الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب «داعش».. ليست لعبة فيديو!

حرب «داعش».. ليست لعبة فيديو!
18 أكتوبر 2014 01:02
الحرب الجوية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد «داعش» ليست لعبة فيديو طُلب من الجيش الأميركي أن يلعبها ويفوز فيها بسرعة. فعلينا أن ندرك أن رجالاً أميركيين ونساء أميركيات يعرِّضون حياتهم للخطر في مواجهة عدو لن يستسلم فقط لأننا مللنا من مشاهدة القتال أو القراءة عن الانتكاسات؛ أو لأن مالنا ومواردنا، وهذا هو الأرجح، أخذت تنفد. فهذه حرب، في النهاية، حرب يشارك فيها عشرات الآلاف من العسكريين الأميركيين. وعلى ما يبدو، فإن المنتقدين الذين ما فتئوا يدعون إلى تعريض مزيد من القوات الأميركية للخطر، كمراقبين جويين يعملون على الأرض، أو للقيام بمهمات القوات الخاصة على الخطوط الأمامية، لم يتعلموا شيئاً من فيتنام والعراق وأفغانستان. وفي هذا السياق، قال الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون، للصحافيين يوم الأربعاء: «هذا درس تعلمناه من 13 عاماً من الحرب -أن أفضل قوة مضادة لمجموعات مثل «داعش» على الأرض هي القوات المحلية- أشخاص يعرفون الميدان، ويعرفون الثقافة، ويعرفون العشائر». ومن جانبه، قال الرئيس أوباما إنه يجب أن يكون ثمة جنود عراقيون على الأرض في العراق، وجنود سوريون في سوريا. فنحن لا يمكننا أن نقوم بذلك بدلاً من أي من البلدين لأننا في النهاية سننسحب؛ ومثلما حدث في العراق، فإن الأشياء القليلة التي سنحققها يمكن أن تتبدد تقريباً إذا خسر زعماء البلاد دعم شعبهم. وفي يوم الأحد، قالت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس في برنامج «ميت ذا برس» (واجه الصحافة) على قناة «إن بي سي»: «إذا لم يكن العراقيون مستعدين وملتزمين وقادرين على الحفاظ على مكاسبهم، فإنهم سيندحرون». وعليه، فهذه المرة هناك جهد واضح للقيام بالمهمة على نحو مختلف. فالعراقيون هم من يجب أن يتولوا الزعامة، وهم من يجب أن تكون لديهم القدرة والرغبة لمواجهة «داعش» بمفردهم، تقول رايس. ولكن، ماذا عن إنشاء الولايات المتحدة منطقة حظر جوي أو منطقة عازلة داخل سوريا على الحدود لاستضافة اللاجئين وتوفير فضاء لتدريب الجنود على محاربة قوات نظام الأسد و«داعش»، مثلما يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وآخرون؟ الواقع أن إقامة منطقة عازلة تتطلب عشرات الآلاف من الجنود على الأرض -وعليه، فمن سيتعين عليه تولي الزعامة في توفير هؤلاء الجنود غير الولايات المتحدة؟ بالنسبة لواشنطن، يعني هذا ترخيصاً جديداً من قبل الكونجرس، وذلك لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال ربط معارضة الأسد بإرهاب «القاعدة». ولكن يجب أن نتذكر هنا أن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بدا في سبتمبر 2013 قاب قوسين أو أدنى من التصويت ضد دعم ضربات جوية ضد الأسد بسبب استعماله أسلحة كيماوية. فهل سيدعم الكونجرس إرسال قوات أميركية إلى سوريا اليوم؟ الواقع أن إنشاء منطقة حظر جوي ربما لن يثير مشكلة سياسية داخلية، ولكن التكاليف قد تكون عاملاً مهماً في ذلك. فقبل عام من اليوم، قال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للكونجرس إن إقامة منطقة حظر جوي على مدار 24 ساعة فوق سوريا يمكن أن تكلف 500 مليون دولار وتحتاج إلى المليارات للحفاظ عليها. وعلاوة على ذلك، فإن الحملة الجوية الأحدث بدأت بـ7,5 مليون دولار في اليوم، ثم ارتفعت إلى 10 ملايين دولار عندما أضيفت سوريا، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر من ذلك. فهل باتت أميركا مستعدة أخيراً لدفع ضريبة حرب من أجل تغطية تكاليف مثل هذا الالتزام طويل الأمد؟ الواقع أن الولايات المتحدة تقدم مساهمة مهمة. فقد كانت ثمة أكثر من 5 آلاف طلعة جوية للطائرات الأميركية وطائرات التحالف منذ الثامن من أغسطس دعماً لعمليات في العراق وسوريا. وتطلّب الأمر 300 طائرة أميركية لتنفيذ هذه العمليات. وعلاوة على ذلك، فإن تلك العمليات يدعمها قرابة 10 آلاف من الميكانيكيين والمراقبين الجويين المنتسبين للقوات الجوية الأميركية، إضافة إلى الموظفين الميدانيين الآخرين العاملين في منطقة الخليج و5 آلاف موظف إضافي تابعين لقوات البحرية. صحيح أنه ليس كل هؤلاء الرجال والنساء يقومون بدعم مباشر للأنشطة اليومية، ولكن الكثير منهم يفعلون. وفي الأسبوع الماضي، أُعلن أن فرقة المشاة الأولى ستقيم مقراً في العراق، حيث سينضم نحو 200 من جنودها إلى موظفي القوات المسلحة الأميركية الذين يقومون بدعم العراقيين في مراكز العمليات المشتركة في بغداد وأربيل. كما أخذ جنود من القيادة المركزية الأميركية، كانوا حتى أمس القريب يتولون تقييم قوات الأمن العراقية، يتحولون إلى فرق تقدم النصح والمساعدة لتلك الوحدات العراقية العاملة على مستوى لواء فما فوق. وقد شرعت نحو 12 من هذه الفرق في العمل منذ بعض الوقت، ومن المتوقع أن يرتفع عددها إلى 17 فرقة، وفق المتحدث باسم البنتاجون. وإضافة إلى ذلك، فإن الجنرال «دانا بيتارد»، قائد القوات المشتركة البرية في العراق، يتولى منذ يونيو الماضي قيادة الـ1000 عسكري الذين يديرون برامج المساعدة الأمنية مع الجيش العراقي، والأمن للسفارة الأميركية ومنشآت أخرى. وباختصار، لقد جعل أوباما الجيش الأميركي يسير على الطريق الذي وعد بأن يسلكه، ولكنني قلق لأن معظم الأميركيين باتوا يشبهون متفرجين متحلقين حول لاعب لعبة فيديو -مستعدين للتفرج لبعض الوقت ولكنهم مستعدون للانسحاب إذا ما طالت اللعبة واستغرق الفوز فيها وقتاً طويلاً. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©