الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات ومصر: أخوة ومصالح دائمة.. غداً في "وجهات نظر"

الإمارات ومصر: أخوة ومصالح دائمة.. غداً في "وجهات نظر"
21 سبتمبر 2012
الإمارات ومصر: أخوة ومصالح دائمة بالدعوة الكريمة التي وجهها حضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، إلى رئيس جمهورية مصر العربية لزيارة الإمارات العربية المتحدة، تكون الإمارات، د. عبدالله جمعة الحاج، قد عبرت عن إيمانها الصادق بدور مصر في العالم العربي، وعن تقديرها وإعزازها لمصر حكومة وشعباً. ومثل هذه الدعوة لا تأتي من فراغ، ولكن من واقع بأن الدور المستقبلي لمصر سيكون مهماً ومؤثراً مثلما كان دورها منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين. فمنذ الحقبة الناصرية ومصر تمارس دوراً ملموساً في السياسات العربية، وتبقى لاعباً رئيسياً في العديد من الأحداث التي تقع على الصعد السياسة والعسكرية والثقافية. ورغم أن الدور المصري تأثر لفترة جراء زيارة أنور السادات إلى القدس واتفاقية كامب ديفيد، فإن أهمية مصر وتأثيرها في القضايا العربية تبقى قائمة باستمرار. إرث السفير كريس ستيفنز يقول مصطفى أبو شاقور، رئيس وزراء ليبيا: فقدت ليبيا الأسبوعَ الماضي أحد أكبر داعميها الدوليين وواحداً من أصدقائها الحقيقيين، وذلك بوفاة السفير الأميركي لديها كريس ستيفنز. وإذا كان التحقيق في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مبنى القنصلية الأميركية في بنغازي مازال متواصلاً، فإنه من الواضح أن من يقفون وراءه كانوا يهدفون إلى إزاغة الحكومة الليبية المنتخَبة ديمقراطياً عن سكتها وإلحاق الأذى بالعلاقة الهامة التي تربطها بالولايات المتحدة. كما أنه من الواضح من المظاهرات المضادة التي نظمت عبر أرجاء ليبيا أن الشعب الليبي يقف مع الولايات المتحدة في دعم الديمقراطية ومعارضة مثل هذه الأعمال الإرهابية المروعة. لقد كان السفير ستيفنز واحداً من أعز أصدقائي، وقد لعب دوراً مهماً في المساعدة على تحرير ليبيا من النظام القمعي لمعمر القذافي. وخلال وصوله إلى بنغازي على متن سفينة شحن أثناء الحرب في أبريل 2011، خاطر ستيفنز بحياته من أجل تنسيق الدعم الأميركي الهام، وذلك في وقت كانت الشكوك تنتاب حتى أقوى المؤمنين بثورتنا فيما يخص إمكانية انتصارها. ترى زينب حفني أنه عندما يُفتح ملفا الإعلام والتعليم أمام نخبة المثقفين من إعلاميين ومفكرين وكُتّاب مشهود لهم بالنزاهة، سنجد آراءهم تتفق في أن الإعلام الرسمي بمعظم الدول العربية لم يزل دوره محصوراً في تعزيز أنظمتها، وتبرير أفعالها، والتهليل لقرارات حكّامها وإنْ حادوا عن جادة الصواب، والقيام بتضليل الرأي العام بما يخدم مصالح حكوماتها! ويروا من جهة ثانية أنّ مناهج التعليم غدت قديمة لا تُواكب منظومة العصر الحالي، مما ساهم في تخريج أجيال من التنابلة لا تملك مقومات الأخذ بيد مجتمعاتها نحو غد مشرق! الإعلام والتعليم ورقتان رابحتان، لا يمكن أن يتحقق النمو والازدهار في كافة مجتمعات الأرض إلا بهما. ولا أعرف لماذا في عالمنا العربي نستهين بهذين الجهازين الخطيرين في توعية شعوبنا؟! لماذا يظل الفرد العربي يدور في منظومة نظامه، دون أن يملك الشجاعة في رفع صوته وتسجيل اعتراضه على ما يسكبه الإعلام في عقله من مغالطات، وعلى ما يُلقن له من مناهج عقيمة المضامين طوال مراحله الدراسية؟ هل يمكن الاستفادة من التجربة الأوروبية؟ يرى د. صالح عبدالرحمن المانع أن أوروبا تمر اليوم بأزمة اقتصادية عميقة، وبمرحلة يتعادل فيها التفاؤل بمستقبل الوحدة الأوروبية، مع التشاؤم من انفراط عقدها. وعلى رغم هذه الصعاب الاقتصادية، إلا أن التجربة الأوروبية في الوحدة والتنسيق بين سبع وعشرين دولة وخمسمائة مليون مستهلك في سوق واسعة، ومئات الجامعات والمعاهد والكليات، ينتقل بين رحابها الطلاب من دولة إلى أخرى، تمثل تجربة فريدة في التكامل العضوي والمصلحي. ومثل هذه التجربة كانت وستظل في المستقبل مثالاً يمكن لتجمعات إقليمية أخرى مثل مجلس التعاون، أن تستفيد من تجاربها وأطرها التنظيمية. ولعل أبرز ما يلفت اهتمام الباحث في شؤون الاتحاد هو تغيُّر المفاهيم التجارية لدى صانعي القرار فيه، ففي الماضي، كان صانع القرار في سياسته التجارية، على سبيل المثال، ينظر بعين الريبة والشك في قرارات الشركات الكبرى بنقل بعض مصانعها وأنشطتها ومسارات إنتاجها إلى بلدان شرق آسيا مثل الصين والهند وفيتنام، وغيرها من البلدان، بعيداً عن القارة الأوروبية. وكان انتقال هذه الشركات يثير سخط نقابات العمال في أوروبا والولايات المتحدة، وربما لا تزال هذه النقابات تستشيط غضباً من إغلاق المصانع التي تعتمد على العمالة الكثيفة. الدولة المدنية... الواقع والتاريخ يقول د. حسن حنفي: كان من نتائج تقسيم الدولة العثمانية إلى دول وطنية أن توزعت إمكانيات العرب وقواهم البشرية والمادية والطبيعية في عديد من الدول. فضعفت كلها. فما زالت مصر بسكانها وقواها البشرية وعلمها وخبرتها وقدمها في مشاريع النهضة الحديثة. وبعلمائها وسواعدها تبني دولاً. وقد ساهمت في نهضة باقي الدول العربية. والسودان فيه من الأراضي والزراعة والمياه ما يكفي الوطن العربي كله بالغذاء ويحقق له الاكتفاء الذاتي دون استيراد من الخارج، ودون استعمال سلاح القمح لتركيع مصر. وليبيا والعراق والخليج والسودان فيها احتياطيات نفط وتركيز الثروات والاستثمارات العربية بدلاً من الأجنبية وشروط البنك الدولي وصندوق النقد. والجزائر فيها الفوسفات، وسيناء مستودع للمعادن. فالوطن العربي بطبيعته متكامل. لا تنفصل إمكانياته البشرية والمادية، زراعية وصناعية في دول متفرقة، بينها حدود متنازع عليها، وتحكمها نظم سياسية متضاربة. كل منها قد يتهم الآخر بالانقلاب عليه. الغضب العربي...والسياسة الأميركية في الشرق الأوسط "كيف يمكن أن يحدث هذا؟"، هكذا تساءلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد المظاهرات والهجوم الذي استهدف البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي وأسفر عن مقتل السفير الأميركي إلى ليبيا وثلاثة أميركيين آخرين. "كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد ساهمنا في تحريره، وفي مدينة ساعدنا على إنقاذها من الدمار؟". يقول “ ويليام فاف”: غير أنه إذا لم تكن رئيس الدبلوماسية الأميركية تعرف، فربما لا جدوى من محاولة أن يشرح لها – ولأميركيين آخرين كثيرين – سبب الأحداث التي عرفتها بنغازي ومظاهرات أخرى معادية للولايات المتحدة وقعت مؤخراً في مدن عبر العالم، أثارها مقطع الفيديو الذي نشر على "يوتيوب" ويسيء للرسول. والواقع أن رد الفعل هذا لم يكن حكراً عليها. فهذا مراسل "إن. بي. سي. نيوز" في القاهرة نُقل عنه قوله (من قبل موقع ديديفانسا الفرنسي) في إطار تعليقه على الاحتجاجات التي اندلعت ضد السفارة الأميركية هناك، "إنه من المثير للسخرية بعض الشيء (رؤية هذا يحدث) مع دبلوماسيين أميركيين داخل السفارة التي ساعدت على منح هؤلاء المتظاهرين وهؤلاء المحتجين صوتاً، والسماح لهم بالقيام بهذه الاشتباكات المعادية للولايات المتحدة التي نشاهدها الآن".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©