الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعوة لإنشاء مستشفى متخصص للحوادث المرورية وتكثيف نقاط الإسعاف على الطرق

دعوة لإنشاء مستشفى متخصص للحوادث المرورية وتكثيف نقاط الإسعاف على الطرق
21 سبتمبر 2012
جاء تأكيد «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وتوجيه سموها بضرورة تبني البرامج والمبادرات وتنظيم الفعاليات والدورات التدريبية، من أجل «توعية الشباب بمخاطر السرعة للحد من حوادث السيارات وحمايتهم من مخاطر الطرق»، مبادرة ولفتة إنسانية تنبع من عمق إيمانها بأن حماية الشباب من المخاطر، وتوعيتهم واجب وطني، لأنهم عماد هذا الوطن، ومن ثم لا بد من تضافر كافة الجهود لحماية أبناء الوطن من خلال تنظيم البرامج والفعاليات التي تسهم في توعيتهم بأهمية التقيد بتعليمات السلامة المرورية، والانتباه إلى الطرق ونتائج السرعة الجنونية أثناء القيادة. واستجابة لهذه المبادرة الإنسانية أطلقت «الاتحاد» حملة توعية من 7 حلقات تتناول في موضوعها «الأخير»، مطالبة الكثير من أفراد المجتمع بإنشاء مستشفى متخصص لاستقبال حالات الإصابة من الحوادث المرورية، إلى جانب تكثيف نقاط الإسعاف على الطرقات سواء الداخلية أو الخارجية من شوارع الدولة. مع كثرة الحوادث المرورية وارتفاع وتيرة تطورها بشكل مفزع وخطير وكثرة الضحايا على الطرقات، فقد وصف بعض من مرتادي تلك الشوارع والطرقات بشكل يومي الأمر بـ«حرب الطريق»، في إشارة ليست بالخافية إلى تشابه نتائج استعمال المركبات بنتائج الحروب من حيث الخسائر البشرية والمادية، وبالفعل فإن الناظر إلى الإحصائيات التي تنشر سنويا يخالها حربا جنودها السائقون والمارة وسلاحها المركبات. «لو كانت هناك نقاط إسعاف مكثقة تنقل المصابين من جراء تلك الحوادث المؤلمة أو مستشفى متخصص لعلاج تلك الإصابات الخطيرة في مختلف أنحاء أجسادهم، لساعد ذلك في تقليل نسبة الموتى من المصابين»، هذا ما يطالب به جابر مبارك الرحومي بقوله إن مصابي الحوادث المرورية من أخطر الحالات المرضية التي تستقبلها المستشفيات، التي تتنوع ما بين إصابة خطرة، مثل نزيف في المخ مصاحب لنزيف آخر في البطن، وكسور مضاعفة في الجسد، وبتر في الأطراف. وتابع، وصول الحالة إلى درجة عالية من الخطورة يستدعي تدخل فريق من الجراحين، من مختلف التخصصات الباطنية والجراحية والعظام والمخ والأشعة، بهدف إنقاذ المصاب، لكن في بعض الأحيان مع وصول فريق الإنقاذ إلى الحادث متأخراً، وُبعد المسافة بين المنطقة الواقع بها الحادث عن المستشفى يؤدي ذلك في أحيان كثيرة إلى موت الشاب، وكل تلك العوامل تساعد في تعجيل وفاة المصاب. وأضاف، “إننا نشعر بالضيق الشديد عند سماعنا خبر إصابة أو حالة وفاة أو عند رؤيتنا لتلك الحوادث، والتي زادت على الحد بسبب طيش بعض الشباب، وبات أكثر ما يضايقنا رؤية الأرواح البريئة تزهق بشكل شبة يومي”، مطالباً بسرعة إنشاء مستشفى ميداني متنقل على الطرقات الخارجية أو إنشاء مستشفى متخصص للحوادث والإصابات البليغة في كل إمارة، يتم فيه توفير جميع الأدوات والأجهزة المطلوبة للحالات الطارئة، لأن هنالك بعض الحالات والتي تتطلب تدخلا عاجلا ليس في مسألة الحوادث فقط، ولكن في الكثير من الحالات الأخرى والتي تتطلب تدخلا طبيا. مستشفى متخصص وفي السياق ذاته، أوضح محمد عتيق أبوبكر (33 عاما) أن الكثير من مستشفيات الدولة بها أقسام الحوادث والطوارئ، وقد تحتوي على عدد كبير من الأسرة، لكن في حالة وصول عدد كبير من الحوادث المرورية الخطيرة إلى القسم يشكل ذلك عبئا عليه، وعلى العاملين من أطباء وممرضين، بسبب تعدد الإصابات والحالات الخطيرة، ما يستدعي استنفار الكادر الطبي في المستشفى، ونتيجة لذلك قد يُحول المصاب إلى مستشفى آخر أو ينقل عبر طائرة جناح الجو لإنقاذ حالته الخطيرة، وقد يتعرض هذا المصاب أثناء تنقله إلى مضاعفات قد يكون هو في غنى عنها، لذلك فقد يسهم وجود مستشفى متنقل على الطرقات الخارجية بالذات في تخفيف ألم المصاب أو تتم معالجته بأسرع وقت ممكن، فلماذا لا يوجد مستشفى متخصص للحوادث المرورية؟، فكم سمعنا ورأينا من حالات توفي أصحابها بسبب تدهور الحالة الصحية، حيث إن البعض ممن يدخلون العناية المركزة، بسبب الحوادث المرورية، يخرجون بإعاقات ذهنية أو جسدية، بالإضافة إلى الشلل النصفي أو الكامل، بسبب الكسور المضاعفة التي تعرضوا لها جراء الحوادث المرورية الخطيرة. تشديد العقوبة من جانبها، أكدت أم فاطمة أن ابنها تعرض لحادث مروري وتم وضعه في غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات الدولة، لكن نظرا لخطورة إصابته تم نقله إلى مستشفى آخر، حيث تطلبت حالته بقاءه في العناية المركزة لفترة طويلة، لذلك فهي تطالب بتكثيف وجود سيارات الإسعاف عند الطرق الخارجية لتدخلها بشكل سريع وفعال لو حدث -لا قدر الله- أي حادث في أي وقت، وأن تكون هناك مناوبات على مدار الساعة، أثناء فترة الإجازة الأسبوعية وتشديد العقوبة على كل شخص مستهتر، ووضع المزيد من العقوبات المتعلقة بالقيادة بشكل جنوني في الطرق الخارجية أو الداخلية بشكل عام، مقترحة أن تكون هذه العقوبات مالية في البداية، ثم تسحب الرخصة لفترة محددة والحبس في حال التكرار، معتبرة أن تفعيل مثل هذه العقوبات ضروري ليكون فلان من الناس عبرة لمن لا يعتبر من الآخرين. تجاوز مفاجئ وعبر السائق جاسـم عبيد، رب أسرة عن تخوفه من الشوارع الخارجية باعتبارها من أكثر الأماكن التي تحدث فيها الحوادث، خاصة أن الكثير من قائدي الشاحنات والجاليات الآسيوية يفتقرون إلى فن القيادة السليمة والآمنة على الطرقات، وهم في بعض الأحيان المسـبب الأول للكثير من الحوادث المرورية خاصة في الطرقات الخارجية، مؤكداً تجاوز الكثير منهم بشكل مفاجئ وما يحدث ذلك من إرباك لدى السائقين. وللحد من الإصابات البليغة ومعالجتها، اقترح جاسم أن تتوافر على تلك الطرقات نقاط إسعاف لإنقاذ المصابين بأسرع وقت ممكن، مع توافر كافة الإمكانيات الصحية لإنقاذ المصاب بشكل سريع، من خلال مشروع لمستشفى ميداني، لأن ذلك سيكون سببا في إنقاذ كثير من الأرواح. جنود مجهولون أكد الدكتور سالم عبد الرحمن الدرمكي وكيل وزارة الصحة بالإنابة أن هناك جنودا مجهولين هدفهم في المقام الأول إنقاذ المصاب ولهم دور كبير في ذلك خاصة، الإسعاف الجوي، حيث أنهم بمجرد وصول بلاغ لهم بوقوع حادث يلبون النداء بأسرع وقت ممكن، لنقل المصاب من موقع الحادث إلى أقرب مستشفى لعلاجه، كما يتم التنسيق بين مستشفيات الدولة سواء القطاع الحكومي أو الخاص أو العسكري، الذين يفتحون أبوابهم لاستقبال المصابين مهما كانت حالاتهم الصحية، وأيضا تعاون الكثير من نقاط الإسعاف السريع على الطرقات الخارجية ساهم في إنقاذ الكثير من المصابين، وما يبشر بالخير أن هناك توجها من الحكومة ووزارة الأشغال، لإقامة مشروع يتمثل في إنشاء مركز إسعاف على طريق الفجيرة السريع، سيساعد في معالجة الكثير من المصابين على الطرقات السريعة بالدولة وقد شارف هذا المشروع على الانتهاء. ضحايا الحوادث.. شباب في عمر الزهور يرى هلال سعيد، 40 عاما، أن مسلسل حوادث الطرق مستمر وضحاياه شباب في عمر الزهور، ويأسف هلال على جميع الأرواح التي زهقت بسبب حوادث السير، ويدعو الشباب إلى المحافظة على أنفسهم أثناء القيادة. ويقول، مع وجود نقاط للإسعاف السريع على الطرقات، تتوافر بها سيارات إسعاف وكوادر طبية مرافقة لها ووجودها في أماكن الحوادث، وإسعاف المصابين بأسرع وقت ممكن، أعتقد أن ذلك سيكون عاملا حاسما في إنقاذ الأرواح، كما يسهم ذلك في اتخاذ التدابير اللازمة لإسعاف أي مصاب والتقليل من خطر المضاعفات أو التأخر في الوصول إليه، وتقديم الإسعافات الأولية له، ريثما يتم إيصاله إلى الطوارئ التي تقوم بدورها اللاحق. وأضاف، صعوبة الوصول إلى بعض أماكن الحوادث نظرا للزحام أو للبعد الذي بدأت تحله طائرات جناح الجو لإنقاذ المصابين من الحوادث المرروية، ولعدم وجود مكان لهبوط الطائرات، يشكل عامل إعاقة وتأخير في وصول سيارات الإسعاف، مؤكداً أنه في بعض الدول نلاحظ انتشار بعض سيارات الإسعاف في أماكن ربما تكون بعيدة عن المراكز الصحية، وفي الأماكن التي تكثر فيها الحوادث ربما هذا أيضا عامل آخر يساعد في سرعة الوصول إلى أماكن الحوادث والتقليل من خطرها أو توفير الوقت في هذه الحالات. من جهتها، ترى أمينة خلفان، منسقة إعلامية في إحدى الجهات أن تكثيف نقاط الإسعاف السريعة على الطرقات يوفر عنصر السرعة اللازمة في التعامل مع الحالات المفاجئة والطارئة، بما يحقق إنقاذ حياة المصابين، وتوفير الرعاية والعناية اللازمتين لهم. وتضيف، لحظات قليلة تفصل بين الموت والحياة بالنسبة لمصاب في حادث مروري على طريق من الطرق الممتدة وخاصة الخارجية، إلا أن آمالاً كثيرة تعقد على ما سيحظى به هذا المصاب وأمثاله عند قدوم سيارة الإسعاف التي قد تحمل معها ممرضاً واحداً في أحسن الأحوال، أو أنها تقتصر على السائق الذي يتقن جيداً قيادة السيارة لكنه لا يتقن أياً من الإسعافات الضرورية للمصابين، لافتة إلى أن وجود سيارات الإسعاف على الطرقات الخارجية يساعدها في الوصول بوقت جيد إلى موقع الحادث، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن مصاباً واحداً فقط هو ضحية هذا الحادث، أو أن الممرض المرافق لهذه السيارة قد يتمكن من إسعاف كل المصابين في وقت واحد، فالدقائق الأولى هي الأهم عند إسعاف المصاب، خاصة أن وصولها المتأخر بعض الشيء إلى مكان الحادث ترافقه قلة الحيلة والعجز عن ضم كل المصابين بين ذراعيها دفعة واحدة، لذلك فإن توافر نقاط الإسعاف أو مستشفى ميداني على الطريق، يتغلب على هذه الصعوبات. سيارات الإسعاف إذا وصلت إلى مكان الحادث وفوجئت بأن عدد المصابين أكثر من واحد، فإن مشكلة جديدة ستظهر لديها، ووفقاً لما ذكرت أمينة خلفان، عندما يبدأ المسعفون بوضع المصابين داخلها، كما أن نظام الإسعاف يقضي بنقل المصاب إلى أقرب مسشفى، حيث يتم هناك فحص الحالة التي تتطلب أقساماً خاصة لمعالجتها في مسشفى آخر ليتم نقلها، أو ربما تستقبل كجثة هامدة فارقتها الروح في رحلة الإسعاف، أما لو كانت هناك سيارة إسعاف متنقلة ومتوافر بها الكثير من المواد الطبية اللازمة لعلاج حالات الإصابات البليغة من الحوادث المرورية، ومزودة بطبيب طوارئ لأمكن فرز هذه الحالات في مكان الحادث ولما هدر كل هذا الوقت الذي يعرّض حياة المصاب للخطر. طوارئ 24 ساعة قال الدكتور سالم عبد الرحمن الدرمكي وكيل وزارة الصحة بالإنابة، “تضم مستشـفيات الدولة 15 قسماً للحوادث والطوارئ، تقدم خدماتها 24 ساعة لكل أنواع المرضى، وخاصـة الحـوادث والصـدمات الحرجة، الحالات الجراحية، والحالات النفسية، وفي حال وصول هذه الحالات إلى المستشفى يقدم لها العلاج المناسب ثم يتم تحويلها للأقسام الخاصة بها. وأضاف الدرمكي، عادة ما يقسم المرضى في الحوادث والحالات الطارئة إلى قسمين، حيث يعالج المرضى ذوو الحالات الطارئة أو يحولون إلى جهات الاختصاص، ويحول هؤلاء الذين لا تعتبر حالاتهم طارئة إلى العيادات العادية التي تعمل على مدار الساعة، ولا تحتاج إلى مواعيد مسبقة حسب اللوائح والقوانين، مبينا الإجراءات السريعة التي يتم التعامل معها فور وصول المصاب، إذ أن قسم الحوادث الذي يتكون من أخصائيين واستشاريين من جميع التخصصات الجراحية والتخدير، همه في المقام الأول هو وصول المريض المصاب إلى الاستقرار الصحي، ولأهمية ذلك تم توفير الكثير من الخدمات للمصابين في قسم الصوارئ والحوادث من أهمها، المختبر السريع، وذلك لإعطاء نتائج مخبرية سريعة للدكتور الذي يعالج المصاب، مع توافر أحدث الأجهزة الطبية وخاصة أجهزة التخطيط لمعاينة حال المصاب ومدى خطورة إصابته، وأيضا توجد غرفة العمليات وهي لإجراء العمليات العاجلة لإنقاذ المريض، وكل هذا التفاعل السريع مع المصابين بالحوادث المرورية أو إصابات بالغة وخطيرة بإمكان قسم الطوارئ والحوادث القيام به بأسرع وقت ممكن لإنقاذ المصاب، في ظل توافر الكوادر الطبية المؤهلة والمختصين في جميع المجالات الطبية والتي هدفها هو إنقاذ أرواح المصابين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©