البشير يدعو إلى الحوار المباشر مع جنوب السودان

قال الرئيس السوداني عمر البشير إن حكومته تريد إنهاء الصراع مع دولة جنوب السودان المستقلة حديثاً من خلال الحوار، ولكن من دون أي وساطة خارجية. وأكد البشير عزم السودان إعطاء أولوية وأهمية خاصة لدولة جنوب السودان في مجال العلاقات الخارجية والعلاقات الحزبية، بجانب التمسك بالعلاقات المتميزة مع دول الجوار، داعياً لأهمية تعزيز التعاون والتبادل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة بين الجنوب والسودان والتوافق على آليات الحوار وحل النزاعات بين البلدين من دون وسيط خارجي. وقال البشير - في كلمة أمام أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان- إن العلاقات مع جوبا مهمة للغاية، ويتعين على الجانبين حل المشكلات من دون وساطة أجنبية، مؤكداً الحاجة إلى تسوية القضايا من خلال الحوار. وأضاف أن دولة جنوب السودان الوليدة تحظى بأهمية خاصة في علاقات بلاده الخارجية. وأكد أن ما وقع بينها وبين السودان هو انفصال سياسي لا ينبغي أن يكون انفصالاً بين شعبين. وحذَّر البشير من مغبة التآمر على السودان، وأبان أن أحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق كشفت أن شهية التآمر ضد السودان وشعبه لا تزال مفتوحة عند البعض ومضى قائلاً : نؤكد أنه لا مساومة أو تسامح لمن يتعدى الخطوط الحمراء بالسعي لترويع الآمنين والتعدي على سلامة وأمن المواطنين. وقال البشير إننا نتطلع إلى تكامل التنسيق بين البلدين في المنظمات الإقليمية والقارية والدولية التي ينتميان إليها على نحو يُعزِّز مصالح الطرفين في السلام والاستقرار والتنمية، وغيرها من المجالات. وأضاف أن دولة الجنوب ستُحظى بأهمية خاصة في شبكة ارتباطاتنا الجوارية والخارجية، مؤكداً تمسك المؤتمر الوطني بالعلاقات الخارجية بالأحزاب السياسية النظيرة، قائلاً إن ما وقع بين شطري البلاد هو انفصال سياسي لا ينبغي أن يكون انفصالاً بين شعبين، مشيراً إلى الاهتمام الخاص بعلاقات المؤتمر الوطني على الساحة الإفريقية. وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من يوليو الماضي، بعد استفتاء تم الاتفاق على إجرائه في اتفاقية السلام الشامل عام 2005 مع الخرطوم، التي أنهت حرباً استمرت 20 عاماً. وفشلت الدولتان في تسوية قائمة طويلة من النزاعات، مثل التشارك في عائدات النفط أو إنهاء العنف في منطقة الحدود المشتركة أو التوصل إلى حلٍّ وسط لمنطقة أبيي التي يطالب بها كلٌّ من الشمال والجنوب. وأفادت تقارير صحفية محلية بأن دبلوماسيين يأملون إحراز تقدم عندما يزور سيلفا كير الخرطوم في غضون الأيام القليلة المقبلة، في أول زيارة منذ استقلال جنوب السودان. وحاول الاتحاد الإفريقي ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق ثابو أمبيكي الوساطة بين الشمال والجنوب، لكن لم يتم سوى حل القليل من القضايا. والتقدم الوحيد الملحوظ بين البلدين، هو توقيع اتفاقية أمنية حدودية الشهر الماضي لتسهيل السفر بين الدولتين. واتهمت الخرطوم، جوبا، بدعم جماعات معارضة مسلحة تحارب الجيش في ولايتيْ جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهو اتهام يرفضه جنوب السودان.