الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كورنيش أبوظبي يحتفي برواده وعشاق الرياضة مع تباشير الخريف

كورنيش أبوظبي يحتفي برواده وعشاق الرياضة مع تباشير الخريف
22 سبتمبر 2012
ما أن دخل العد العكسي لنهاية شهر سبتمبر، حتى استبشر الناس باعتدال الجو، ومن يزور كورنيش العاصمة هذه الأيام، يلاحظ عودة المتنزهين إليه بأعداد كبيرة وكأنهم يحتفلون من جديد برياضات قد حرموا منها خلال أشهر الصيف. الصغار والكبار ينتشرون هناك حيث لكل منهم ما يشغل وقته بالمرح واللعب والتمارين. مشهد سياحي ملون يفتح الشهية دائما للانطلاق في الهواء الطلق والاستفادة من كل فراغ لتمضيته على مسافة قريبة من رحابة السماء ووسع البحر. (أبوظبي) - منطقة الكورنيش وحدائقه وجزره المشجرة، شريان حيوي لمدينة أبوظبي، وهو الموقع الأكثر استقطابا للزوار والسياح والسكان، ممن يجدون فيه متنفسا ومسرحا فسيحا لاستمتاع والترفيه برفقة العائلة. والكورنيش هو أيضا ملاذ الأفراد ممن يترددون عليه فرحين وإن كانوا من دون صحبة. تمارين رياضية تتحدث ميرا سليم التي عاودت قبل يومين مزاولة رياضة المشي على كورنيش العاصمة، عن ارتباطها بهذا المكان الذي وصفته بالرائع، وتقول إنها تنقطع عن التمارين الرياضية بمجرد أن تدخل أشهر الصيف لأنها ليست من هواة الذهاب إلى النوادي المغلقة. وتشير إلى أنها تتوجه بشكل شبه يومي إلى الكورنيش لعدة أسباب، من ضمنها أنها تستمتع بالمشي وسط الناس والنظر إلى أحوالهم، وتؤكد ميرا أهمية الخروج بنزهات إلى الطبيعة من فترة إلى أخرى وذلك لطرد الروتين ومن باب التغيير، وهي تنظم باستمرار رحلات مع صديقاتها لقضاء بعض الوقت عند حديقة الكورنيش بعيدا عن أجواء العمل والنمط الاعتيادي للجلوس في المطاعم والمقاهي. وتذكر أن مبادراتها تلقى ترحيبا ممن حولها حيث من النادر أن تخرج بمفردها للمشي، لأنها تنتهز الأمر فرصة للالتقاء بمن لا تسمح لها مشاغلها بالجلوس معه وسط زحمة العمل والمسؤوليات. رفقة العائلة وأعربت سعاد عبدالهادي عن ارتياحها لاعتدال الجو، ولاسيما أنها تسكن على مقربة من الكورنيش وتعتبره الموقع الترفيهي الأفضل لاصطحاب أبنائها، وتقول إنه مع اضطرارها خلال الصيف للذهاب باستمرار إلى المراكز التجارية برفقة العائلة حيث الألعاب الالكترونية، غير أنها تفضل دائما أن يلهو صغارها في الهواء الطلق حيث يعتادون على الحركة بدلا من مواجهة الماكينات الناطقة. وتذكر سعاد أنها وأخواتها وأزواجهن وأبنائهن يتواعدون أيام الخميس والجمعة للقاء عند حديقة الكورنيش حيث يحضر الجميع الطعام ووسائل الترفيه. وتشير الى أن المكان لا يقتصر فقط على كونه ممتعا للعائلات وإنما يوفر على الأهالي نفقات إضافية كشراء المأكولات الجاهزة وبطاقات اللعب وما شابه، وهي تنظر الى الأمر من الجانب الاقتصادي، وترى أن القائمين على بلدية أبوظبي لم يوفروا جهدا الا وبذلوه لتجهيز الكورنيش ومحيطه بكل ما يمكن أن يلبي طموحات الكبار والصغار. نهضة عمرانية ليس ببعيد عن أجواء المرح العائلي المتوفر بكثرة على الكورنيش، يرى ابراهيم الحمادي أنه لا معنى لرياضة الدرجات الهوائية إلا على مقربة من بحر العاصمة، وهو منذ كان طفلا يتردد على ذلك المكان الذي يصفه بالذاكرة الشاهدة على النهضة العمرانية لمدينة أبوظبي، وانه مع اشتياقه الى الصورة القديمة لملامح الكورنيش أيام زمان، غير أنه في كل مرة يزور المكان يشعر بفخر لحجم المستجدات التي طرأت عليه. ويذكر أنه بحسب إرشادات الطبيب الذي نصحه بالمشي ساعة يوميا، فهو يواظب على هذه الرياضة الصحية والتي يجدها أكثر متعة مع انخفاض درجات الحرارة. ويشير ابراهيم الى أنه أحيانا كثيرة وبحسب ظروف الدراسة يصطحب معه الى الكورنيش ابنه الأكبر الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، بهدف تشجيعه على ركوب الدراجة الهوائية. ويروي أنه كثيرا ما يستعيرها منه لاستعادة شيء من رشاقة الشباب التي تحلو بالنسبة له برفقة صغار السن. حاجة ضرورية يعلق مروان أبو الشريعة على اندفاع الناس فجأة باتجاه الكورنيش قائلا إن الأمر يستحق وخصوصا أن درجات الحرارة بدأت بالانفراج، وهذا ما كان ينتظره شخصيا، علما أنه من مدمني رياضة المشي حتى في عز الصيف، ويذكر انه قبل اعتدال الجو كان ينزل من بيته مشيا باتجاه الكورنيش نحو السادسة صباحا وذلك بمعدل ساعتين قبل أن يتجهز للذهاب الى عمله، موضحاً أن الأمر مع الوقت بات بمثابة حاجة ضرورية تشعره بالنشاط لبدء يومه بلا كسل أو تباطؤ، أما مع دخول موسم الخريف، فقد بات حاليا يضيف إلى جدول رياضاته، الركض ما بعد التاسعة ليلا. ويرى مروان أن الجسم لا يمكن أن يساعد صاحبه على الاستمتاع بصحة جيدة ما لم يتصبب عرقا بشكل يومي. وهذه المعلومة كان قرأها في أحد الكتب أثناء سفره للدراسة في الخارج. ومنذ ذلك الحين أي قبل 7 سنوات، وهو لم يترك ممارسة الرياضة، حتى في أحلك الظروف، ويقول إن الرياضيين لا يتصنعون عشقهم للحركة، وانما شيئا ما بداخلهم يحثهم باستمرار على النهوض باتجاه الأماكن الفسيحة. وهذا ما لا يراه مروان في مكان أفضل من كورنيش أبوظبي. بعد الدراسة بالانتقال إلى فئة المراهقين الذين تنشط حركتهم هذه الأيام على الكورنيش، يقول الطالب محمد السردوق انه يلتقي بأصحابه عند الباحة الوسطى كلما تسنى لهم الأمر، وأنهم ما أن ينتهوا من واجباتهم المدرسية الأساسية حتى يجتمعون على رمل البحر ويستعدون للتدرب على كرة القدم، كما أنه مل التوجه الى الحديقة نفسها بالقرب من بيته بقصد التمرين، وها هو يجد له ملاذا أفضل مع اعتدال الجو. الأمر نفسه بالنسبة لسامي حافظ الذي يستغل خروج عائلته الى الكورنيش خلال نهاية الأسبوع ليأخذ معه الكرة ويتسلى باللعب مع أقاربه. وهو يتمنى لو يستطيع فعل ذلك كل يوم، لكنه يشتكي من قلة الوقت بسبب الدراسة. ومع ذلك يعترف بأنه لا يفوت فرصة الا ويقتنصها لطلب الإذن بالخروج الى الكورنيش مع والده أو أخيه الأكبر، وما يعجبه هناك انتشار المحال التي تبيع الحلوى والمثلجات، فهي ترويه بعد السير لمسافة طويلة أو اللهو على الزلاجات. وأكثر من ذلك فإن جاذبية الترفيه على الكورنيش تصل إلى الفتيات اللاتي وان كانت هواياتهن مختلفة، الا أنهن بدورهن يجدن ما يسعدهن هناك، وهذا ما توضحه حلا الشيخ التي تبلغ من العمر 16 سنة، وهي تستفيد من سكنها مقابل الكورنيش حيث تستمتع بالمشي ولو بمفردها. تقول إنها بدأت منذ بضعة أيام تتردد الى الحديقة مقابل الشاطئ حيث تضع سماعات الموسيقى وتسير الهرولة ولو لنصف ساعة في اليوم. وهذا برأيها يساعدها على أخذ راحة من الدراسة، اذ انها تفضل استعادة نشاطها بين جولة الحفظ وجولة حل المسائل الرياضية. نصائح مع كل ما تقدم من تعليقات سكان العاصمة حول اهتمامهم بكل ما يقدمه الكورنيش من الهام يحفزهم على الحركة، لابد من الاطلاع على رأي متخصص في مجال الرياضة، حيث تتحدث راكيل دي، أخصائية التمارين لدى شركة التطوير والاستثمار السياحي عن أهمية ممارسة الهوايات في الهواء الطلق، بقولها إن الخروج الى مكان فسيح حيث الهواء المنعش والمناظر الجميلة، كمثل الذي يوفره الكورنيش، هو نعمة حقيقية، وتورد أنها شخصيا تحتفل هذه الأيام بانحسار درجات الحرارة لتعاود رياضاتها بعيدا عن القاعات المكيفة. تدريب على الحركة وطرد سموم الجسم تصطحب راكيل دي أخصائية تمارين عددا من الأشخاص الذين تدربهم، الى الكورنيش حيث يقومون سويا بعدد من التمارين التي تصبح أكثر متعة وسط الطبيعة، وتنصح بإعادة النظر في أهمية تدريب أجسامهم على الحركة وطرد السموم منها. وترى أن رحلة التوجه الى الكورنيش لا تحتاج الى تصميم مسبق أو أي تحضيرات معقدة. اذ يكفي أن يوقف الشخص سيارته في أقرب موقف للكورنيش، ويسير اليه بقصد المشي حتى الإنهاك، بأي ملابس وان لم تكن مخصصة للرياضة، وتؤكد أن الأمر مع الوقت لابد وأن يتحول الى عادة ممتعة ومفيدة في آن. وتذكر أن الجسم يبدأ بحرق الدهون بعد 20 دقيقة من المشي الخفيف، وعندها لو تسنى للشخص أن يسرع خطواته بشكل تدريجي، فهو بلا شك سوف يصل بعد فترة الى نتيجة مرضية للرشاقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©