الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«رسوم مسيئة للإسلام» تستنفر مصالح فرنسا في 20 دولة

«رسوم مسيئة للإسلام» تستنفر مصالح فرنسا في 20 دولة
20 سبتمبر 2012
استنفرت فرنسا أمس سفاراتها ومصالحها الدبلوماسية والثقافية في أكثر من 20 دولة بعد قيام مجلة “تشارلي إبدو” الأسبوعية الساخرة، بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وسط استمرار عاصفة الاحتجاجات في الدول العربية والإسلامية على الفيلم الأميركي المسيء للإسلام. ودان الأزهر بشدة نشر الرسوم المسيئة، وسط دعوة الجامعة العربية إلى ضبط النفس والرد السلمي. ووصف الفاتيكان الرسوم بأنها “صب للزيت على النار”، داعياً المسلمين والمسيحيين إلى التكاتف ضد العنف والحرب. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن إغلاق جميع السفارات والمراكز الثقافية والمدارس في 20 دولة غداً الجمعة كإجراء احترازي من تداعيات نشر الرسوم المسيئة التي اعتبرها في الوضع الراهن بأنها “صب للزيت على النار”. وقال “في فرنسا، المبدأ هو حرية التعبير ويجب عدم المس به، ونظراً إلى الوضع الآن، وهذا الفيلم السخيف، وشريط الفيديو العبثي الذي تم بثه، ثمة غضب في كثير من البلدان الإسلامية، فهل من الملائم صب الزيت على النار.. الجواب هو كلا، ومن الضروري إيجاد توازن”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو “إنه ليس هناك أي خطر مؤكد على أي من المصالح الفرنسية في الدول الـ20، لكن نفضل استباق الأمور وبعدها نعدل التدابير، بحسب تطور الوضع”، لافتاً إلى أنه تم اتخاذ تدابير ذات صفة عامة مثل تعزيز الإجراءات الأمنية ودعوات إلى اتخاذ تدابير الحيطة والحذر في البلدان المعنية. بينما دعا موقع وزارة الخارجية الفرنسية على شبكة الإنترنت المسافرين إلى أخذ أقصى درجات الحذر، وقال “نوصي بالابتعاد عن أي تجمع وتجنب سلوك المحاور التقليدية للتظاهرات في الشوارع ومحيط المباني الحساسة”. وإضافة إلى التدابير الاحترازية، أعلنت السفارة الفرنسية في تونس عن إغلاق المدارس الفرنسية اعتباراً من أمس وحتى الاثنين المقبل. وقال مسؤول في السفارة التي ستغلق أبوابها غداً الجمعة “إنه إجراء احترازي.. لم نتلق أي تهديد مباشر”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيتم إغلاق المركز الثقافي ومقر القنصلية السابقة في صفاقس اعتباراً من اليوم وحتى الاثنين. كما أعلنت السفارة الفرنسية إغلاق المدارس والمراكز الثقافية في مصر اليوم الخميس كإجراء احترازي رغم عدم رصد أي تهديد محدد، وأضافت “ان المؤسسات ستستأنف نشاطاتها الأحد ما لم تصدر تعليمات مخالفة”. وعززت السلطات اليمنية أيضاً إجراءاتها الأمنية حول مقر السفارة الفرنسية في صنعاء من أجل ضمان الأمن بشكل أفضل بناء على طلب من السفارة. في وقت دعا فيه عبد المجيد الزنداني رئيس تجمع العلماء في اليمن إلى محاكمة المسؤولين عن الفيلم المسيء للإسلام أمام المحاكم الأميركية، كما طالب الإدارة الأميركية بتقديم اعتذار رسمي للمسلمين. وأعلنت السفارة الفرنسية في جاكرتا الإقفال المؤقت لكل المراكز في إندونيسيا بما فيها المدارس والسفارة اليوم وغداً، وذلك من باب الحيطة والحذر، معتبرة “ان نشر مجلة شارلي ايبدو رسوم مسيئة للإسلام قد يؤدي إلى تظاهرات أخرى”. وتلقى الفرنسيون في باكستان رسائل نصية جاء فيها “تهديدات خاصة للجالية الفرنسية والمصالح الفرنسية على إثر نشر مجلة شارلي ايبدو رسوماً كاريكاتورية.. ندعوكم إلى أقصى درجات الحذر”. وحث رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك آيرولت على ضبط النفس، مبدياً استهجانه لأي مغالاة، وداعياً الجميع إلى التصرف على نحو رشيد، وقال “إن من صدمهم نشر الرسوم المسيئة بإمكانهم اللجوء للقضاء”. وأضاف “نحن في بلد، حيث حرية التعبير محفوظة وحرية رسم الكاريكاتير أيضاً، وعلى كل فرد أن يمارس هذه الحرية ويحترمها، ولكن إذا شعر أناس حقاً بانه أسيء إليهم في قناعاتهم ويعتقدون فعلاً بحصول تجاوز للقانون.. نحن في دولة قانون ودولة القانون هذه يجب أن تحترم، فبإمكانهم اللجوء إلى المحاكم.. لقد سبق أن حصل هذا الأمر مع هذه المجلة”. وقرر ايرولت منع تظاهرة كان من المقرر خروجها بعد غد السبت في باريس احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، وقال “لا داعي لاستقدام نزاعات لا تعني فرنسا إلى أراضينا”، وأضاف “نحن في جمهورية لا تقبل بتاتاً أي ترهيب من أي كان في ما يتعلق بقيمها.. لن نتسامح مع أي تجاوزات”. بينما أعلن وزير الداخلية مانويل فالس “ان حرية التعبير بما فيها رسم الكاريكاتير هي حق أساسي يصونه القانون، لكن يتعين على كل شخص تحمل مسؤوليته، وكل عمل فردي وكل مقالة وكل رسم وكل تصريح يمكن أن يؤجج أو يتسبب في مواجهات، والمحاكم موجودة لنصرة الذين يعتبرون أنهم أهينوا”. وشدد على أن كل تظاهرة تهدف إلى الإخلال بالأمن العام وتأجيج المشاعر وبث البغضاء لن تنال الترخيص وستمنع وقد تم إعطاء تعليمات إلى كل مديري الأمن لتطبيق هذه الموانع تطبيقاً تاماً”. وأعرب رئيس المجلس الفرنسي الإسلامي محمد موسوي عن ذعره الشديد بسبب الرسوم المسيئة، متهما المجلة بإلهاب المشاعر المعادية للمسلمين في مثل هذا الوقت العصيب، وقال “إن المجلس ينتابه قلق عميق إزاء التصرف غير المسؤول الذي من شأنه في مثل هذا الجو المشحون بالمخاطر تأجيج التوترات وإثارة ردود فعل مضرة”، داعياً مسلمي فرنسا إلى عدم الانسياق وراء الاستفزازات. كما انتقد رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ريتشار براسكييه نشر الرسوم، ووصفها بأنها تصرف غير مسؤول. إلى ذلك، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس نشر الرسوم المسيئة للإسلام، وقال في بيان “إن الأزهر يعبر عن كامل رفضه وكل المسلمين لإصرار المجلة الفرنسية لنشر الكاريكاتيرات المسيئة للإسلام ورسوله، رسول الإنسانية”، وأضاف “تلك الأفعال التي تشعل الكراهية باسم الحرية مرفوضة تماماً.. الحرية يجب أن تتوقف حينما تؤثر على حريات الآخرين”. واستنكر مفتي مصر علي جمعة الرسوم الفرنسية الساخرة، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم الاستجابة إلى هذه الاستفزازات”. وقال في بيان “إن مثل هذه الأفعال لا طائل من ورائها إلا تأجيج الكراهية بين الناس باسم حرية التعبير رغم بعدها التام عنها”. لكنه دعا مسلمي فرنسا إلى عدم الاستجابة لهذه الاستفزازات وأن يعبروا عن غضبهم بطرق سلمية، واتباع السبل السلمية والقانونية لمقاضاة هذه المجلة، ومن قاموا بنشر هذه الرسوم المسيئة. وأعرب مصدر دبلوماسي مصري عن إدانة بلاده الرسوم المسيئة بشكل قاطع وواضح، وقال “إن مصر تعتبر أن الحرية ليست مطلقة، فهناك قوانين تضع حدوداً لهذه المسألة، كما أن هناك قوانين في بعض الدول الغربية تمنع نشر صور أو مواد تخترق حرية الأشخاص فالحرية ليست مطلقة”، وأضاف “ان هناك قوانين أيضاً تمنع الحض على الكراهية في أوروبا مثل القوانين التي تمنع الحض على الكراهية على أساس العرق؛ ولهذا فإن من المفروض أن يكون هناك أيضاً نوع من القيد على التحريض على الكره على أساس الدين”. وقال عصام العريان القائم بأعمال رئيس “حزب الحرية والعدالة” في مصر “نرفض وندين الرسوم الفرنسية المسيئة للرسول وندين أي عمل يسيء للمقدسات، وعلى القضاء الفرنسي التعامل مع القضية بحزم مثلما تعامل مع المجلة التي نشرت صوراً لكاثرين ميدلتون دوقة كمبردج زوجة الأمير وليام عارية الصدر”، وأضاف “لو كانت قضية كيت مسألة خصوصية، فإن الرسوم إساءة لشعب بالكامل.. يجب احترام معتقدات الآخرين”. ورفض العريان أي رد فعل عنيف من جانب المسلمين، لكنه قال إن الاحتجاجات السلمية مبررة. ورحب محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بانتقاد الحكومة الفرنسية للرسوم، لكنه قال “إن على القانون الفرنسي أن يتعامل مع الإساءة للإسلام بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع إنكار محارق النازي”. وأضاف “الحكومة الفرنسية عندها قانون لو أحد شكك في المحرقة يتم سجنه فلو أحد سب الصحابة أو النبي عليه السلام أو الإسلام أقصى حاجة تعتذر في كلمتين”. وحثت الجامعة العربية الغاضبين من الرسوم المسيئة على ضبط النفس وإبداء رفضهم للصور بشكل سلمي. ودعت في بيان إلى التسامح والاحترام بين الثقافات، وقالت “على كل الذين تأذوا من تلك الرسوم المسيئة ضبط النفس واتباع الأساليب السلمية في التعبير الحازم عن الرفض لهذه الأفعال الشائنة التي تنم عن الجهل بالدين الإسلامي الحنيف ورسوله الكريم”. وفي روما، وصفت صحيفة “اوسيرفاتوري رومانو” الصادرة عن الفاتيكان نشر الرسوم المسيئة بأنها تصب الزيت على النار في الوقت الذي يتم فيه بذل جهود مضنية لتخفيف التوتر الذي يعيشه العالم الإسلامي بسبب الفيلم المسيء مما يخشى فتح جبهة احتجاج جديدة، وقالت “إن الوضع متوتر والمسيحيين يشعرون بالخوف والقلق”. فيما دعا بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر المسلمين والمسيحيين إلى التكاتف والإصرار على مكافحة العنف والحرب. واشنطن تنتقد نشر الرسوم المسيئة واشنطن (وكالات) - شكك البيت الأبيض امس بالحكمة من وراء قيام مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة بنشر رسوم مسيئة للإسلام، مع تشديده على أن أي عمل لا يمكن أن يبرر العنف. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض “نعلم أن هذه الصور ستكون صادمة جدا للكثير من الناس”، ويمكن أن تتسبب بردود فعل عنيفة”. قرصنة تعطل موقع مجلة «تشارلي إبدو» باريس (وكالات) - تعطل الموقع الإلكتروني لمجلة “تشارلي إبدو” الفرنسية التي نشرت الرسوم المسيئة للإسلام امس بعد تعرضه لعملية قرصنة منعت الدخول اليه. وقال ستيفان تشاربونييه رئيس تحرير المجلة التي عادة ما توزع 75 ألف نسخة أسبوعياً إنه يعتزم طبع 75 ألف نسخة أخرى، لافتا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول مكاتب المجلة التي كانت استهدفت بقنابل حارقة العام الماضي. بينماأفاد مصدر قضائي بأن جمعية قدمت شكوى أمام النيابة العامة في باريس ضد المجلة .
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©