الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل: الاستيطان في القدس «غير قابل للتفاوض»

إسرائيل: الاستيطان في القدس «غير قابل للتفاوض»
3 أكتوبر 2011 09:47
أكدت إسرائيل أمس تمسكها بمواصلة توسيع الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة، باعتباره أمراً “غير قابل للتفاوض، على الرغم من ترحيبها ببيان اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط الداعي إلى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمدة عام واحد وعدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب أو استفزازية خلالها. وفيما أدانت القيادة الفلسطينية هذا التعنت الإسرائيلي الجديد، أيدت مصر مطالبتها بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة لعملية السلام قبل استئناف المفاوضات. وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي سيلفان شالوم للإذاعة الإسرائيلية “إن البناء (الاستيطاني) في القدس غير قابل للتفاوض، فالمدينة كانت دائماً خارج إطار أي قرار يتعلق بتجميد أعمال البناء”. وأضاف “يجب بحث جميع القضايا العالقة بالتوازي وليس حسب الترتيب الذي اقترحته اللجنة الرباعية الدولية بحيث تتم في المرحلة الأولى مناقشة قضيتي الحدود والأمن”. وزعم أنه “إذا حصل الفلسطينيون على مطالبهم في المجال الإقليمي، فلن يكون من مصلحتهم التوصل إلى حل وسط في قضايا مهمة بالنسبة لإسرائيل مثل اللاجئين والقدس والأماكن المقدسة”. إلى ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أصدره في القدس المحتلة “ترحب اسرائيل بدعوة الرباعية إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين من دون شروط مسبقة، كما دعا الرئيس (الأميركي باراك) اوباما ونتانياهو”. وأضاف “فيما لدى إسرائيل بعض المخاوف التي ستثيرها في الوقت المناسب، تدعو اسرائيل السلطة الفلسطينية إلى فعل الشيء ذاته والدخول في مفاوضات مباشرة من دون إرجاء”. وفي رد فعل سريع، قال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية في رام الله “إن العودة إلى المفاوضات تتطلب التزام إسرائيل بوقف الاستيطان والاعتراف بحدود عام 1967 دون مراوغة أو محاولات للتهرب من قرارات الشرعية الدولية”. وأضاف “إذا كانت إسرائيل جادة، عليها الالتزام بالشرعية الدولية كما وردت في خارطة الطريق وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية دون أي تحفظات، كما أعلنها مكتب نتنياهو الأمر الذي يعني ببساطة رفض كل المرجعيات الدولية”. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لصحفيين بعدما استقبله وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة “إن بيان نتنياهو ممارسة للخداع على المجتمع الدولي”. وأوضح “اذا كان يقبل ببيان الرباعية عليه أن يعلن وقف الاستيطان، بما فيه النمو الطبيعي، والقبول بمرجعية حدود عام 1967، لأن هذا ما طالب به بيان اللجنة الرباعية بوضوح”. وقال عمرو، في بيان أصدره عقب اللقاء “نؤكد مساندة مصر لخيارات أشقائها الفلسطينيين وتفهمها الكامل لدوافع تحركهم خاصة في ضوء إدراك جميع الأطراف عدم جدية الجانب الإسرائيلي في الانخراط في عملية سياسية ذات صدقية بهدف تحقيق تسوية نهائية للنزاع تقوم على أساس حل الدولتين”. وأضاف أن بلاده تؤيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تمسكه بخيار استئناف المفاوضات على أساس مرجعية واضحة ووقف الاستيطان الإسرائيلي، في إطار زمني واضح ومحدد ومتفق عليه وبرعاية دولية. كما أكد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عريقات، أن من حق فلسطين الحصول على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، موضحاً أن شهادة ميلاد إسرائيل هي شهادة ميلاد فلسطين وقد جاءت في سطر واحد في قرار مجلس الأمن الدولي بإنشاء دولتين وليس دولة واحدة. وقال “إن الجانب الفلسطيني لديه وضوح في الرؤية للحصول على حقوقه المشروعة”. ورداً على سؤال بشأن تهديد الكونجرس الأميركي بقطع مساعدات الولايات المتحدة عن السلطة الفلسطينية بسبب طلبها عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. أجاب العربي قائلاً “إن الجانب العربي عن طريق مساعدته للشعب الفلسطيني مادياً سيكون هو أبلغ رد، فالعرب سيساعدون السلطة الفلسطينية مادياً وسنقوم بتذكيرهم”. وقال عريقات “إننا نثمن مساعدة الولايات المتحدة، أما إذا كانت المسألة مقايضتها بحقنا في القدس الشرقية وأرضنا وهويتنا الإسلامية والعربية، فنحن نرفض هذه المساومة”. وأضاف عريقات أن الجانب الفلسطيني مع المفاوضات وليس ضدها وأن من يتحمل خروج المفاوضات عن مسارها هو نتنياهو لانه عندما خُيِّر بين السلام والاستيطان اختار المستوطنات. من جانب آخر، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري إلى استئناف المفاوضات والامتناع عن أي خطوة استفزازية. وقالت في مقابلة أجرتها معها قناة “الحياة” التلفزيونية المصرية “إن أولوية الولايات المتحدة هي استئناف المفاوضات بغية تحقيق تقدم حقيقي”. وأضافت “الرئيس أوباما وأنا، نريد بشدة رؤية دولة فلسطينية ولقد أيدت هذا الأمر علنا منذ التسعينيات”. وتابعت “بغض النظر، عما سيحصل أو لا يحصل في الأمم المتحدة، فما لم نتمكن من اعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى التفاوض حول حدود الدولة والمسائل الامنية ومصير القدس ومصير اللاجئين والمياه، سنثير آمالا من دون أن نكون قادرين على تحقيقها”. واستطردت قائلة “أريد أن يحصل الفلسطينيون على دولة خاصة بهم ويحكموا انفسهم بأنفسهم. أريد رؤية الطرفين يعودان الى طاولة المفاوضات، لا نريد حصول استفزازات، لقد قلنا هذا بشأن الاعلانات الاخيرة للحكومة الاسرائيلية ولكن على الفلسطينيين أيضاً أن يكونوا مستعدين للتفاوض. هذا صعب عليهم لانهم يشعرون بأنهم فعلوا هذا لوقت ليس بقصير من دون الوصول الى شيء”، وخلصت إلى القول “لكل من الطرفين قضية يدافع عنها. فليحصل هذا الأمر على طاولة المفاوضات وهذا تحديدا ما ندفع باتجاهه”.
المصدر: القاهرة، رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©