الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سيطرة «الجيش الحر» على معابر حدودية ترمز لـ «مناطق محررة»

سيطرة «الجيش الحر» على معابر حدودية ترمز لـ «مناطق محررة»
21 سبتمبر 2012
أنطاكية (أ ف ب) - أدت سيطرة المعارضة السورية المسلحة على موقع حدودي إضافي مع تركيا إلى تعزيز مكاسبها الميدانية الحيوية في مناطق متاخمة لبلد يدعمهم، بحسب خبراء. غير أنهم يخاطرون بالاقتراب من مناطق خاضعة لميليشيات كردية سورية ما قد يفاقم التوتر بين الأكراد ومعارضي الجيش السوري الحر، بحسب أحدهم. وأمس الأول، تمكن المعارضون الذين يسيطرون على 3 نقاط حدودية على الأقل من أصل 7 مع تركيا، من بسط نفوذهم على موقع تل الأبيض بعد يومين من المعارك مع القوات النظامية على ما أكد مسؤول تركي وأحد عناصر المعارضة السورية. ونقلت قنوات إخبارية تركية صوراً التقطت من مدينة اكتشاكاليه التركية المجاورة، لعلم الثوار مرفوعاً على أحد مباني الجمارك في الجهة السورية. غير أن أحد عناصر المعارضة المسلحة داخل سوريا أضاف أن المعارك في جوار الموقع تواصلت حتى ليل الأربعاء حيث يسعى الجيش النظامي إلى استعادته. وصرح مدير سابق للاستخبارات الفرنسية بالقول “بالنسبة لأي ثورة، من الجوهري التمكن من الاستناد إلى حدود آمنة مع بلد حليف لإنشاء آليات للتزود بالرجال والأسلحة والمعدات سواء للدخول أو الخروج” من البلاد. وأضاف في اتصال هاتفي مع فرانس برس من أنطاكية، “هذا كان حال جبهة التحرير الوطني الجزائرية على الحدود التونسية”. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “كلما ازداد اتساع المنطقة الحدودية الصديقة كان الأمر أفضل. على مستوى الاستراتيجية السياسية هذا يظهر كذلك أنهم يسيطرون على منطقة واسعة قد ترمز لـ (منطقة محررة) بنظر المجتمع الدولي”. واعتبر فابريس بلانش الخبير في الشؤون السورية في مجموعة الأبحاث والدراسات المتوسطية في الشرق الأوسط في دار الشرق والمتوسط في ليون، أن السيطرة على نقطة تل الأبيض الحدودية “تعكس استراتيجية الثوار في السيطرة على شمال سوريا”. وأضاف أن عدم إرسال دمشق تعزيزات كبيرة إلى جانب فقدانها السيطرة على مئات الكيلومترات من المنطقة الحدودية مع تركيا، “أدلة على قرار الحكومة السورية التخلي عن تلك الثكنات الصغيرة النائية التي يصعب الدفاع عنها وتموينها”. كما رأى الخبيران أن الجيش النظامي بات في ظل تضاعف الجبهات في البلاد وعدم الوثوق في ولاء جميع جنوده السنة بأغلبيتهم، مضطراً إلى تحديد أولويات لعملياته على الأرض ولم يعد قادراً على الرد على جميع هجمات الثوار عبر نشر قوات إضافية. وأشار مسؤول الاستخبارات السابق إلى أنه “بات على الجيش السوري الآن الاختيار”. وأوضح “الحدود مع تركيا طويلة، والدفاع عنها يتطلب الكثير من الجنود الذين سيضطرون إلى التمركز هناك فيما يحتاج الجيش اليهم في آماكن أخرى”. بالتالي يسعى الجيش السوري الحر إلى مضاعفة عدد الجبهات لإجبار الجيش على توسيع رقعة انتشاره أو التخلي عن مناطق بكاملها. وقال بلانش “منذ بدء الانتفاضة تخلى الجيش عن شمال شرق سوريا حيث الأغلبية كردية لصالح ميليشيات كردية سورية”. وتابع “بقي بضعة جنود في ثكنات عدد من المدن الكبرى، لكن عددهم قليل جداً ويلازمون ثكناتهم”. وأضاف “مع السيطرة على تل الأبيض يقترب الجيش السوري الحر بشكل خطير من المناطق ذات الأغلبية الكردية”. وتابع موضحاً “بالرغم من إبداء الأكراد حتى الآن نوعاً من الحياد واكتفائهم بالسيطرة على مناطقهم، فإن تقدم الجيش الحر بهذا الشكل سيزيد التوتر. سبق أن حصلت مواجهة مسلحة فقد فيها الجيش السوري الحر رجالاً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©