الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حجج مرفوضة!

حجج مرفوضة!
10 مارس 2009 01:22
مع تنظيم أي معرض للكتاب، يفرض موضوع نشر الكتاب بأنواعه كلها نفسه بقوة وإلحاح، حاملا معه عشرات الأسئلة وطارحاً مجموعة من التساؤلات الخطرة بشأن علاقة الكاتب بدور النشر، وعلاقته باتحادات الكتاب والأدباء ومؤسسات الدراسات والبحوث والمؤسسات الثقافية، وكلها تقوم بدور الناشر، كما تبرز قضية علاقة الكاتب بالموزع، وعلاقته بموضوعه أو مضمون كتابه، ناهيك عن حقوق الكاتب المهدورة على الصعد كافة· لا نريد أن نقول إن قضية نشر الكتاب شأنها شأن الواقع المؤسساتي العام في الوطن العربي، تعاني من أزمات جوهرية وشكلية، وبالتالي علينا أن نتقبلها كونها جزءا من النسيج العام، لاسيما أن كثيرين يفترضون حالياً أن الثقافة هي خط الدفاع الأخير عن هذه الأمة التي تعاني ما تعانيه من ضبابية وتشرذم وغموض، ولا نريد أن نستمر في اعترافنا أن دور النشر لا تقوم بدورها الموكل إليها ولا نريدها مجرد وسيط لطباعة الكتاب، فإذا كان الكتاب هو عصارة جهد النخبة فإن علينا التوقف بحذر شديد، كون هذه النخبة هي خط الدفاع الأخير، فإذا سقطت سقط كل شيء، ولا ينفع بعدها التباكي على أي شيء· يخجل الواحد منا حين يقدم كتابه لدار نشر فترد عليه دون أن تقرأ سطراً واحداً: ( يكلفك الكتاب ألف دولار)، ويزداد خجلا حين نقدم إبداعنا لاتحاد الكتاب فيكون الرد: ( للأسف، نحن لا نطبع إلا كتب الأعضاء العاملين أو الموضوع لذي يخصنا)، ونخجل أكثر حين نتوسم خيراً بأديب يشرف على طباعة الكتب ثم لا يبالي بما نعرض عليه، رغم جودته وتفوقه، فيحولنا إلى طرف ثان وثالث ورابع حتى ننسحب بكرامتنا· ويتساءل الكاتب منا حين يقطع الناشر صلته بالكاتب فور صدور كتابه أو تسلمه لجزء من التكاليف كأن القضية لا تعدو كونها عملية تجارية بحتة، أو حين يلجأ إلى طباعة طبعة ثانية وثالثة دون علم الكاتب· نحن لا نريد أن نعترف بالخراب العام، ونعلق آمالا كبيرة على صناعة الكتاب، ولا نريد أن نقرنها ونربطها بسلسلة التراجعات العامة، ومن هنا، لا بد من إعادة تنظيم واقع النشر والتأليف في الوطن العربي، بحيث لا يسمح لأي دار نشر أن تمارس عملها إلا بتوافر الشروط العالمية المتعارف عليها وهي: وجود لجنة قراءة مكونة من محترفين، وتحمل تكاليف الطباعة، ودفع حقوق المؤلف كاملة، والعمل على ترويج الكتاب بالسبل كافة، وأن تبقى على تواصل مع الكاتب لتطلعه على مستوى حركة كتابه في السوق· أنا لا أطرح فكراً مثالياً وإنما فكرة بديهية، وأرفض على المستوى الشخصي حججاً حول الأمية المتفشية، وأننا أمة لا تقرأ، فمن يؤمن بذلك عليك أن يتاجر بسلعة أخرى ويترك الكتاب لشأنه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©