الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القبض على عصابة آسيوية بدبي تخدر تجار «السكراب» قبل سرقتهم

القبض على عصابة آسيوية بدبي تخدر تجار «السكراب» قبل سرقتهم
21 سبتمبر 2012
تمكن رجال الشرطة في دبي من إلقاء القبض على عصابة مكونة من خمسة أشخاص من الجنسية الباكستانية، ارتكبت 9 جرائم سرقة من تجار السكراب في دبي والإمارات الأخرى، بعد تخديرهم من قبل أفراد العصابة بطريقة خفية. وقال العميد خليل إبراهيم المنصوري، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي، إن أفراد العصابة استخدموا أسلوباً إجرامياً مبتكراً جديداً، حيث كانوا يقدمون إلى ضحاياهم عصائر محقونة بمواد مخدرة، تفقد المرء السيطرة على نفسه، وتجعله يغط في غيبوبة ساعات طويلة، وهي الفرصة التي كان أفراد العصابة يستغلونها، ويقومون بسرقة الأموال التي بحوزة ضحاياهم. وأضاف خلال حديث للصحفيين أن أفراد العصابة كانوا يستدرجون ضحاياهم من خلال إعلانات ينشرونها في الصحف عن توافر كميات من الخردة “حديد ونحاس”، يعتزمون بيعها بأسعار منافسة ضحاياهم، والمعدة لدفع أثمان كميات الخردة المزعومة، لافتاً إلى أنهم كانوا يقودونهم إلى مناطق نائية، ليتسنى لهم ارتكاب جرائمهم، بعيداً عن الأنظار. وتابع أن أفراد العصابة كانوا، وبعد أن يسلبوا ضحاياهم الأموال التي بحوزتهم، يقومون بإلقائهم على قارعة الطريق، ويلوذون بالفرار، محذراً من تناول أي مشروبات أو عصائر من غرباء من دون التأكد منها، وخصوصاً عند عقد صفقات تجارية. وأوضح العميد المنصوري أن الإدارة، وبعد ورود بلاغات عدة بهذا الصدد، سارعت إلى تشكيل فريق أمني متخصص للبحث والتحري حول هذه القضية. وذكر أن البلاغات الواردة دارت حول العثور على أشخاص ملقى بهم على قارعة الطريق، وهم في حالة غيبوبة تامة أظهرت الفحوص الطبية أنهم كانوا مخدرين. وتابع أن المجني عليهم أفادوا المحققين بأنهم كانوا قبل فقدانهم الوعي يعقدون صفقات مع خمسة أشخاص من الجنسية الآسيوية لشراء خردة “حديد ونحاس” منهم. وقال إن المجني عليهم أبلغوا المحققين أن الأشخاص الذين كانوا يعتزمون بيعهم كميات الخردة قدموا لهم عصائر برتقال، فقدوا بعدها إحساسهم ولم يستفيقوا إلا وهم على أسرة المستشفيات، منوهين إلى أنهم اكتشفوا عندما أفاقوا فقدانهم للمبالغ التي كانوا يحملونها لدفع ثمن الخردة. وقائع القضية وقال المنصوري إن وقائع تلك القضية بدأت في شهر يونيو الماضي، وتحديداً في العاشر من يونيو، عندما ورد أول بلاغ أفاد فيه المبلغ بالعثور على شخص ملقى على الأرض في غيبوبة بمنطقة الراشدية، وعلى الفور توجهت فرق البحث الجنائي والدوريات الأمنية، وسيارة إسعاف، حيث تم نقل المجني عليه إلى المستشفى، وعند إفاقته واستجوابه أكد أنه لم يتعاط المخدرات، حيث أكدت الفحوص أنه تحت تأثير مخدر، وانه كان في مقابلة مع عدد من الافراد الذين يقومون ببيع كميات من الحديد والنحاس، وانه كان يحمل في جيبه مبلغ 30 ألف درهم، وبعد تناوله عصير البرتقال الذي قدم له لم يدري ماذا حدث ووجد نفسه داخل المستشفي، ولم يستطع المجني عليه تقديم أي معلومات أخرى، وكانت المعلومات ضئيلة للغاية، لكنه اكد انهم من الجنسية الآسيوية. وأضاف المنصوري انه بناء علي تلك المعلومات تم إحالة البلاغ الى قسم تحليل الجرائم، وعمل رسم كروكي لبعض اوصاف المتهمين إلا أنه وبعد 11 يوما من البلاغ ورد بلاغ مماثل بالعثور على شخص ملقى على قارعة الطريق في منطقة رأس الخور، ويبدوا انه في غيبوبة. وتم انتقال رجال البحث الجنائي والدوريات وسيارة الاسعاف الى المكان وتم نقله الى المستشفى، حيث تبين من خلال التحليل وجود ذات المخدر، وباستجوابه اكد انه كان يحمل مبلغ 21 ألف درهم، تمت سرقتها وانه ذهب لشراء حديد ونحاس بالطريقة ذاتها من مجموعة من الاشخاص بعد ان قرأ اعلانات عن الصفقة في إحدى الصحف. الربط بين البلاغين ولفت المنصوري انه تم الربط بين البلاغين، وبين الأوصاف ذاتها التي أدلى بها التاجر الأول، حيث تم التأكد ان هناك تشكيلا عصابيا يستخدم عصير البرتقال بعد وضع مخدر فيه وتقديمه للضحايا ومن ثم سرقتهم، وإلقائهم في الطرق العامة. وأكد المنصوري أن ما عزز وجود هذا التشكيل ورود البلاغ الثالث في الثالث من سبتمبر الجاري في منطقة ورسان بالعثور على تاجر ثالث كان يحمل مبلغ 9 آلاف درهم، وألفي يورو، وأقر أنه قابل أفراداً لشراء حديد وألمنيوم خردة وشرب العصير، وبعدها لم يفق إلا في المستشفى، وسرق بالطريقة ذاتها. وأوضح مدير تحريات دبي أن هذه العصابة كانت تعمل بشكل منظم وعلى فترات متباعدة، لافتاً إلى أن كميات المخدر التي ظهرت نتائجها في التحاليل كانت مرتفعة وبمقدورها أن تقضي على حياة شخص، وتوقف الدورة الدموية، وذلك وفقا لتقارير الأطباء. وبين المنصوري الطريقة التي تمكنت من خلالها الادارة من الكشف عن هذه العصابة والامساك بطرف الخيط، حيث تم الربط بين الجرائم الثلاث وتحليلها من قبل قسم تحاليل الاساليب الاجرامية . وقال إن الإدارة وبناء على المعطيات والحيثيات المتوافرة كافة أدركت أنها أمام عصابة خطيرة، مشيراً إلى أن الفريق الأمني الذي تم تشكيله تواصل مع عدد من الإمارات، حيث تبين ان هناك بلاغات مماثلة أيضاً مسجلة، وبتكثيف عمليات البحث والتحري والاستعانة بالمصادر، وبالاستفسار عن مثل هذه العصابات تبين وجود منطقة محددة في باكستان مشهور فيها ارتكاب مثل هذه الجرائم. وتابع بناء على هذه المعطيات تم تجنيد عدد كبير من المصادر داخل وخارج الدولة، حيث تم التوصل الى معلومات تفيد بقدوم 5 زائرين من المنطقة ذاتها للدولة. البحث والتحري وقال إنه بالبحث والتحري تم التوصل إلى مقر سكنهم، وبمراجعة البلاغات كانت اوصاف بعضهم تنطبق مع اقوال المجني عليهم، حيث تم اعداد كمين محكم، وبالتنسيق مع جهاز الشرطة بإمارة عجمان القي القبض على افراد العصابة بعد مراقبة دقيقة لهم. وأوضح المنصوري أنه بتفتيش السكن عثر على مبالغ مالية مختلفة، وعثر على نوعين من الحبوب المخدرة بحوزتهم، وهي عبارة 111 قرصا مخدرا. وقال المنصوري إن المتهمين أقروا بحوزتهم للأقراص المخدرة، وإنهم جلبوها من موطنهم بقصد استخدامها بارتكاب جرائمهم. وذكر أن المتهمين جميعا اعترفوا انهم كانوا يقومون بوضع ما بين 10 إلى 12 قرصاً في علبة العصير، وأضاف أن المتهمين تصيدوا ضحاياهم من خلال إعلانات الصحف، ودليل الهواتف، حيث كانوا يقومون بالاتصال بالضحية وتحديد الموعد لمقابلته بوهم امتلاكهم لكميات من الحديد، والنحاس، والألمنيوم، لافتا إلى انه تم عرض المتهمين على الضحايا فتعرفوا إليهم، وحالياً يتم التنسيق مع بقية الإمارات التي وصل فيها البلاغات بالأسلوب ذاته إلى 6 بلاغات إلى الآن، وذلك من أجل حصر الجرائم كافة التي ارتكبوها. أخطر سرقة أكد العميد خليل إبراهيم المنصوري أن أخطر حالة سرقة ارتكبتها العصابة كان ضحيتها تاجر لم يتمكن من إكمال الصفقة بسبب ورود اتصال له من زوجته تطلب منه العودة لأمر اضطراري. وقال إن هذا التاجر قاد مركبته، وهو مخدر من عصير البرتقال الذي قدمه له أفراد العصابة، وكان برفقته طفله البالغ من العمر 6 سنوات، مشيراً إلى أنه وأثناء قيادته السيارة تفاعل المخدر، وفقد السيطرة على مقود المركبة، فارتكب حادثاً مرورياً، أصيب فيه بإصابات بالغة، وأصيب الطفل بإصابات متوسطة في إحدى الإمارات القريبة. وأشار المنصوري إلى أن الحادث قيد على أنه حادث مروري تسبب فيه التاجر، إلا أنه عندما نقل إلى المستشفى تم اكتشاف المخدر، وبربط القضية مع بقية البلاغات واعترافات المتهمين، تبين أنه تعرض للعصابة ذاتها إلا أنهم لم يكملوا جريمة السرقة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©