الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «منتدانا» يناقشون «خطوط العمل الحمراء» بكل ألوان الطيف

قراء «منتدانا» يناقشون «خطوط العمل الحمراء» بكل ألوان الطيف
4 أكتوبر 2011 19:23
الخطوط الحمراء بين الجنسين في بيئة العمل، هل هي حاجة حقيقية يجب استدعاؤها في محيط العمل، أم أنها دعوى متشددة لا عائد منها سوى تصعيب وإثقال ساعات الدوام؟ بين هذين الطرفين تنوعت مشاركات قراء موقعنا الإلكتروني، فوصل عدد زوار «منتدانا» في موضوع «خطوط حمراء في بيئة العمل» إلى أكثر من 15 ألفاً، و54 مشاركة متباينة في الطرح، تطرفت في بعضها لدرجة الصدام بين رافض تماماً لوجود الجنسين في مكان العمل (هم الأغلب)، وبين مناد بكسر كل الحواجز وترك الناس على طبيعتهم من دون تمثيل أو تكلف. المعاملة الحسنة بين زملاء العمل أمر مهم دوماً لإنجاح أي بيئة عمل، لأن انسجام فريق العمل أهم خطوات تحقيق الإنتاجية المطلوبة؛ غير أن البعض يرى أن المعاملة الحسنة تصل في أحيان كثيرة إلى إزاحة الكلفة، خاصة بين الجنسين، لدرجة تصل إلى تصرف الزميلات مع زملائهم بشكل غير لائق أو العكس؛ وكمجتمع شرقي محافظ لا يقبل تصرفات كهذه، والتي توصف في بعض الأحيان بقلة الحياء. أمام هذا الرأي الغالب، تظهر آراء أخرى تدعو إلى عدم تحميل بيئة العمل أكثر مما تحتمل من مشاق؛ بالإضافة إلى أهمية استيعاب أن الأشخاص في العمل وصلوا إلى درجة من النضج تجعلهم يدركون تماماً جدية الأمانة التي يحملونها والصورة التي يجب أن يصدروها للآخرين؛ فيما يرى آخرون أن الأمر لا علاقة له بالنضج أو الوعي، بل بساعات العمل الطويلة التي تجعل الإنسان يتصرف بتلقائيته الطبيعية مع زملائه، وأن وضع عراقيل على ذلك يزيد من صعوبة الأمر؛ وغير ذلك من آراء تبادلها زوار موقعنا وتناولوها عبر صفحات «منتدانا»، ناقشوا خلالها، الخطوط الحمراء، فتنوعت طروحاتهم بتنوع ألوان الطيف. أخلاقيات العمل كانت أولى مشاركات متصفحي موقع الاتحاد الإلكتروني، هي من وضعت عنواناً لموضوعنا، فقد كنا قد اشرنا للموضوع بداية تحت عنوان «الكلفة في مكان العمل»، غير أن المتصفح مؤيد المليجي، اقترح عبر مشاركته أن يتم تغيير الاسم إلى «الخطوط الحمراء في بيئة العمل»، وكتب رأيه حول الأمر ليقول «أنا لا أسميها كلفة، ولكن أسميها حدود المعاملة؛ لذا لا بد أن يكون هنالك حدود وخطوط حمراء لمعاملة الزملاء في العمل لبعضهم البعض، فإذا أزيلت تلك الحدود أصبح هنالك هرج ومرج، لذلك لا بد من وضع الحدود ولكن بالشكل والمعيار المناسبين، وإلا عمت الفوضى في مكان العمل بين الزملاء». وعلى الرغم من عدم توضيح المليجي للمعيار اللازم لوضع القيود، إلا أن الكثير من الذين شاركوا في الموضوع، حاولوا رسم هذه الخطوط وتعريفها، بل ووضع ملامح عامة لها، ومنهم المتصفحة فاطمة القمزي والتي كانت مشاركتها تحت عنوان «نعم للخطوط الحمراء»، وكتبت فيها «وجود الخطوط الحمراء بين الزملاء وحتى بين العاملين والمتعاملين في العمل مطلب أساسي، لخلق بيئة عمل منتجة ضمن نطاق الأدب العام». وتضيف «كما هو ملحوظ، فقد تتفاوت درجات هذه الخطوط عند الأشخاص، فترى من حاصر نفسه بهذه الخطوط لدرجة الانخراط التام في العمل وإهمال جانب التواصل الاجتماعي مع زملائه؛ في حين البعض الآخر ليس لديه أي خطوط، وهنا يكمن الخطر، فإن اجتمع زميلان من هذا الصنف في مكان واحد، ترى من الأفعال وتسمع من الأقوال ما لا يرضي». وعرفت القمزي الخطوط الحمراء بـ«حدود وهمية نرسمها حول سلوكياتنا اعتماداً على هويتنا، ديننا، عاداتنا، تقاليدنا والمخزون الأخلاقي لدينا». لائحة حريات ذهب بعض قراء الموضوع والمشاركون في المنتدى، إلى التطرق لبعض أشكال التعدي على هذه الحدود في العمل، بل ونعتها بلقب «قلة حياء»، وطالب لحل المسألة بوضع لائحة حريات، فكتب مروان «ليس هناك مجال للشك في وجود قلة حياء، ولكن المهم ضبط المشكلة من أساسها بوجود لائحة تحدد الحريات داخل مكان العمل وتطبق القوانين والعقوبات بهذا الشأن». ووافقته في ذلك المتصفحة رقية التي رأت أن «السكوت على بعض هذه الممارسات يفاقمها، وينقل صورة سلبية عن مكان العمل للآخرين، الذين لا يعرفوننا؛ فلو تركنا الأمر دون عقاب، أسأنا لكل موظفة حفظت نفسها، بل وتركنا المجتمع ينهشها كونها ستصبغ بالسيرة السيئة المعروفة للمكان». «عذبة»، خريجة إعلام، تمنت أن تعمل في تخصصها، تقول في مشاركتها «إنها عملت في مجال الإعلام لسنة واحدة فقط، وإن ما جعلها تترك العمل هو ضغط المجتمع على أسرتها، وكأنها ترتكب عملاً فاضحاً، والسبب في ذلك ما يجري في الوسط من تبسيط للعلاقات بين الزملاء، والصور التي تصر بعض الفتيات على الخروج بها، هذا على الرغم من أن هناك نماذج إيجابية وقديرة تصلح لأن تكون قدوة لكل بنات المجتمع». «سذاجة» موظفات عن سلوك الموظفات في بعض المؤسسات، يقول أحمد حبيب هاشم «أغلب الموظفات ساذجات، ويتصرفن بعفوية خاطئة». ويضيف أن «المشكلة الأساسية هي المرأة نفسها، حيث إنها ومن فطرتها السليمة، أو يمكن تسميتها (السذاجة) تتصرف ببساطة»، ويعود السبب في ذلك حسب رأيه في إلى أن «بيئة العمل نقضي فيها ثلث يومنا، يعني أتوقع الموظفين يقعدون مع بعضهم أكثر من أهلهم»، ولهذا السبب، فإن الموظفات يتعاملن مع زملائهن في العمل على أنهم إخوان ومحارم! وهذا الشيء يسمى سذاجة وسترى هي بنفسها عواقب سذاجتها ولكن بعد أن يقع الفأس في الرأس». ويبدو أن البعض لم يعجبه وصف من أنهى تعليمه وحصل على وظيفة ويتحمل مسؤولية في عمله، بالشخص الساذج، فكتب المنصوري «أنا أعتقد أنّ الأغلبية العظمى من الموظفين في الدوائر الحكوميّة هم من خرّيجي الجامعات والكليّات، وأنهّم يستطيعون التمييز بين السلوك الصحيح والسلوك الخاطئ. وبالتالي فـ«قلّة الحياء» تكون في الغالب نسبة ضئيلة ولا تشكّل خطراً على المجتمع». ورغم عدم اعتقاد المشارك المنصوري، بخطورة المسألة، إلا أنه تقدم في نهاية مشاركته، بنصيحة لرؤساء ومديري الدوائر الحكوميّة بتنظيم دورات حول «الأخلاق في مكان العمل» لكل الموظفين، وذلك للحصول على بيئة عمل ممتازة وأداء وظيفي متميّز. تحفظ وتناقض يقول المشارك عبد الحفيظ بن محمد «إن عمل المرأة قد يضعها في مأزق، خاصة إذا كان فيه الاختلاط، ولهذا يجب عليها أن تكون متحفظة في معاملتها مع الجنس الآخر، لأن كثيراً من الرجال عندما يشاهدون امرأة تتعامل معهم بعفوية مع كثرة الكلام الزائد، ربما يفهمونها بشكل خاطئ». وفي رد من مشاركة أثارت فيه حفيظة زوار موقعنا، فقد سجل ضدها (12 صوتاً) في دلالة على رفضهم طرحها، كتبت سلمى صديقة الموقع تحت عنوان «نحن أناس طبيعيون»: «أنا أعمل منذ 13 سنة في المكان نفسه، واستمر في العمل لساعات طويلة في أغلب يومي، وهذا الأمر فرض علاقة مع زملائي من الرجال في العمل تشبه إلى حد كبير علاقتي بإخواني. وطبيعي أن نجلس سوياً ونضحك ونتشاجر ونأكل، هذا أمر طبيعي جداً، وهي علاقة حتمية في بيئة عمل طبيعية لا تصنع فيها، ومن وجهة نظري، من لا يعجبه ذلك، هو حر؛ كما أننا أحرار في اختيار الطريقة التي قررنا أن نعيش فيها ساعات عملنا الطويلة». وتوافقاً مع هذا الموقف المتحرر، خرجت بنت الزرعوني برأي صادم، اتهمت فيه المجتمع بالتناقض، فكتبت ترفض كل الداعين إلى عدم الاختلاط والفضيلة، وشاركت منتدانا بتجربتها، قائلة «في بعض البنات عندنا في الدوام لا يفارقهن الهاتف المتحرك، فهم في حديث متواصل لا ينتهي، وجميعنا يعرف أنهن غير متزوجات، حتى الآن يعتبر الأمر عادياً وحرية شخصية، لكن الغريب يوم تشوف مثل هالبنت تتذمر لو كلمها رجل أو كلم زميلتها. شو هالتناقض؟» وترى «بنت الزرعوني» أن «الأمور التي تحدث أمامنا في العلن لا يمكن أن تُحمل أكثر مما هو معروض، على عكس تلك التي تجري في الخفاء، والتي غالباً ما تكون فيها كل المصايب».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©