحتاج إلى إدارة خارجية”. وكانت “يو إس إيد” قدم منذ سنوات دعما ماليا أساسيا لمنظمات حقوقية كثيرة ومنظمات أخرى غير حكومية مثل “جولوس”، التي نددت بعمليات تزوير في الانتخابات التشريعية الروسية أواخر 2011 والانتخابات الرئاسية في مارس الماضي، التي فاز بها فلاديمير بوتين. وأكدت الوزارة أن موسكو حذرت واشنطن مرات عدة من أن روسيا قلقة من أنشطة “يو إس إيد” خاصة في منطقة شمال القوقاز التي تشهد تمردا إسلاميا مسلحاً، حيث تندد أيضاً المنظمات غير الحكومية بانتظام بارتكاب قوات الأمن الروسية تجاوزات ضد المدنيين. ويؤدي القرار الروسي بإغلاق مكاتب “يو إس إيد” إلى عودة 13 دبلوماسيا أميركيا إلى بلادهم. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أمس الأول أن موسكو “أبلغتها مؤخرا” نيتها وقف كل أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في روسيا. وأضافت أنها “تأسف لهذا القرار”. وأكدت الخارجية الأميركية التي تشرف على عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنها “فخورة للغاية بما فعلته “يو إس إيد” في روسيا خلال العقدين الأخيرين”. فمنذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، أنفقت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية 2,7 مليار دولار في روسيا على مشروعات مختلفة، مثل مكافحة الإيدز وحماية البيئة، بمعزل عن دعمها للمنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان. وأكدت نولاند أن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وقيام مجتمع مدني أقوى في روسيا. ويأتي منع “يو إس إيد” في روسيا على خلفية تشدد نهج النظام منذ عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين في مايو الماضي، علما بأن بوتين يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة منذ وصوله إلى السلطة قبل 12 عاما من المجتمع المدني. واتهم العميل السابق في أجهزة الاستخبارات السوفياتية “كي جي بي” مرات عدة المنظمات غير الحكومية التي تراقب الانتخابات ومنظمي تظاهرات المعارضة في موسكو بأنهم يعملون لمصلحة الغرب وخاصة الولايات المتحدة. ويرى خبراء أن قرار موسكو قد يسيء إلى العلاقات الروسية الأميركية المتوترة أصلا بسبب خلافات بشأن الأزمة السورية وانتقادات واشنطن لمبادرات عدة للكرملين مثل قانون أخير يصف المنظمات غير الحكومية التي تحظى بتمويل اجنبي بأنها “عميلة للخارج” ويضعها تحت مراقبة وثيقة. وقال المحلل فيكتور كريمينيوك “إن هذا القرار بادرة تؤدي إلى تدهور العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة”. وأشار في الوقت نفسه إلى أن ذلك ليس “تحولا عاديا (في موقف) روسيا في السياسة الدولية”. فيما قال الخبير يوري كورجونيوك إن “الكرملين يواصل خطه المتشدد ويتبع طريق لوكاشنكو”، في إشارة إلى الرئيس البيلاروسي المتسلط الكسندر لوكاشينكو. وعبرت منظمات غير حكومية روسية عن تخوفها من المستقبل بعد الإعلان عن توقيف أنشطة “يو إس إيد”. وقال رئيس ميموريال آرسيني روجينسكي إن مساعدتها المالية كانت “كبيرة” لهذه المنظمة المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان وتاريخ عمليات القمع في الحقبة الشيوعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©