الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

النمــرود جديــد سلطان القاسمي

النمــرود جديــد سلطان القاسمي
26 فبراير 2008 02:15
عقد في المبنى الرئيسي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة صباح أمس مؤتمر صحفي أعلن خلاله عن تفاصيل مشاركة العمل المسرحي الجديد بعنوان '' النمرود'' لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في افتتاح الدورة الثامنة عشرة لأيام الشارقة المسرحية، التي تنطلق فعالياتها بقصر الثقافة في السابع عشر من مارس المقبل، وبلغت تكلفة إنتاج العمل المسرحي '' النمرود'' مليونا وستمائة ألف درهم· حضر المؤتمر كل من أحمد الجسمي بطل المسرحية والمشرف العام عليها ومحمد عبدالله مساعد المشرف العام، والمنصف السويسي مخرج العمل، وأحمد بورحيمة المشرف المالي وعلي طالب مدير الإنتاج· وأشار محمد عبدالله في بداية المؤتمر إلى أن مسرحية (النمرود) هي خامس عمل مسرحي لصاحب السمو حاكم الشارقة، بعد مسرحيات (عودة هولاكو) التي كتبها سموه في العام 98 ، ثم (القضية) في العام 2000 و(الواقع صورة طبق الأصل) العام 2001 و(الإسكندر الأكبر) التي نفذت على الخشبة العام الفائت· وأضاف عبدالله '' أن جميع هذه المسرحيات التاريخية كانت من إنتاج فرقة مسرح الشارقة الوطني، وعرضت في افتتاحيات أيام الشارقة المسرحية، أمام كوكبة من المفكرين والمسرحيين والمبدعين والإعلاميين العرب والجمهور العام، وكما يقول ـ عبدالله ـ فإن مسرحيات حاكم الشارقة تأتي من الماضي لتروح إلى الحاضر والمستقبل، فهي تطرح قضايا الأمة من خلال تاريخها وعبر الشخوص والأحداث التي وقعت في سالف الزمان، وكأن التاريخ يعيد نفسه من خلال كتابات سموه ليقول لنا : ما أشبه الليلة بالبارحة، وأن ما كان يحدث للأمة في الماضي ، إنما هو واقع اليوم ولكن بصور مختلفة وأساليب معاصرة· وتحدث عبدالله عن المخرج التونسي (المنصف السويسي) قائلا إنه أحد العلامات البارزة في المشهد المسرحي العربي، فهو مهجوس بالمسرح ويعتبر قامة إبداعية في فضاء الإخراج المسرحي، وكان السويسي مديراً لأول ورشة مسرحية حقيقية تقام في الإمارات وذلك في العام 1982 حيث شارك معظم المسرحيين الإماراتيين في تلك الدورة· وتحدث أحمد الجسمي في سياق المؤتمر قائلا '' إن مسرحية النمرود تطلبت منا جهدا مضاعفا من الأداء التمثيلي، نظرا لأن أسلوب المخرج يعتمد على الشغل الجسدي، والكثافة الأدائية التي تتخلص من الترهلات في جسد العرض، وتركز على حضور الممثل كحامل رئيسي لمكونات العرض''· وأضاف الجسمي : '' إن نص النمرود لصاحب السمو حاكم الشارقة مفتوح على التأويلات والإسقاطات، ولذلك هو نص مرن ومتعدد الأوجه والاحتمالات، وبالتالي فإن أداء الممثلين يجب أن يواكب هذه التنويعات الفكرية والإيحاءات الضمنية التي يحفل بها النص''· وعن سؤال حول تكلفة عرض (النمرود) أجاب الجسمي كونه مشرفاً عاماً على المسرحية إلى أنها وصلت إلى المليون وستمائة ألف درهم ، نظرا لأن العرض يشتمل على 35 ممثلا ،وعلى عدد من الفنيين والمتخصصين في الأزياء التاريخية وعروض الموسيقى الحية داخل العمل، بالإضافة إلى التكاليف المتعلقة بالصوت والإضاءة والسينوغرافيا والإعلانات والملصقات وغيرها· وفي نهاية المؤتمر تحدث مخرج العمل المنصف السويسي قائلا'' إن نص النمرود مغاير ومتميز مقارنة بالنصوص السابقة لحاكم الشارقة، ذلك أنه نص لم يكتب قياساً بالمفهوم الدرامي الواقعي المرتبط بنمو الشخصيات داخل العمل، ولكنه نص كتب بطريقة إيحائية ورمزية تربط الحاضر بالماضي وتنطلق للمستقبل أيضا، حيث لعب الخيال دوراً أساسياً في هذا العمل، ولذلك اتبعت أسلوباً إخراجياً يعتمد على مواكبة هذا الخيال من خلال لعبة الأقنعة، والمناخ التجريبي والبصري المكثف، البعيد عن الثرثرة والحوارات الطويلة، فالمسرح فرجة وهو يؤسس لعلاقة بصرية غنية مع المشاهد، ومسرحية النمرود ستكون حافلة بثيمات الواقعية الفنية في المسرح التي تعتمد على لغة الجسد وعلى الدلالات والإيحاءات ولعبة الظل واللون والضوء والموسيقى الحية خلال العرض''· السؤال الاشكالي تم خلال المؤتمر الصحفي توزيع الإجابة التي خصصها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على المؤتمر الصحفي، والتي تتعلق بالسؤال الإشكالي عن علاقة سيدنا إبراهيم عليه السلام بالنمرود ، حيث أجاب سموه بأنه وبالرجوع للتاريخ القديم في التوراة والأناجيل وخاصة في الفصل العاشر من كتاب ( جينيسيس) يتبين أن إبراهيم عليه السلام هو من أحفاد النمرود وبفارق خمسة أجيال· ولكن من أين أتى ذكر إبراهيم مع النمرود ؟ ويجيب سمو حاكم الشارقة ''بالإطلاع على كتاب (هاغادا) والذي كتب على يد مجموعة من اليهود في القرن الثالث الميلادي، ذكر أحدهم أن سيدنا إبراهيم قابل النمرود، بدون الرجوع إلى مصادر من التوراة والإنجيل، وفي (البداية والنهاية في التاريخ) ذكر المؤرخ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، عن مناظرة إبراهيم الخليل على أنها مع النمرود، واعتمد على أنها من قول المفسرين وغيرهم، وذكر ما قاله قتادة والسدي ومحمد بن إسحاق، بأن المناظرة هي بين سيدنا إبراهيم والنمرود· وفي (الكامل في التاريخ) ذكر ابن الأثير أنه استقى معلوماته عن مناظرة النمرود وسيدنا إبراهيم عن طريق زيد بن أسلم، وقال بعدها : قال جماعة ، وذكر بعضهم· وفي تاريخ الطبري ( تاريخ الرسل والملوك) يذكر المؤلف تلك المناظرة ، كذلك ذكرت المناظرة في الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري، وفي (كنز الدرر وجامع الغرر) لأبي بكر الدواداري· وفي اعتقادي أنها خرافة تناقلها الناس دون تحقيق لمصادر التاريخ، وزجّ تلك الروايات في تفسير آيات القرآن الكريم ·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©