الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التخييم سباق نحو أحضان الطبيعة

التخييم سباق نحو أحضان الطبيعة
10 مارس 2009 01:01
تعتبر منطقة سيلين مقصدا رئيسياً لشباب الدوحة في أيام العطل والإجازات في نهاية كل أسبوع، حيث يتجمع آلاف من محبي استعراضات السيارات، بالإضافة إلى المتنزهين على بحر مسيعيد والباحثين عن الهدوء والجو اللطيف على شاطئ سيلين وعلى رمالها الصافية النظيفة ذات المنظر الخلاب، ولذلك فإن منطقة سيلين والعديد في دولة قطر تصبح مقصدا للعائلات والشباب للتخييم وقضاء فترات الإجازات فيها وهذا ما يكسبها أهمية، ففيها الطبيعة الجاذبة والهدوء الذي يهرب إليه الناس من الضوضاء والازدحام الحاصل في الدوحة، كما أن الناس يريدون الهروب من الروتين ورتابة العمل اليومي ولا يريدون أيضا أن يجلسوا في البيت في هذه الأيام التي لا يكون فيها عمل وتكون أيام عطلات، فنجد منطقتي سيلين والعديد متنزها للناس في العطلات والإجازات الرسمية والفصلية وخصوصا في فصل الشتاء والربيع، حيث الجو جميل يساعد على المكوث والمبيت فيها، على عكس أيام السنة الأخرى، التي لا يمكن معها للمرء أن يجلس في الخلاء ويخيم بسبب الرطوبة وشدة الحر· وتزداد روعة التخييم في منطقة العديد وسيلين بتجمع الأصدقاء في مخيمات يجهزونها بكل سبل الراحة والمتعة وتبدو كأنها مجالس ومنتزهات وشاليهات أكثر من كونها مجرد خيام، وهذا هو الشيء الذي يجعل الناس يتهافتون على المكوث في التخييم، وميزة هذه الأمكنة دون سواها أن طبيعتها رملية ومنظر الكثبان الرميلة جميل جداً ويستطيع المخيمون أن يجلسوا ويمارسوا الرياضات التي يحبونها من ''استعراض السيارات'' أو اللعب على الرمال وطبيعة الأجواء بجانب البحر، ولا تكون هذه المزايا متوافرة إلا في هذا المكان، مما يجعل الناس يرتادونه·· وكانت البداية في اكتشاف هذا المكان عندما كان الشباب يقصدونه لقضاء أوقات مع أصدقائهم والاستعراض في السيارات على ''طعوس الرمال'' وتطورت الأمور وأصبحت العائلات تذهب إلى هناك وازدادت وتيرة التخييم خلال هذا العام مع تشجيع لجنة حماية البيئة على التخييم ولكن بشرط المحافظة على البيئة، ووفرت للمخيمين كل الوسائل الخدمية اللازمة من مراكز إسعاف وتراخيص لمحلات الخدمة، وكل هذه الأمور شجعت الناس على الخروج إلى الطبيعة، حتى وصلت الأمور إلى تزاحم المناطق المسموح فيها بالتخييم واحدا تلو الآخر، وانتقل أغلب المواطنين والمقيمين إلى التخييم في فصل الشتاء والربيع في ذلك المكان، ولا يعد التخييم بمعناه المباشر مكانا للجلوس في البر، بل إن الناس مع التطور الحاصل نقلوا إليه كل وسائل الحياة المتطورة بما فيها مستلزمات العيش اليومية الحديثة·· والجدير بالذكر أن التخييم له شكل وطعم آخر مع وجود متغيرات الحياة والحداثة، فالناس باتوا يجهزون خيامهم بالتكنولوجيا الحديثة كالمكيفات ومولدات الكهرباء، كما أن الجلسات من الداخل مختلفة عن المعنى التقليدي للخيمة العربية، إضافة إلى توافر الدش والانترنت اللاسلكي، فكل شيء موجود في البيوت يطرأ على بال أي أحد قد نجده هناك، ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن عجلة التطور والتمدن أخذت بركاب الحضارة إلى هناك، فنجد السيارات الفارهة تتوقف أمام تجمعات التخييم ويتباهى أصحاب المخيمات بكثرة عدد خيامهم ويتسابقون على تجميل المخيمات وتطويرها، حتى أن بعض الجهات وضعت جائزة لأفضل مخيم نظراً لوجود منافسات بين الشباب قائمة ومتعارف عليها، ويحرص الشباب على تجميع أكبر عدد من أصدقائهم كي يشاركوا في التخييم، ولا يكون المخيم لشخص واحد، بل لعدة أشخاص يجمعون مبالغ مادية ويتشاركون في تشييد المخيم وتجهيزه بكافة الأشياء ويكون حكراً عليهم، وتتكون التجهيزات من أغراض الطبخ والفرش والخيام أيضا وغرف النوم وأدوات التسلية كالدراجات الهوائية والنارية وألعاب الكمبيوتر والمأكولات والمشروبات ·· وتجدر الإشارة إلى أن بعض المخيمات تكون مجهزة بمبالغ طائلة وتكلف أصحابها مبالغاً كبيرة تصل إلى مئات الآلاف من الريالات، وفي المقابل هناك مخيمات لا تتعدى تكلفتها بضعة آلاف وتقتصر على عدد قليل من الشباب· ولا يمكن وصف منظر المخيمات في البر القطري بأنه منظر أو مشهد عادي لا يستفز أو يجعل الناظر يفكر في أن يكون أحد المخيمين، بل إنه آسر وساحر، فيهرب إليه الناس لقضاء الأوقات الجميلة مع أصدقائهم وزملائهم· ورغم كل هذه الجماليات والمزايا المتوافرة في التخييم، إلا أن الأمر لا يخلو من المنغصات فمع تهافت الناس على نصب خيامهم وزحف التطور والتمدين إليها وتسابق المخيمين على حجز الأماكن المميزة والتفاخر بمخيماتهم، زادت الأوضاع سوءاً وأصبحت المنطقة تعاني من ازدحام الناس، وأصبح الطريق المؤدي إلى المكان مزدحما وتكثر عليه الحوادث، حتى أنه لم يعد يتسع للمارين ومرتاديه، بعد أن كثرت المشاكل والحوادث· ويأمل محبو التخييم والبر أن يكون هناك تنظيم في السنوات المقبلة، أو سماح الجهة المخولة بتراخيص التخييم بتوسعة المكان وفتح المجال في مناطق وأماكن أخرى·
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©