عودة الهدوء الهش إلى أسواق المال الأوروبية بعد انحسار مخاوف المستثمرين

استعادت أسواق المال الأوروبية يوم الجمعة بعضاً من الانتعاش، بعد أسبوع مضطرب على خلفية مخاوف المستثمرين من دخول منطقة اليورو دورة ركود جديدة. وارتفع مؤشر يوروستوكس 50 للأسهم الأوروبية الممتازة بأكثر من 2% إلى 2935 نقطة في أواخر تعاملات الظهيرة مع عودة الهدوء الهش إلى حركة التداول. وكان المؤشر قد خسر 0?62% في ختام تعاملات أمس الأول. في الوقت نفسه، استهلت الأسهم الأميركية تعاملات يوم الجمعة في بورصة وول ستريت بارتفاع جديد، مما عزز موقف الأسواق الأوروبية. فقد ارتفع مؤشر داو جونز القياسي الصناعي لأسهم وول ستريت في مستهل التعاملات بنسبة 0?48% من قيمته. وأنهت مكاسب اليوم موجة البيع التي ضربت أسواق المال الأوروبية خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة بسبب مخاوف المستثمرين من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي واحتمالات عودة أزمة ديون منطقة اليورو. وكان مؤشر يوروستوكس قد تراجع في بعض لحظات تداول أمس بأكثر من 3% من قيمته. وقد تكبدت أسواق المال في دول اليورو المتعثرة مالياً بشكل خاص مثل اليونان وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا خسائر كبيرة خلال الأسبوع الحالي. وأعاد التراجع الحاد في أسعار الأسهم والارتفاع في أسعار الفائدة على السندات أجواء أزمة منطقة اليورو منذ أكثر من عامين. وكانت أسعار الفائدة على سندات الدول المتعثرة مالياً قد تراجعت يوم الجمعة، لكنها ما زالت مرتفعة. وبلغت الفائدة على سندات اليونان ذات العشر سنوات 8?1% مقابل 8?96% الخميس. وكثفت اليونان محاولاتها لطمأنة المستثمرين الذين شعروا بالقلق الأسبوع الحالي، من خلال التأكيد على أنها ستواصل الاحتفاظ بدعم شركائها الأوروبيين. وذكرت صحيفة كاثيمريني اليومية في اليونان أن أثينا ذكرت أنها ستتمسك بخطة الخروج من برنامج الإنقاذ المالي الدولي بنهاية العام الحالي. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشف هويته في وزارة المالية اليونانية القول إن «اليونان لن تغير موقفها التفاوضي، المناقشات مستمرة ونحن نقوم بدورنا وسيتم ترتيب كل شيء بالتعاون مع الأوروبيين». جاء تقرير الصحيفة في أعقاب خطوات مماثلة من جانب المفوضية الأوروبية. وقال جيركي كاتاينين، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، «لا يجب أن يكون هناك أي شك في أن أوروبا ستواصل مساعـدة اليونان بأي طريقة مطلوبة لضمان ظروف مالية معقولة للدولة اليونانية ولتسهيل طريقها للعودة إلى الاقتراض المستدام من سوق المال». وقال رئيس وزراء اليونان أنطونيس ساماراس على هامش القمة الآسيوية الأوروبية في مدينة ميلانو الإيطالية «اليونان أوضحت أنها لا تحتاج إلى مذكرة تفاهم جديدة، لكن ما نناقشه هو ضرورة وجود خط دعم يحمي بلادنا ضد الاضطرابات المحتملة في الأسواق». وكانت أسهم وسندات اليونان قد تراجعت منذ بداية الأسبوع الحالي بسبب المخاوف من أن تؤدي الاضطرابات السياسية الحالية في البلاد إلى إجراء انتخابات جديدة العام المقبل بالإضافة إلى خطة الحكومة للخروج من برنامج الإنقاذ المالي لكل من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بنهاية العام الحالي وقبل الموعد المقرر. وانعكس تحسن المزاج بين المستثمرين يوم الجمعة على كل البورصات الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر داكس الرئيسي في بورصة ألمانيا بنسبة 1?9% ومؤشر كاك 40 في بورصة باريس للأوراق المالية بنسبة 1?87% في تعاملات ظهيرة اليوم. وارتفعت الأسهم في بورصة لندن بنسبة 1?17% خلال التعاملات. كما توقف تراجع أسعار النفط التي عاودت الارتفاع، حيث ارتفع سعر خام برنت القياسي بنسبة 1% إلى 82?87 دولار للبرميل، في حين استقر اليورو عند مستوى 1?238 دولار بعد تراجعه خلال الأيام الماضية. كما تراجع سعر الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات تراجع أسعار النفط والأسهم حيث فقد 0?2% من قيمته. من ناحيتها، قالت كريستين لاجارد، رئيسة صندوق النقد الدولي في باريس، عن اضطرابات الأسواق المال خلال الأسبوع الحالي «ليس من المفيد تصور أن هناك حركة تصحيح في الأسواق وربما كان هناك في هذه المرحلة رد فعل مبالغ فيه». (فرانكفورت ـ د ب أ)