أكد حسن الصغير عضو المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، أن المجلس ضبط شحنة من القذائف المعبئة بمواد كيماوية بمنطقة سبها خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان القذافي قد جلبها من دولة آسيوية. وقال الصغير في مقابلة مع إذاعة “راديو سوا” إن الشحنة التي يقدر وزنها بتسعة أطنان من القذائف المدفعية، “معبأة بغاز الخردل”، و”كانت مخزنة في منطقة الشاطئ بمدينة سبها جنوب ليبيا في مخزن مساحته 50 متراً مربعاً في منطقة خالية من السكان”. وأشار إلى أنه أبلغ بعض الأطراف الدولية والمنظمات ذات العلاقة من أجل نقل الشحنة والتخلص منها بالطريقة المثلى ووفق المعايير الدولية. وشدد الصغير على أنه لا توجد آثار في المخزن لأي محاولة لنقل الشحنة أو جزء منها، وهو ما يرسل إشارة اطمئنان إلى عدم وصولها إلى مسلحين. كما أكد الصغير أن المجلس الانتقالي أحكم قبضته على شحنة أخرى، من دون أن يستبعد ضبط المزيد من شحنات الأسلحة. وأبدت حكومات غربية مخاوفها من انتشار الأسلحة التقليدية وغير التقليدية في ليبيا، بينها واشنطن التي أكدت أنها أرسلت فريقاً إلى ليبيا للعمل على تحديد مواقع هذه الأسلحة ومساعدة المجلس الانتقالي على التخلص منها.
إلى ذلك أوردت مجلة “دير شبيجل” الألمانية أمس، أن الآميرال جيانباولو دي باولا، الذي يرأس لجنة القادة العسكريين لحلف شمال الأطلسي “الناتو” عقد اجتماعاً سرياً حضره نواب ألمان الاثنين الماضي، كشف فيه أن 10 آلاف صاروخ على الأقل لا تزال مفقودة في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن الآميرال الإيطالي قوله إن تلك الصواريخ تشكل “تهديداً خطيراً للطيران المدني”. وأضافت أن دي باولا أشار إلى أن تلك الصواريخ قد تخرج من ليبيا لتجد طريقها إلى أي مكان “من كينيا إلى قندز الأفغانية”. وبحسب الخارجية الأميركية تعرضت أكثر من 40 طائرة مدنية للاستهداف من جانب تلك الصواريخ (أرض-جو) منذ عام 1975، مما اسفر عن تحطم 28 طائرة ومقتل أكثر من 800 شخص في أنحاء العالم.
وفي نوفمبر 2002 أطلق صاروخ واحد على الأقل طراز “سام -7” على طائرة ركاب إسرائيلية في مومباسا بكينيا في هجوم أعلنت “القاعدة” مسؤوليتها عنه، وتمكنت الطائرة من الإفلات منه بصعوبة.
والصواريخ، التي يطلق عليها في روسيا اسم “9 كي 32 ستريلا-2”، صممها الاتحاد السوفييتي في السبعينيات، ويبلغ مداها نحو 4 كيلومترات ولديها نظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء، وبعد تلقي بعض التدريب يمكن لشخص بمفرده اطلاق تلك الصواريخ المحمولة على الكتف ببساطة نسبية، وان كانت تحتاج إلى صيانة مستمرة وخصوصا لبطاريتها الحرارية.
ويقول محمد عدية الضابط المسؤول عن التسليح في وزارة الدفاع التابعة للمجلس الوطني الانتقالي إن القذافي اشترى 20 ألف صاروخ “استخدم منها أكثر من 14 ألفاً”. ويقدر المجلس الليبي أن نحو 5 آلاف من تلك الصواريخ سام-7 من ترسانة القذافي، لم يستدل عليها بعد، مما يثير مخاوف من وقوع تلك الأسلحة في أيدي من يريدون استخدامها ضد الطائرات المدنية على سبيل المثال.
عدد اليوم
