السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة هيلاري لتركيا··· تحسين لصورة أميركا

زيارة هيلاري لتركيا··· تحسين لصورة أميركا
10 مارس 2009 01:19
ربما كانت المهارات الفردية الخاصة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، عوناً كبيراً لها في تسجيل عدد من النقاط الإيجابية لصالح سمعة بلادها التي تدهورت كثيراً في تركيا· فبعيداً عن انشغالها بأجندة الدبلوماسية التقليدية، ظهرت كلينتون في برنامج حواري تلفزيوني ليلة السبت الماضي، تحدثت فيه عن كل ما يتعلق بحياتها الشخصية· وسألتها إحدى مذيعات البرنامج عن كيفية تعاملها مع المصاعب التي ألمت بحياتها، بما فيها الأحداث الشهيرة التي حدثت في حياتها الزوجية إبان رئاسة زوجها لأميركا؟ فكانت إجابتها: تدرين أن العائلة والإيمان والأصدقاء هم محور حياتي الشخصية· وحسب علمي فما من أحد يستطيع أن يزعم أن حياته تمضي بلا مصاعب ومشكلات· أما على الصعيد الرسمي، فإن هناك الكثير من القضايا التي كان على كلينتون مناقشتها مع المسؤولين الأتراك، أثناء زيارة اليوم الواحد التي سجلتها للعاصمة أنقرة· وشملت تلك القضايا، احتمال استخدام الأراضي التركية لتنفيذ عملية انسحاب القوات الأميركية من العراق· وأعلنت كلينتون خلال الزيارة نفسها عن توقع زيارة أوباما لتركيا خلال شهر أبريل المقبل· وإلى جانب تلك المهام المعلنة للزيارة، كانت هناك مهمة أخرى غير معلنة، رغم أهميتها الكبيرة جداً· فقد كان عليها ترميم صورة أميركا المهشمة في نظر غالبية المواطنين الأتراك· فوفقاً لاستطلاع عام للرأي أجري في عام ،2007 لم تزد نسبة الأتراك الذين ينظرون نظرة إيجابية إلى أميركا عن 9 في المئة فحسب، مقارنة بنسبة 52 في المئة في عام ·2002 ووفقاً لرأي ''حسين باجسي'' أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ''الشرق الأوسط الفنية''في أنقرة، فقد كان الشعب التركي مهيأً لتلقي تلك الجرعة الودية الدافئة التي قدمتها له كلينتون· ومضى البروفيسور قائلاً: إن ما فعلته كلينتون يمثل خدمة كبيرة للدبلوماسية العامة الأميركية· ذلك أنها قللت كثيراً من الضرر الذي أصاب سمعة أميركا في هذا البلد· وأعتقد أن الأتراك بدأوا ينظرون بطريقة مختلفة الآن إلى واشنطن، مقارنة بنظرتهم إليها قبل بضعــة أسابيع فحسب· والحق أن السنوات الخمس الماضية بالذات كانت وبالا على سمعة أميركا لدى غالبية الأتراك· فهناك معارضة قوية للحرب التي شنتها واشنطن على العراق، إضافة إلى شعور الكثير من المواطنين بأن أميركا لم تفعل ما يكفي بشأن الوجود العسكري لمليشيات حزب ''العمال الكردستاني'' في الجزء الشمالي من العراق، خاصة وأن هذه المليشيات واصلت شن عملياتها العسكرية ضد تركيا، انطلاقاً من تلك المواقع· في الوقت نفسه تراجعت كثيراً زيارات المسؤولين الأميركيين لتركيا خلال السنوات الخمس الماضية· أما زيارة الرئيس الأميركي السابق بوش لإسطنبول، بهدف حضور قمة ''الناتو'' الأخيرة التي عُقدت هناك، فقد صحبتها إجراءات أمنية مشددة، تحولت بسببها أجزاء واسعة من المدينة إلى مناطق مهجورة تقريباً· على عكس ذلك تماماً، ظهرت هيلاري في قناة تلفزيونية محلية، وتحدثت عن أمور في غاية البساطة· وعلى رغم تشديد الإجراءات الأمنية خلال زيارتها هذه، فإنها أبدت حرصاً على كسر الحاجز الأمني والالتقاء بعامة المواطنين، على نحو ما فعلت عبر لقائها التلفزيوني المذكور، الذي أجرته معها أربع مذيعات تلفزيونيات· ويسمى هذا البرنامج في اللغة التركية بما يقابل معنى ''مرحباً بك بيننا'' وهو عبارة عن نسخة تركية من برنامج The View الحواري الأميركي· يُشار إلى أن كلينتون ظهرت في برنامج تلفزيوني شبيه بهذا البرنامج التركي أثناء زيارتها إلى إندونيسيا، مع فارق وحيد هو توجه البرنامج الإندونيسي إلى فئات الشباب بصفة خاصة· أما في جولتها الأوروبية-الشرق أوسطية التي قامت بها الأسبوع الماضي، فقد واصلت كلينتون جهود الدبلوماسية العامة نفسها، بعقدها اجتماعاً مفتوحاً في إحدى قاعات مدينة بروكسل، ولقائها بالطلاب في الجزء المحتل من أراضي الضفة الغربية· ولكن يلاحظ أن توقفها في إسرائيل لم يشمل أي حوارات صحفية أجريت معها من قبل الصحافة الإسرائيلية· ولاسم عائلة كلينتون حضور خاص في ذاكرة غالبية الأتراك منذ عام ،1999 فحينها سجل كلينتون وقرينته زيارة إلى منطقة تركية دمرتها الهزات الأرضية والزلازل· أما في مركز Grand Bazaar التجاري الكبير في إسطنبول، فيكاد أصحاب المحال التجارية كلها يعلقون صوراً شخصية لهم يصافحون فيها الرئيس الأسبق كلينتون أثناء زيارته للمركز· وعلى حد تعليق ''سوات كنيكيليوجو'' عضو البرلمان ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بحزب ''العدالة والتنمية'' الحاكم، فإن هناك أهمية خاصة للرسائل التي تبعثها واشنطن في إطار علاقاتها بأنقرة· غير أن لمن يبعث الرسالة المعينة، أهمية لا تقل عن تلك التي للرسالة نفسها· ولهذا السبب فإن لاسم ''كلينتون'' رنيناً خاصاً لدى عامة الشعب التركي· ومضى ''كنيكيليوجو'' إلى القول: على الأرجح أن تساعد زيارة كلينتون هذه في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة· وبالنظر إلى شدة توتر واضطراب هذه العلاقات خلال السنوات الثماني الماضية، فقد كان الشعب التركي مهيأً لبداية جديدة مع أميركا· يجال شليفر-إسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©