الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السويسري يواجه عقوبة السجن 5 سنوات

السويسري يواجه عقوبة السجن 5 سنوات
26 سبتمبر 2015 23:13
زوريخ (أ ف ب) جسد جوزيف بلاتر لوحده عظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) المطلقة على مدى 17 عاما واعتبر نفسه ربان السفينة الذي يرفض أن يتركها وسط الأمواج العاتية التي ضربتها على مدى السنوات الأخيرة. لكنه لم يتمكن من النجاة من الفضيحة المدوية التي هزت أركان المنظمة العالمية وتحديدا منذ عاصفة 27 مايو الماضي عندما أمر القضاء الأميركي بإيقاف مسؤولين عدة في الفيفا بتهمة الفساد ورشاوى وأودعهم السجن بانتظار قرار ترحيلهم إلى الولايات المتحدة. وبعد 3 أشهر على إعلان استقالته ودعوته الجمعية العمومية غير العادية للاجتماع في فبراير المقبل لانتخاب خليفة له، بات المسؤول السويسري البالغ من العمر 76 عاما مطوقا من الناحية القانونية بعد أن فتح المدعي العام في بلاده إجراء جزائيا ضده. ومنذ أن تبوأ منصبه في يونيو عام 1998 على هامش كأس العالم في فرنسا، حظي بلاتر باستقبالات تليق برئيس دولة حيثما حل، وبدا صامدا في عين العواصف التي أحاطت بالفيفا، لكن الغيوم سرعان ما تلبدت أكثر فأكثر في الأشهر الماضية قبل أن تطاله شخصيا. فبعد إقالة ذراعه اليمنى أمين عام الفيفا الفرنسي جيروم فالك من منصبه الأسبوع الماضي لتورطه بعملية مشبوهة في بيع تذاكر لكأس العالم في البرازيل 2014، بات بلاتر نفسه تحت مجهر القضاء السويسري. ولا شك في أن آخر التطورات لطخت مسيرة بلاتر في الأشهر الأخيرة له رئيسا مستقيلا للفيفا التي حولها إلى دجاجة تبيض ذهبا ودائما ما كان يتبجح بأن منظمته تضم عددا أكبر من المنتسبين إلى الأمم المتحدة (209 مقابل 193 دولة). وبعد أن لمع طالبا ثم نال شهادة في الاقتصاد والتجارة من جامعة لوزان (سويسرا)، بدأ مسيرته عام 1959 أمينا عاما لهيئة السياحة في فاليه، قبل أن يصبح عام 1964 مديرا في الاتحاد السويسري للهوكي، وما لبث أن عُيّن بعد سنتين رئيسا للجمعية السويسرية للصحافة الرياضية، وهو يفخر بهذا المنصب. ولقيت حياته تحولا جذريا عندما بلغ الثانية والثلاثين حيث تعاقدت معه شركة لونجين السويسرية لصناعة الساعات حيث أوكلت إليه منصب مدير العلاقات العامة والتسويق فيها، وشارك مع هذه المؤسسة بصفتها الراعية الأساسية للتوقيت في أولمبياد ميونيخ (ألمانيا) عام 1972. وانضم بلاتر إلى الفيفا عام 1975 بعد سنة واحدة على انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيسا وأوكل إليه منصب المدير الفني عام 1977، قبل أن يعين أمينا عاما عام 1981 خلفا للألماني هلموت كايزر. ولأنه خضع لدورات تدريبية في صفوف الجيش السويسري كسائر مواطنيه فوصل إلى رتبة كولونيل وهي أعلى رتبة لغير العاملين في الجيش بصفة رسمية، ونظرا لعلاقاته القوية والنافذة فأن مدينة سيون عينته رئيسا لملفها الترشيحي لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2006. ويقول بلاتر: «منذ تعييني أمينا عاما لم أعش سوى لكرة القدم، لقد تزوجت الفيفا على حساب عائلتي وحياتي الشخصية». لكن الطلاق مع الفيفا يبدو أنه بات وشيكا. وكان مكتب المدعي العام السويسري قد قال إن الادعاء السويسري فتح تحقيقا جنائيا ضد سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للاشتباه في سوء الإدارة والاختلاس. وتم استجواب بلاتر بعد اجتماع للجنة التنفيذية للفيفا في زوريخ وأجرت السلطات تفتيشا لمقر الفيفا الجمعة. وقال مكتب المدعي العام السويسري في بيان: «تم تفتيش مكتب رئيس الفيفا ومصادرة بيانات». وهذه أول مرة توجه فيها السلطات التي تحقق في فساد كرة القدم أصابعها نحو بلاتر السويسري البالغ عمره 79 عاما الذي يدير الفيفا في آخر 17 عاما. وقال مصدر قريب من الفيفا إن بلاتر ليس رهن الاحتجاز ولم يتم اتهامه بأي شيء والأمر يعود إليه ليقرر ما إذا كان سيظل في منصبه حتى فبراير عندما سيحين وقت استقالته. لكن المصدر قال: «الأمر انتهى بالنسبة له الآن.. انتهى». وبرزت أنباء التحقيق بعد قليل من إعلان الفيفا على عجل إلغاء مؤتمر صحفي لبلاتر قبل 15 دقيقة من موعده دون المزيد من الإيضاح. وكان من المقرر أن يتحدث بلاتر لأول مرة منذ إيقاف الرجل الثاني في الفيفا جيروم فالك الأسبوع الماضي بعد اتهامات متعلقة ببيع التذاكر في كأس العالم 2014 في البرازيل. ونفى فالك المزاعم. وفي علامة على القلق مما يعنيه التحقيق تحركت روسيا سريعا وقالت إن ذلك لن يؤثر على استضافتها لكأس العالم 2018. واختيار الفيفا لروسيا وقطر لاستضافة كأس العالم 2018 و2022 أحد الأمور التي تبحثها السلطات الأميركية والسويسرية. وتحقق الولايات المتحدة وسويسرا في مزاعم فساد داخل الفيفا وهو مصدر قلق للرعاة الكبار مثل مكدونالدز وكوكاكولا وفيزا. وقال مكتب المدعي العام السويسري إن ممثلين له استجوبوا بلاتر كما طلب من ميشيل بلاتيني نجم كرة القدم الفرنسية السابق والذي يرأس الاتحاد الأوروبي للعبة تقديم معلومات. وبلاتيني أبرز المرشحين للفوز بانتخابات خلافة بلاتر عندما يترك منصبه في فبراير. ووصف بلاتر علاقتهما يوما بأنها «مثل الأب وابنه» لكنها انهارت في وقت سابق هذا العام عندما حثه بلاتيني على الاستقالة. وقال مصدر في وكالة سويسرية لإنفاذ القانون إن بلاتيني قدم للادعاء السويسري أدلة ضد بلاتر وإنه ليس هدفا للتحقيقات في هذه النقطة. وقال مسؤول في إنفاذ القانون إن المحققين السويسريين يبنون قضيتهم ضد بلاتر منذ فترة. وأضاف أن بلاتر ليس رهن الاعتقال وهو حر في السفر رغم أنه تجنب إلى حد كبير مغادرة سويسرا منذ مايو. ووفقا للميثاق الجنائي السويسري قد يواجه بلاتر إذا أدين عقوبة الحبس لمدة تصل لخمس سنوات حسب ظروف القضية. وقال بيان مكتب المدعي العام السويسري إن بلاتر يشتبه في أنه دفع مليوني فرنك سويسري بشكل غير قانوني إلى بلاتيني على حساب الفيفا بسبب عمل فيما يبدو جرى بين يناير 1999 ويونيو 2002. وأكد مكتب الادعاء السويسري أن المبلغ تم دفعه عام 2011، ولم يذكر مكتب الادعاء السويسري لماذا هذه الأموال غير قانونية. وقال الادعاء السويسري إن بلاتر يشتبه أيضا في أنه وقع عقدا في 2005 مع اتحاد الكاريبي لكرة القدم - الذي كان يرأسه في ذلك الوقت جاك وارنر عملاق كرة القدم في ترينيداد وتوباجو - لم يكن في مصلحة الفيفا «وانتهك واجبات منصبه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©