الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كبريات شركات التكنولوجيا تسعى إلى التأقلم مع عالم المحمول

كبريات شركات التكنولوجيا تسعى إلى التأقلم مع عالم المحمول
22 سبتمبر 2012
شهد هذا العام تغيراً واسع النطاق في شكل شبكة الإنترنت العالمية، إذ تزايد حاليا أعداد مستخدمي الشبكة عبر الهواتف المتحركة عن أعداد من يستخدمونها عبر أجهزة الكمبيوتر في الصين، التي تعد الأكبر في العالم من حيث عدد مستخدمي الإنترنت. هذا التحول الرقمي تشهده أيضاً أميركا الشمالية وأوروبا، وكذلك أسواق متسارعة النمو مثل تركيا وأندونيسيا، وهو الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً لكبريات شركات الإنترنت، وعلى رأسها جوجل وفيسبوك، وكذلك ياهو ومايكروسوفت والتي كان معظم عملائها معتادين على استخدام الشبكة أمام شاشة ثابتة كبيرة. يشبه بعض تنفيذيي المحمول نمو إنترنت المحمول المتسارع بالخطر الذي تواجهه الصحافة المطبوعة من تحول القراء إلى الإنترنت. وهذا يخلق فرصاً لشركات بادئة معنية “بالمحمول أولاً” لإزاحة الشركات الكبرى من عروشها. اجتذبت تطبيقات مثل إنستاجرام أو أنجري بيردز عشرات الملايين من المستخدمين على نحو متسارع فاجأ العديد من شركات الإنترنت، وبدأ يقلص من نفوذ عمالقتها. وقال ديف مورين رئيس تنفيذي باث شركة شبكة تواصل اجتماعي المحمول التي تنافس فيسبوك التي كان ديف يعمل بها سابقاً إن ما يجري الآن في عالم المحمول يذكره بما جرى عام 1999 حين بدأ ازدهار شبكة الإنترنت. كان لدى انستاجرام 50 مليون مستخدم، حين أذهلت فيسبوك أوساط هذه الصناعة بعرض شرائها مقابل مليار دولار قبل طرح أسهمها في السوق بأسابيع قليلة. ومنذ ذاك اكتسبت انستاجرام 30 مليون مستخدم. وكان لدى شركة روفيو مطور الألعاب (التي يبلغ عدد تحميلات لعبتها انجري بيردز المليار) 100 مليون تحميل لأحدث نسخها بعد ثلاثة أشهر فقط، وهي أرقام نادراً ما تتحقق في أجهزة كمبيوتر شخصية، أو منصات الألعاب الثابتة. وتسعى عشرات من الشركات البادئة المعنية بالتطبيقات إلى اقتحام مجال المحمول البكر قبل أن تقوم الشركات الأكبر البطيئة بشراء الخبرات المتخصصة اللازمة لنشاط الهواتف الذكية. وتقول شركات، مثل باث وفليبورد أنها تقدم خبرة استخدام فائقة لشركات تواصل اجتماعي مع تكثيف الاهتمام على السرعة والبساطة اللتين يصعب على مواقع الشبكة العادية المكتظة بالخصائص أن تدخلها في الشاشة الصغيرة. وبالنظر إلى انتقال أعداد كبرى من مستخدمي كبريات شركات الإنترنت إلى الأجهزة المحمولة، فهي مجبرة على إجراء تحولات استراتيجية، مثل توجيه خدماتها إلى شاشات أصغر والبحث عن طرق مواءمة نماذج الإعلانات القائمة مع وسط جديد. وخشية أن تخسر تواصلاً مباشراً مع مستخدميها، أقدمت جوجل على الدخول في مجال برمجيات المحمول من خلال منصتها أندرويد والآن سعياً لتقليد هوامش أرباح آبل وقدرتها على التحكم في كافة استخدامات عملائها للمحمول، تدخل كل مايكروسوفت وجوجل وأمازون في مجال الأجهزة. وتقول الشركات البادئة إن كونها ولدت في عالم المحمول يعطيها ميزة. وقال إيفان دول أحد مؤسسي فليبورد قارئة أنباء المحمول والتابليت التي استهلت نشاطها على آي باد عام 2010”: إن عدم وجود أي خيارات أخرى يجبرنا على عدم التعامل مع المحمول باستهانة”. وأضاف: “سبق أن شهدنا أمراً مماثلاً حين تحول النشر من الوسائط المطبوعة إلى الوسائط الرقمية. وأن تمسكنا بالوسائط المطبوعة فإنا سنخسر الوسائط الرقمية”. لا يزال لدى عمالقة الإنترنت نقاط قوة - حيث إن لفيسبوك مئات الملايين من المستخدمين المنتظمين، بالإضافة إلى أكثر التطبيقات تحميلاً على متجر تطبيقات آبل. غير أنه يتبين الآن أن محافظة هؤلاء العمالقة على انتشارهم واسع النطاق في الأجهزة المحمولة أكثر صعوبة من على الشبكة التقليدية، نظراً للتنافسية الشديدة التي تشكلها تطبيقات أخرى. وما يزيد الأمر صعوبة هو أنه في غير مقدور أحد الآن تأمين ذات الدخل من الإعلان على شاشة أصغر. وربما تكون مقولة جيف زوكر الشهيرة عام 2008، حين كان رئيس تنفيذي إن بي سي “إن انتقال الوسائط التقليدية إلى الإنترنت استبدل دولارات تماثلية بسنتات رقمية” منطبقة أيضاً على تحول نشاط الإنترنت من الشبكة إلى المحمول. وتقول عدة أوساط في هذا المجال إنه بالنظر إلى أن تعاظم إنترنت المحمول لا يزال في مراحله الأولى، ولذلك فإن مسألة تحقيق أرباح اليوم تعتبر أقل أهمية من إرساء نموذج مستدام من أجل المستقبل. وقال طوم هولم رئيس التصميم في شركة آيديو استشاري التصاميم ومستثمر تكنولوجيا المراحل المبكرة: “إن عالم المحمول الآن يتنازع عليه متنافسون”. ومن سوء حظ عمالقة الإنترنت أن كثيراً من حصص المحمول تنتزعها شركات بادئة تقوم بتصميم مستلزمات المحمول لكبريات الشركات. وعلى سبيل المثال تفوقت مجموعة من تطبيقات الهاتف سهلة الاستخدام، مثل انستاجرام على تطبيق محمول موقع فليكر لتبادل الصور الذي تمتلكه ياهو، حيث اجتذبت انستاجرام عشرات ملايين المستخدمين في نحو سنتين أو أكثر قليلاً. كذلك موقع الاستفسار المحلي “يلب” تفوق عليه تطبيق “فورسكوير الذي يبرز تعليق مجموعة من الأصدقاء على المتاجر والمطاعم المحلية، والذي اجتذب أكثر من 20 مليون مستخدم. كما أن تطبيقات دردشة مثل واتس اب مسينجر “Whats App Messenger” تمكنت من إزاحة خدمات رسائل ياهو ومايكروسوفت وإيه أو إل اللحظية من على المحمول. تسرع كبريات شركات الإنترنت حالياً من ردودها، إما من خلال الاستحواذ على شركات صغيرة، أو عن طريق تعديل خدماتها القائمة، حيث تعجل فيسبوك خطواتها نحو تطوير نفسها في صور إنترنت المحمول. وفضلاً على الاستحواذ على انستاجرام يدرس مارك روكر بيرج الآن جميع الخدمات والخصائص على أجهزة المحمول، بحسب إفادات زملائه. وتعول فيسبوك الآن على تطوير استخدامات المحمول وتعديل خدماتها لتتلاءم مع الوسط. وقال ديك كوستولو رئيس تنفيذي تويتر مؤخراً إنه يعتبر موقع تويتر على الشبكة كمدخل تمهيدي يرشد المستخدمين إلى تطبيق محمول تويتر الرئيسي. وكانت جوجل قد اعترفت مؤخراً اعترافاً ضمنياً بأن تطبيق آي فون لرسائل جي ميل Gmail يحتاج إلى تعديلات حين اشترت سبارو التي تعد من أهم عملاء رسائل آي فون الإلكترونية. غير أن هناك تساؤلاً عمّا إن كانت خطوات من هذا القبيل ستكون كافية. وقال داني رايمر من اندكس فنتيرز: “عكفنا على العمل مع شركاتنا على التأكيد على أن تعديل خدمة مجهزة أصلاً للشبكة كي تعمل على أجهزة محمولة ليس بالأمر الكافي. ذلك أن للمحمول منصته الحاسوبية، ويجب إعادة صياغة الخدمة لكي تعمل منذ البداية على أجهزة محمولة”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©