الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلق وكحل

10 مارس 2009 00:53
ربما كان من المفترض أن أكون على خلاف ما أنا عليه الآن، فتاة بشنب غير ظاهر أوربما سينبت لاحقا ، أو صبياً بهيئة صبية !، لسبب بأن القدر شاء أن أكون بنتاً وحيدة بين خمسة أولاد، إلاّ أن والدي ـ رحمة الله ـ عليه تنبه مبكراً لأن تحافظ تلك الصبية على أنوثتها وكينونتها بين أخوتها، دونما أي مبالغة منه أو تصريح أو توجيه مباشر في هذا الشأن ، وكأن الأمور مرسومة بحسب خطة تتوافق وتتدرج مع مراحلي العمرية ، متجنبا بذلك أي خطوة قد تكون ليست في محلها ولا حتى في وقتها!، في سن الخامسة أو أقل أصررت على ثقب أذني لألبس القرط أو ''الحلق'' الذي أعشقه، وعند بلوغي التاسعة حرص ـ رحمه الله ـ على أن أكتحل وإن يكن في البيت فقط، أما ملابسي فكان يعتني بها أيما اعتناء وكان كثيراً ما يثير هذا غيرة أخوتي مني وربما والدتي أيضاً !، ربما خدمتني الظروف لأن أحظى بعناية ورعاية أبوية خاصة لكوني بنتاً وحيدة، مناسبة ذكر هذه ''السالفة'' هو عندما رأيت من بعض إناثنا المجهولات ''التصنيف'' !، اللواتي أنكرن ووأدن أنوثتهن عن عمد وجهل، وعلى مرأى من قِبل أهلهن للأسف الشديد، دونما تدخل منهم لتقصّي الحالة أو الوقوف عليها وعلى أسبابها، لتجدهن ممعنات بشطحهن المنْفر ، ومخالفات بمسلكهن المقزز طبيعة وخصائص قد خصها الخالق عز وجل بهن ، مبتعدات بذلك كل البعد عن الفطرة السوية ومخالفات ومنكرات للطبيعة البشرية التي منحها الله إياهن ، والذي قال : '' وليس الذكر كالأنثى ''، '' وقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم'' ، وبهذا التصنيف القرآني العادل والواضح ، أعفي نفسي من الخــوض في محاولة البحث عن التشخيص أوالتفســير الهرموني أو البيولوجي لحــالات أصبحــت من الشــائع تســميتها اليوم بـ'' البوية ''، لأنها تفسر بل تفضح نماذج مضطربة نفسيا، هي رافضة للذات، فاقدة للهوية، مذبذبة سلوكياً، متخبطة اجتماعياً حتى الإشفاق ، وتعتبر حالات مرضية تحتاج إلى علاج وتقويم نفسي مكثف · ؟ وفي مقاربة بل تكاد تكون هي المفارقة ، ما بين ظاهرة ''البوية '' أو المسترجلة التي تنازلت عن حقوقها وحقها كأنثى بإرادتها أوعن جهل منها، وما بين تلك التي نالت كل حقوقها في مجتمعها ، ولكنها بدأت تتذمر وتشتكي من هول ما وصلت إليه من معاناة قد تجد فيها امتهاناً أو استهلاكاً لأنوثتها الطبيعية ، ففي رسالة لإحدى الأخوات من تونس الشقيق تقول فيها : '' لقد مُنحت المرأة في تونس من الحقوق الكاملة ما لم تحصل عليه أي امرأة في العالم، لدرجة أننا ما عدنا نشعر بالفرق أو الحاجة للرجل في حياتنا، فأصبحت المرأة في مكانة ومن الاستقلالية ، ما جعلت الرجل يتهيّب حتى في محاولة للتقرب منها '' !، وكأنها بذلك تكشف عن الخطر الذي داهم حياتها ، متآمراً على أنوثتها وكينونتها الطبيعية، التي هي محل جذب واهتمام أي رجل في العالم ، كانت صرخة منها تستصرخ فيها لأنوثتها التي غيبتها أعباء الحياة والمساواة المزعومة وربما سخرية القدر، في الوقت ذاته نجد هناك من انسلخت عن جلدها الأنثوي وتقمصت دوراً لا يليق بها ، بل تفاخر وتجاهر به وعلى عينك يا تاجر بأنها '' بوية'' !· ؟ همسة : '' قالت : إنني عندما أُطالب بمساواتي بالرجل، فهي الإهانة لأنوثتي والامتهان الحقيقي لفطرتي ''! فاطمة اللامي Esmeralda4488@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©