الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة اليمن.. مسارات ومآلات

أزمة اليمن.. مسارات ومآلات
18 أكتوبر 2014 23:22
يرى د. رضوان السيد: «صالح» قرر التحالُفَ مع الحوثيين لهدْم النظام الذي أطلق «الحوار الوطني»، وربما العودة إلى حكم اليمن، استمعتُ قبل أسبوع ببيروت إلى محادثة نزاعية بين طالب يمني وطالبة يمنية أيضاً بشأن الأزمة ببلادهما. الطالبة جنوبية تُحضّر للدكتوراه في علم الاجتماع. والطالب زيدي غير حوثي، لكنه يميل للحوثيين. الطالبة تريد الانفصال عن اليمن الشمالي، والعودة إلى دولة ما قبل عام 1989. وهي شديدة الحقد على الرئيس السابق «صالح»، وعلى الذين أغراهم بالتوحد مع الشمال وضمنهم علي سالم البيض، وعبدربه منصور هادي. وكررت في حديثها تعبير: مظالم الإنسان الجنوبي! أما طالب الماجستير في العلوم السياسية؛ فلا يريد الانفصال، بل الانتقام من مظالم الجمهورية العلمانية، وأخذ نصف السلطة على الأقل. أعرفُ اليمن منذ قرابة الثلاثين عاماً. وقد درّسْتُ بجامعة صنعاء سنتين، وشهدْتُ تحقُّق الوحدة. ورأيتُ الطلاب الجنوبيين آتين لجامعة صنعاء، وكان أكثرهم يشعرون بالراحة والفرحة. ومع ذلك فإن فئة منهم كانت آسية على مصائر عبد الفتاح إسماعيل، وغاضبة من دونية البيض وعلي ناصر محمد والعطّاس. وكانوا جميعاً يقولون إنه لو لم يكن للوحدة فضيلة غير التخلص من اقتتال الرفاق الاشتراكيين، لكان ذلك كافياً. كل ذلك نسيته الطالبة الآن، وما عادت تذكر غير مظالم «الإنسان الجنوبي». أما الطالب الزيدي فلا يذكر غير تجاوزات السلفيين وفساد «صالح» وتحالفاته مع آل الأحمر و«الإصلاح»! كنتُ أعرفُ إحباط الشبان الزيود منذ أواسط التسعينيات، وكنت أُتابعُ تربيتهم الجديدة في إيران ولدى «حزب الله» بلبنان. وما استطاع «حزب الحق» الذي أنشأهُ أحمد الشامي إرضاء طموحاتهم، فالتفوا بالتدريج حول الشاب حسين الحوثي، ابن بدر الدين الحوثي، الفقيه المتشدد الذي توفي عام 2010. وقد سمى حسين (كان عضواً بالبرلمان اليمني) جماعته «الشباب المؤمن»، وبعد مقتله عام 2004 مضى أخوه عبد الملك إلى تسمية «أنصار الله» ائتماماً بـ«حزب الله». وبعد ست حروب مع الجيش اليمني، دخل في برنامجهم عام 2010 موضوع الانفصال بدولة زيدية إمامية. المرأة وإرهاب «داعش» يرى د. شملان يوسف العيسى، رغم ممارسة تنظيم «داعش» لكل أشكال العنف والإرهاب البشع ضد الإنسانية بشكل عام والمرأة بشكل خاص، حيث يجيز هذا التنظيم خطف وسلب النساء وقطع رؤوس النساء اللائي يحملن السلاح ضد التنظيم، وبيعهن في الأسواق وإرغامهن على ممارسة الجنس أو الزواج من الجهاديين الإسلاميين. إلا أن التقارير الصحفية الغربية تشير إلى انخراط المئات من النساء والفتيات الغربيات في التنظيم الإرهابي، وتؤكد التقارير أن هنالك فتيات لا تتجاوز أعمارهن 15 سنة يسافرن إلى سوريا عبر تركيا للزواج من المسلحين الجهاديين، والبعض منهن يحملن السلاح. وقد استطاع التنظيم الإرهابي استقطاب 100 مراهقة أوروبية وأميركية إلى الرقة في سوريا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ممارسة العنف والإبادة لم تقتصر على التنظيمات السنية، مثل «داعش» و«النصرة»، بل امتد الإرهاب والعنف ضد المرأة إلى المليشيات الشيعية في العراق، والتي مارست الإرهاب والقتل واعتقال الرجال والنساء والأطفال على الهوية، وذلك في القرى والمدن والأحياء السنية في العراق. فتقرير منظمة العفو الدولية أكد ووثق الجرائم والفظائع التي ارتكبتها المليشيات الشيعية، مثل تنظيم «بدر» و«كتائب الخزعلي» و«حزب الله» العراقي و«سرايا السلام» الصدرية.. وكانت النساء المسيحيات من أوائل ضحايا المليشيات الشيعية. المنطقة على حافة الهاوية.. والمتأسلمون هم السبب يرى د. سالم حميد أن ما أعلنه «القرضاوي» حول «البغدادي»، يؤكد أن «الإخوان» هي الحاضنة التي فرّخت جميع المنظمات الإرهابية في المنطقة. عاد التوتر ليطل برأسه على منطقتنا بشكل لم يسبق له مثيل، مع تصاعد الصراع فيها إلى ما يشبه الحرب الباردة، مصحوبة بحرب ساخنة ضد الإرهاب وتلاطم المصالح الدولية والإقليمية، في ظل حالة من عدم اليقين وغياب الرؤية حول ما يدور، وهو ما ينطوي على احتمالات خطيرة باتت تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم كله. كان اللقاء السعودي الإيراني الأخير بين وزيري خارجية البلدين وانفراج الأزمة السياسية في العراق، قد بعثا الأمل في إمكانية سير الأمور في المنطقة نحو حقبة جديدة من التفاهم الإقليمي، الذي يساهم في إزالة التوتر والتشنج، ناهيك عن التعاون البنّاء بين الأطراف الفاعلة في الإقليم لعلاج مشاكله الملحة، وفي مقدمتها التعاون لدرء خطر التهديد الإرهابي متمثلا في «داعش» ومَن وراءها. ويبدو واضحاً أن اللقاء السعودي الإيراني لم يتخط بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في انتظار مزيد من اللقاءات، من أجل تفاهم أوسع حول قضايا المنطقة، غير أن تطور الأحداث على الأرض يبدو أنه يسبق التفاهمات، وإلا ما كان وزير الخارجية السعودي ليخاطب إيران بتلك الحدة، عندما اتهمها باحتلال سوريا، مشيراً إلى أنها أصبحت جزءاً من المشكلة وليس الحل، وأن هذا ينطبق على دورها في العراق واليمن وأي مكان آخر. النمو ليس أولوية.. لبوتين وميركل يقول ليونيد بيرشيدسكي: حسابات «بوتين» مختلفة، وهو يفاخر بنسبة 7? نمواً سنوياً بين 2000 قد تتطلب هذه الفكرة قفزة بين أمرين مختلفين، لكن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» لديهما قواسم مشتركة أكثر من تجربتهما في ألمانيا الشرقية السابقة وقدرة كل منهما على التحدث بلغة الآخر. فكل منهما يتحدى منتقديه من خلال الاستمرار في اتباع سياسات سيئة بالنسبة للنمو الاقتصادي. ومن وجهة نظرهما، بالرغم من ذلك، قد يكون من المنطقي مقاومة تقديم النمو على الاعتبارات الأخرى. ووفقاً للحكمة التقليدية، إذا كان الناتج المحلي الإجمالي يحقق نمواً، فهذا يعني أن الحكومة تمضي في المسار الصحيح، أو على الأقل لا ترتكب أخطاء خطيرة. وإذا انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2 في المائة، كما حدث في ألمانيا في الربع الثاني من هذا العام، خاصة إذا ما تراجع لربعين متتاليين - وهذا هو التعريف الرسمي للركود - فمن المفترض أن تفعل الحكومة شيئا حيال ذلك. وتتعرض «ميركل» لضغوط للاقتراض وإنفاق المزيد لمعالجة التباطؤ الاقتصادي. وبالنسبة لبوتين، الذي يواجه حالة من الركود المحتمل، فقد يكون السبيل هو الامتثال لمطالب الغرب بشأن أوكرانيا لكي يتم رفع العقوبات الاقتصادية. وبالرغم من ذلك، فإن الناتج المحلي الإجمالي هو انعكاس معيب بصورة عميقة لرفاهية الأمة. وقد تساءل «سيمون كوزنيتز»، الذي وضع الأساس للطرق الحديثة لحساب الناتج المحلى الإجمالي، في تقرير إلى الكونجرس عام 1934: «إذا كان الناتج المحلي الإجمالي مرتفعاً، فلماذا تعاني الولايات المتحدة انخفاضاً؟»، وتابع قائلا: «يجب أن نأخذ في الاعتبار الفروق بين كمية ونوعية النمو، بين التكاليف والعائدات، وبين المدى القصير والمدى الطويل. ويجب أن تحدد أهداف تحقيق المزيد من النمو كيف سيتحقق هذا المزيد من النمو ولماذا؟» رأب الصدع بين أميركا والعرب يقول جيمس زغبي: بيّنت استطلاعات الرأي التي أجريناها في العالم العربي أن الغالبية العظمى من العرب معجبون بالقيم والثقافة الأميركية. ومع تزايد حجم تدخل الولايات المتحدة العسكري في العراق وسوريا من خلال الحرب الجوية ضد تنظيم «داعش»، وتصاعد وتيرة الأصوات المطالبة بالمزيد من التدخل في الصراع الدائر في كلا البلدين، أصبح الرأي العام الأميركي يتعرض لوابل لا ينقطع من التعليقات والتحليلات حول «داعش» والوضع في سوريا والعراق وبقية القضايا ذات العلاقة بالإسلام والمسلمين. ولسوء الحظ، فإن معظم هذه التعليقات يتميز بالضحالة والسطحية، وأغلبها لا يعدو أن يكون مجرّد تلصيق بارع لجملة من الأخبار المتناثرة. ولعل ما يثير الانزعاج أكثر، هو مستوى الغضب الذي أثارته هذه الزوبعة من النقاشات حول العرب وبثّ الخوف والرعب حول الإسلام في أوساط العرب والمسلمين الأميركيين. نضال «ملالا».. والتصدي لـ«داعش» يقول ديفيد روثكوف رئيس تحرير «فورين بوليسي» : أشادت لجنة جائزة نوبل للسلام بنضال كل من ملالا يوسف زاي وكايلاش ساتيارثي في قيادة «الكفاح ضد قمع الأطفال وصغار السن، والعمل من أجل ضمان حق كل الأطفال في التعليم». ولكن عمل ملالا لصالح الفتيات والنساء قد يكون هو الأهم في تحقيق السلام في العالم اليوم. وكما كتبت من قبل، فإن القمع المنهجي ضد النساء هو أكبر ظلم في التاريخ ومن القضايا التي تتعين معالجتها قبل أن يكون من حق أي حقبة من التاريخ الإنساني أن تصف نفسها بصفة «الحديثة». وهناك حاجة ملحة إلى أن ندرك مدى أهمية قضية حقوق النساء في إلحاق الهزيمة بالمتشددين، في عالم يهدده انتشار الجماعات الدينية المتطرفة. والعلاقة بين قمع النساء وعدم الاستقرار في العالم الحديث واضحة تماماً. ففي كل عام يقدم المنتدى الاقتصادي العالمي تقرير «الفجوة العالمية بين الجنسين». وفي عام 2013، رصد التقرير حالة 136 دولة من حيث تعليم الفتيات والنساء وما يتمتعن به من فرص في الاقتصاد والصحة والسياسة. ولم تتمكن مناطق يمسك التطرف بتلابيبها مثل الصومال وليبيا وأفغانستان حتى من مجرد دخول القائمة. ولكن من بين الدول التي أدرجت في القائمة، نيجيريا في المرتبة 106 والبحرين 112 وقطر 115 والكويت 116 والأردن 119 وتركيا 120 والجزائر 124 ومصر 125 والسعودية 127 ومالي 128 والمغرب 129 وإيران 130 وسوريا 133 وباكستان 135 واليمن في المرتبة الأخيرة 136. وفي قضية الفرص الاقتصادية، فإن الدول التي تحتل آخر القائمة من المرتبة 127 إلى المرتبة 136 هي تركيا والأردن والمغرب وإيران وموريتانيا واليمن والجزائر والسعودية وباكستان وسوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©