الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خدمات المزارعين» يدعو إلى التوسع في زراعة حشائش «اللبيد»

4 أكتوبر 2011 13:33
دعا مركز خدمات المزارعين في إمارة أبوظبي أصحاب المزارع في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية إلى زراعة حشائش اللبيد وبعض الحشائش التي تمتص الملوحة من التربة في المدييْن القصير والمتوسط باعتبارها محاصيل علفية بديلة لمحصول الرودس الذي ينهك التربة ويستنزف المياه بشكل كبير. وأوضح المركز أن حشائش اللبيد وفقاً للدراسات يعد من أنواع لاريدو وبيكوس، تمثل قيمة غذائية كبيرة وتستخدم كمحاصيل علقية لتغذية الماشية الصغيرة على وجه الخصوص. ويقوم مركز خدمات المزارعين بحملة توعية لتعريف أصحاب المزارع بأهمية زراعة حشائش اللبيد كعلف للماشية بدلاً عن الرودس، حيث نظم بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه ورشة عمل في غياثي حضرها عدد كبير من أصحاب المزارع وينوي إقامة ورش عمل أخرى خلال الأسبوعيين القادمين في أبوظبي وليوا. ويعتبر اللبيد من أفضل النباتات الرعوية في المناطق الجافة وشبه الجافة حيث أثبتت التجارب أنه الأفضل في تغذية الماشية إذ تبلغ نسبة البروتين فيه حوالي 16 بالمائة، كما أن استهلاكه للمياه أقل بنسبة 40 بالمائة عن كمية المياه التي يستهلكها الرودس فضلاً عن كونه سريع النمو وطويلا ويعيش لعدة سنوات بالإضافة إلى أنه قادر على امتصاص الملوحة وتحمل الجفاف. وكانت عملية تسويق الرودس قد توقفت تماماً في أبوظبي والمنطقة الغربية ضمن استراتيجية وضعها المركز للحد من الممارسات الزراعية التي تضر بالتربة وتستنزف الموارد الطبيعية من المياه والاستعاضة عنها بممارسات زراعية أفضل ترتقي بجودة ونوعية المنتجات الزراعية المحلية وصولاً لتعزيز الأمن الغذائي. ويقف محصول الرودس على رأس قائمة المحاصيل التي تؤثر بصورة سلبية على الموارد المائية ومخزونات المياه الجوفية في باطن الأرض، حيث تستنزف زراعته في الإمارة أكثر من 90 مليار جالون أميركي من المياه سنوياً أو ما يزيد على 150 مليون متر مكعب من المياه تقريباً، حيث يستهلك الطن الواحد من الرودس الأخضر حوالي 68,798 جالون أميركي من المياه سنوياً أو 260 مترا مكعبا تقريباً. ويبلغ إجمالي عدد مزارع أعلاف الرودس في إمارة أبوظبي حوالي 16 ألفا و74 مزرعة، منها 2257 مزرعة في أبوظبي و4818 مزرعة في المنطقة الغربية و8999 مزرعة في العين. ويستهلك إنتاج محصول أعلاف الرودس في إمارة أبوظبي حوالي 93 مليار جالون أميركي (وحدة القياس المتبعة) من المياه سنوياً. منها 13 مليار جالون سنوياً في أبوظبي، و28 مليار جالون أميركي في المنطقة الغربية، و52 مليار جالون في العين. وتنتج إمارة أبوظبي سنوياً أكثر من مليون و300 ألف طن من الرودس الأخضر، ما يعادل قرابة 470 ألف طن من الرودس الجاف. وأكد كريستوفر هرست الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين أن هناك جملة من المبادرات تتعلق بإصلاح القطاع الزراعي ودفعه نحو التنمية المستدامة، بجانب الحفاظ على الموارد المائية المحدودة. وقال “إننا نعمل في مركز خدمات المزارعين على توجيه العاملين في القطاع الزراعي إلى الأنظمة التي تحد من استهلاك المياه والحفاظ على مخزونات المياه الجوفية”، مؤكداً أن مهمة ترشيد استهلاك المياه وتشجيع الاستغلال الأمثل للموارد المائية المتوافرة تمثل تحدياً كبيراً وتتطلب نشر الوعي والثقافة الضرورية بين المزارعين وأصحاب المزارع حول مفاهيم الاستهلاك المائي للزراعة، خاصةً أن القطاع الزراعي يعد من أكثر القطاعات استهلاكاً للمياه”. وأضاف أن “مركز خدمات المزارعين يعمل جنباً إلى جنب مع المزارعين لتجنّب الصعوبات التي تنطوي عليها زراعة الرودس، وإرشادهم إلى الطرق المثلى لتبنّي الأساليب الزراعية المستدامة، مشيراً إلى أن الهدف بعيد المدى لمثل هذه الإجراءات هو التوسع في زراعة المحاصيل القادرة على امتصاص الملوحة من التربة مثل حشائش اللبيد الذي يعد من المحاصيل المناسبة للتربة المالحة كما يوصف بأنه من أهم مراعي الماشية. ولا تحتاج زراعة “اللبيد” كميات مياه كبيرة، فهو نبات يتحمل الملوحة بدرجة عالية، وتوجد منه أصناف طويلة وأخرى قصيرة وفروعه الجذرية محاطة بغلاف فليني يحمي الجذور ويبقيها حية عند اشتداد الجفاف. وأكد هرست على دور “مركز خدمات المزارعين” الفاعل في التوعية بأساليب الزراعة المستدامة ذات المردود الأعلى في الإمارة، بالإضافة إلى حثّه ملاك المزارع على زراعة الحشائش البديلة لإطعامها خضراء للحيوانات، مضيفا “سنشجعهم أيضاً على تربية قطعان صغيرة من الماشية كالخراف والماعز وهذه الأنواع من المواشي يمكنها أن تأكل كل أنواع الأعلاف الطازجة التي تنتجها المزارع، وذلك ضمن ما يسمى بالمزارع المتكاملة. وفي نظرة شمولية لبيئة دولة الإمارات، فإن المنطقة بشكل عام تعاني من مشكلة شح الموارد المائية وتناقصها بشكل كبير، حيث تقع في حزام المناطق الجافة والقاحلة بمعدل متوسط لسقوط الأمطار يصل إلى أقل من 100 مم سنوياً، ومعدل تغذية طبيعي منخفض للمياه الجوفية يصل إلى أقل من 10% من إجمالي المياه المستخدمة سنوياً، بالإضافة إلى عدم وجود مصادر مياه سطحية يمكن الاعتماد عليها كمصدر دائم. الأمر الذي دفع حكومة الدولة لوضع الخطط والبرامج الهادفة للحد من تناقص هذه الموارد، والتشجيع على تبني وسائل وممارسات ترشد من استهلاك واستدامة المياه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©