الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصارف جنيف تفقد ثقلها كمركز لإدارة الثروات الشخصية في العالم

مصارف جنيف تفقد ثقلها كمركز لإدارة الثروات الشخصية في العالم
18 أكتوبر 2014 23:35
فقدت مصارف جنيف، التي تعتبر أول مركز عالمي لإدارة الثروات الشخصية، المزيد من ثقلها إثر حملة مطاردة المتهربين من دفع الضرائب، وتسعى إلى الانطلاق مجدداً لاستعادة مركزها، بحسب المنظمة المتخصصة «جنيف مركز مالي». وفي عام 2003، كانت سويسرا وخصوصا جنيف، تدير 31? من الثروة العالمية، وفي 2013 تراجعت هذه النسبة إلى 26? (2300 مليار دولار)، بحسب تقرير «جلوبال ويلث» الذي ينشره «بوسطن كونسلتينج» للاستشارات. من جهة أخرى، وبين 2012 و2013، أقفل 18 مصرفاً أبوابه في جنيف بسبب الاندماج أو إعادة الهيكلة. لكن سويسرا تبقى، حتى مع 26? فقط، الدولة الأولى في إدارة الثروات الشخصية. وفي 2013، كان حوالي 37391 شخصا يعملون في القطاع المصرفي والمالي في جنيف. وفي المدينة 121 مصرفا و870 مديراً مستقلاً للثروات و3283 وسيطاً مالياً، و513 مكتباً للمحاماة وكتاب عدل. ورأى نيكولا بيكتيه، رئيس مؤسسة «جنيف مركز مالي»، أنه «حان وقت الاستفاقة». وأشار تصنيف لأبرز الأسواق المالية الدولية إلى أن جنيف لم تعد ضمن المراكز العشرة الأولى في العالم، وباتت في المرتبة الثالثة عشرة عالميا، كما أعلن بيكتيه الثلاثاء أثناء المؤتمر الصحفي السنوي للمؤسسة. ويعتبر المصرفي أن هذا التراجع يعود خصوصا «لتدهور المستوى». ويبدي بيكتيه قلقه خصوصاً من الزيادة المفرطة في حجم التنظيم الذي يجبر المصارف على المزيد من التعاقد مع رجال قانون، لتكون على ثقة تامة من أنها تعمل وفق التنظيمات المعمول بها. وقال بيكتيه «قلتها وأكررها، فلنوقف البحث عن الحلول التي لا يعرفها سوانا، ولا يفهمها أحد، في الخارج خصوصاً، والتي لا تجلب لنا سوى الصعوبات». وكان المصرفي يتحدث بنوع خاص عن استراتيجية المركز المالي «النظيف» في مجال الضريبة ومصدر الأموال، والتي وضعتها الحكومة. وأضاف بيكتيه أن هذه الاستراتيجية «لم تعد مقبولة، انطلاقا من أن سويسرا تعهدت بتطبيق التبادل التلقائي للمعلومات على أساس معايير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية». وبشأن مسيرة الأعمال في النصف الأول من السنة، يشير تحقيق أجري لدى مصارف تدير ثروات، إلى أن الأموال ما تزال تتدفق. وفي الإجمال، فإن 46,9? من المصارف التي تستخدم أكثر من 200 شخص، تقول إن وصول الأموال زاد بين صفر و5? في النصف الأول. والأموال التي تتم إدارتها في جنيف تأتي خصوصاً من الشرق الأوسط ودول شرق أوروبا وأميركا اللاتينية التي تشكل الأسواق الرئيسية لمصارف جنيف. في المقابل، غيرت ثروات أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وجهتها عن المدينة السويسرية. وصرح ادوار كونيه، المدير في مؤسسة «جنيف مركز مالي» بأن «رقماً يثير قلقنا في الدراسة، ويشير إلى أن 38,5? من المصارف الكبرى في جنيف خسرت أموالاً كانت تديرها، إنها المرة الأولى التي تفيد فيها المصارف بخروج أموال». وتأتي 80? من الأموال الجديدة من الخارج بالنسبة إلى المصارف الكبرى. وردا على سؤال حول الأموال التي خضعت للقواعد التنظيمية على المستوى الضريبي، أعلن المتخصصون في مؤسسة «جنيف مركز مالي» أن «القسم الأكبر يبقى». ومع ذلك، فقد باتت هذه الأموال أقل حجماً إثر سحب قيمة الضرائب المسددة لدائرة الضريبة المعنية. ولمواصلة تأكيد موقعها كرائدة في مجال إدارة الأموال، تريد مصارف جنيف أن تصبح أيضاً فاعلة من دون منازع في إدارة ثروات المؤسسات. وقال بيكتيه لوكالة فرانس برس «نريد تطوير نشاط المؤسسات في سويسرا وإنشاء مراكز ذات أهلية وكفاءة فيها. والهدف هو أن نجذب إلى سويسرا، وخصوصا إلى جنيف كبار إداريي أموال الإيداعات وفرقهم، وهم يقيمون حاليا في لندن ونيويورك أو سنغافورة. ولهذا السبب، ينبغي أن يضع المركز المالي الشروط الإدارية المناسبة وخصوصاً في مجال الضريبة والبنى التحتية»، كما تمنى بيكتيه. وتحقق إدارة المؤسسات مردوداً مرتفعاً للبنوك بقدر ما تتولى إدارة الكثير من الأموال. وقال المصرفي «إنها فرق صغيرة تلك التي تدير أموالاً ضخمة، والزبائن، مثل صناديق التقاعد والتأمينات والشركات، يجلبون عموماً مئات ملايين اليورو والفرنكات أو الدولارات المطلوب إدارتها». ورأى أن إدارة الأموال تشكل «الركن الثاني» في النشاط المصرفي في جنيف، إلى جانب إدارة الثروات الشخصية. (جنيف ـ أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©