الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف البحرين يحتضن تاريخ الحضارات القديمة

متحف البحرين يحتضن تاريخ الحضارات القديمة
22 سبتمبر 2012
متحف البحرين الوطني هو أحد المتاحف المهمة بمنطقة الخليج العربي، ورغم أن مبناه الحالي افتتح للجمهور في عام 1988 فإن تاريخ الجهود الرامية لإنشائه تعود في حقيقة الأمر لعام 1957، عندما أقامت بعثة الآثار الدنماركية معرضا مؤقتا لما عثرت عليه في حفائرها بالبحرين من القطع الأثرية، وكان ذلك في مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق، وأثار المعرض وقتها اهتمام أهل البحرين، ومهد الطريق لإنشاء متحف وطني خاصة مع تزايد نشاط بعثات التنقيب الأثري بالبلاد. (القاهرة) ـ يحمل متحف البحرين الوطني زواره إلى حقب تاريخية قديمة تلخص مكانة المنطقة في الحضارات المختلفة، وهو الذي أنشئ بموجب اتفاقية ثقافية وقعتها حكومة البحرين عام 1967 مع منظمة اليونسكو، التي أرسلت مبعوثا خاصا في العام التالي أوصى بأن تقوم الدانمارك بإعادة حصة البحرين من المكتشفات الأثرية. وأصدرت اليونسكو تقريرا في سبتمبر 1968 أكدت فيه دعمها لحكومة البحرين في سعيها لإنشاء متحف وطني. مصادر التزويد تحرص الأسرة المالكة على تزويد المتحف بالمقتنيات ذات الطابع التراثي، وبتلك التي توضح جانبا من تاريخ البحرين الحديث، وفي إطار ذلك أهديت للمتحف سيارة من نوع “بويك” الأميركية صنعت في عام 1932، كما قدم جلالة الملك حمد بن عيسى هدية قيمة للمتحف وهي “الجال بوت” المعروف باسم “سمحة”، وكان هذا القارب صنع عام 1924 ليستخدمه جده الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، الذي حكم البحرين بين عامي 1932 و1942. أما قاعات العرض بالمتحف وعددها تسع فتعرض بها مقتنيات شتى منها ما يمثل الحضارات القديمة بالبحرين وعلاقتها بالحضارات القديمة في المنطقة، ومنها قاعات ذات طابع تراثي تعرض فيها الملابس والأدوات التقليدية الشائعة الاستخدام بالبلاد من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية بعد تسارع عجلات التحديث في البحرين. وهناك قاعتان تركزان على المقتنيات الفنية الإسلامية بشكل خاص أولهما قاعة الوثائق والمخطوطات الواقعة بالدور الأول للمتحف. وتعرض في هذه القاعة أبرز الصور والخرائط والمخطوطات والوثائق القديمة والتي تلقي الضوء على تاريخ البحرين على مر العصور وصولا لمشارف القرن العشرين. وتضم هذه القاعة عددا كبيرا من المخطوطات القيمة والنادرة للمصاحف الشريفة واللغة العربية وآدابها والحديث والعلوم الدينية والتاريخ والطب والفلك والحساب التي يعود بعضها إلى القرن الثامن والتاسع الهجري. كذلك توضح القاعة نشأة وتطور الخط العربي والأدوات التي كانت تستخدم في الكتابة من مواد كالرق والبردي والورق وأيضا أقلام وألواح ومحابر جرى استخدامها في البحرين. وتعود أقدم وثائق تلك القاعة إلى القرن التاسع الهجري، وهي عبارة عن وثائق للهبات والإرث وعقود للبيع والشراء، وفيها ذكر للعملات التي كانت متداولة بالبحرين آنذاك. وهناك أيضا بعضا من نسخ المصاحف الشريفة. وتضم القاعة كذلك وثائق مهمة تعود إلى حكام البحرين. مكتشفات من الحفائر القاعة الثانية المعروفة باسم “قاعة تايلوس والفترة الإسلامية”، وبها معروضات لفترة تايلوس “323-622م”، التي شهدت تأثيرات أجنبية واضحة نتيجة وصول الإغريق للمنطقة ثم الفترة الإسلامية التالية لها مباشرة. وفي هذه القاعة يشاهد الزائر نموذجا مصغرا لمسجد الخمس الذي يعد أقدم مساجد البحرين، فضلا عن مكتشفات من الحفائر الأثرية تشمل الأواني الزجاجية ومنتجات الفخار والخزف والعملات الإسلامية من الذهب والفضة والنحاس والرصاص، وقد تم العثور بمنطقة الميناء على قطع مهمة من العملات الإسلامية، فضلا عن قطع من الخزف المستورد من الأقاليم المجاورة مثل إيران والصين. وهناك عدد كبير من النصوص الكتابية المختلفة منها ما هو منقوش في الحجر مثل شواهد القبور ومنها ما نقش على الجص أيضا. وبعض تلك النقوش له أهمية تاريخية مثل نقوش لأوقاف منها نقش بوقف عين ماء تم رصدها لأوجه البر، بالإضافة إلى الأهمية الفنية للكتابات الكوفية التي ازدانت بالأوراق النباتية والكتابات النسخية ذات الطابع الخاص، والتي تميزت في البحرين بقدر من التعقيد الفني في توزيع الحروف بامتداداتها الأفقية والرأسية، ومن هذا النوع الأخير يوجد نقش مهم لتأسيس مسجد يعود تاريخه إلى 27 صفر من عام 776هـ. ويضم المتحف عددا من الأبواب الخشبية القديمة بزخارفها المنقوشة وحليها المعدنية والتي توضح عناية أهل البحرين بالجمال الفني لواجهات منازلهم، وتعطي تلك الأبواب فكرة واضحة على مدى تماسك التقاليد الفنية في صناعة الأبواب الخشبية في منطقة الخليج بأسرها، حيث تنتشر نماذج مشابهة لها في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. خطة الإنشاء وضع مايكل رايس تصميما لمبنى المتحف، وعهد لمدير الحفائر الدانماركية بالبحرين جيفري بيبي بالإشراف على إنشاء المتحف في الدور الأرضي من الجانب الغربي من المبنى المعروف آنذاك بدار الحكومة. وقد تم افتتاح هذا المتحف الأول في 4 مارس عام 1970 في إطار استضافة البحرين للمؤتمر الدولي الثالث للآثار الآسيوية. ومع تزايد أعداد القطع الأثرية المكتشفة في الحفائر، تم نقل المتحف في عام 1973 للمحرق لتعرض في خمس قاعات بعدة مبان كان الجيش البريطاني يستخدمها كمطعم للضباط، ونمت الهيئة الوظيفية للمتحف نموا ملحوظا للإشراف على المعروضات التي تصور الجيولوجيا والتاريخ القديم والتقاليد في البحرين. وابتعثت اليونسكو المهندس إيكو شارد لإعداد خطة إنشاء متحف البحرين الوطني، وقد أوصى بإقامة مركز ثقافي ومتحف ومكتبة، ووقع الاختيار على جزء من المناطق البحرية التي تم ردمها لإقامة المبنى الحالي للمتحف. وفي عام 1982 أجريت دراسة جدوى وتصميم تفصيلي لمتحف البحرين بواسطة شركة أجنبية استعانت بمهندسين معماريين من الدانمارك وهما “كروهن” و”هارتفيج” وبعد ست سنوات من العمل افتتح المبنى الجديد لمتحف البحرين الوطني في 15 ديسمبر عام 1988. ويتكون مجمع المتحف من مبنيين متلاصقين بمساحة 28 ألف متر مربع، ويضم المبنى الأساسي تسع قاعات عرض رئيسة وقاعة تعليمية ومتجرا للهدايا والتذكارات، فضلا عن المكاتب الإدارية والمعامل والمخازن. وتتولى إدارة المتاحف بوزارة الإعلام إدارة متحف البحرين الوطني. ويرعى المتحف تشكيلة واسعة من الأنشطة تتراوح ما بين الأعمال الأثرية والمحافظة على تجديد المباني التاريخية، وتشجيع التراث الثقافي البحريني والفنون الحديثة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©