الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو سنبل تختتم مواسم صيد الصقور

أبو سنبل تختتم مواسم صيد الصقور
10 مارس 2009 01:00
توشك رحلاث القنص في هذا الشهر (مارس) من كل عام على الانتهاء، والدخول في ''مقيض الصقور'' لتهيئتها لموسم سيأتي بعد ستة أشهر أخرى مع بداية فصل الخريف· فتتجدد رحلات صيد الصقور وممارسة هذه الرياضة القديمة التي وإن كانت لا تُعدّ حكراً على منطقة عربية دون سواها، لكن حقوقها محفوظة لأهل البادية أينما كانوا على امتداد جغرافية الوطن العربي· فكما تشتهر هذه الرياضة لدى أبناء الإمارات، وتتقدم هواياتهم الأصيلة، نجدها أيضاً في مصر خاصة لدى بدو سيناء الذين تمتد أمام عيونهم الصحراء المترامية الأطراف تتجلى فيها عظمة الخالق، ويفوح منها عبق التاريخ المعتّق منذ آلاف السنين· وعلى بعد 1300 كيلومتر من القاهرة وبمسافة تبعد عن أسوان 280 كيلومتراً تقع مدينة أبوسنبل في قلب صحراء شاسعة تبعد بدورها 60 كيلومتراً عن الحدود السودانية· تعتبر صحراء أبوسنبل بما فيها من روعة عناق الرمال والماء، حيث يميزها التقاء النهر بالصحراء ويجعلها قبلة هواة الصيد سواء بالنسبة لأهلها أو لضيوفها من الصقارين الخليجيين، الذين يقصدونها في هذه الآونة من السنة قبل انتهاء موسم الصيد ورحلاته الممتعة· وتسبق مواسم القنص عادة مرحلة ''المقيض'' التي تستمر طيلة فصلي الربيع والصيف، وثمة صقار يقوم بالمقيض القديم المتعارف عليه ''تقليدي'' فيخصص للصقر غرفة يربطه إلى وكره، سواء منفرداً أو مع صقور أخرى· ويمنعه من الطيران بهدف تساقط ريشه ونمو ريش جديد له يمكّن أجنحته من الطيران والتحليق، بينما يقوم الصقار بتغذيته وإطعامه داخل الغرفة، حيث يتناول مختلف أنواع اللحوم، بخاصة لحوم طيور ''الحمام- الفري'' ويستمر على تلك الحالة إلى مطلع فصل الخريف، يكون خلالها تم تجهيز الصقر للنقل· فيما يعتمد صقار آخر على مقيض ''الفك'' ويكون الصقر خلاله طليقاً داخل مزرعة مسوّرة تتيح له التحرك والطيران مما يكسبه لياقة أعلى· وبعد انتهاء فترة المقيض يطلق على فرخ الصقر ''القرناس'' حيث يتهيأ لبدء تدريبات الصيد، على يد صقاره وتستمر نحو شهر، فبعد خروجه من مقيضه يحتاج إلى تدريبات وعناية وإطعام بيد صقاره بغية إيجاد علاقة بينهما تدفع بالصقر لأن يلبي نداء وطلب الصقار· ثم في المرحلة التالية يربط الصقار طيره بخيط طويل ليطمئن إلى أنه بات جاهزاً لتدريبات الصيد، وأنه دخل جو التمارين، فيبدأ التدريب الفعلي إلى أن يتأكد من استجابة صقره لندائه· فيدخل بعدها مرحلة اكتساب اللياقة، بحيث تقوى عضلاته وتدفعه للتحليق عالياً، كما يتقوى جهازه التنفسي ويصبح لديه نفس قوي يسعفه في قطع المسافات الطويلة، ويصير على أتم الجاهزية لخوض رحلة الصيد· أما رحلة الصيد، أو كما تسمى لدى عموم الصقارين في الخليج والوطن العربي: ''القنص'' أو ''المقناص'' فإن الصقر وصقاره يقطعان تلك الشهور في التدريب خلال المقيض للوصول إليها، فهي الرحلة المنشودة لكل منهما· حيث يبدأ ''المقناص'' في صحراء مدينة أبوسنبل، في الصباح الباكر إذ تنطلق الرحلة في سيارة الدفع الرباعي، لتتمكن من قطع الصحارى والمناطق الوعرة بخاصة القريبة من أطراف منطقة معبد أبوسنبل، حيث الإطلالة الرائعة على منطقة الآثار· تضم السيارة نحو ثلاثة أو أربعة أشخاص، مزودين بمستلزمات رحلتهم من خيمة وفراش ووسائد، وماء وأطعمة خفيفة، وحقيبة إسعافات أولية، وكذلك أدوات الصقر (منقلة، وكر، مخلاة، رباط السبوق، برقع)· وحين يستقرون في مكان مناسب تتوفر فيه الطرائد، كالحمام والحبارى، يباشر الصقار البحث عن آثار الطرائد المحتملة، فيتبع أثرها بهدوء وحذر سواء كان بسيارته أو مترجلاً، وحين يراها على الأرض أو في الأعالي، يطلق صقره نحوها ليقنصها، بعد أن يكون قد قام بتجويعه كي يرغب الصقر في الصيد· يحمل الصقار بيده جهاز الكشف ليعرف مكان طيره، وحين يتمكن الصقر من الحمامة أو الحبارى ويقنصها، يسرع إليه صاحبه، ويعطيه فقط جزءاً ليظل الصقر جائعاً وراغباً في الصيد مجدداً، فتتكرر عملية البحث عن الطرائد وصيدها· وفي كل مرة تتم مكافأة الصقر بجزء من صيدهِ· فيما يتم تحضير الغذاء بعد جمع حصيلة الصيد وتنظيف الحبارى لإعدادها مشوية أو مطبوخة أو مقلية، بحسب الرغبة· ويعودون عند الغروب إلى خيمتهم ليأنسوا بجلسة سمر، قبل أن يناموا ويستعدوا لصبيحة أخرى مكررين البرنامج ذاته على مدار أيام رحلة المقناص في صحراء أبوسنبل·
المصدر: أبوسنبل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©