الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فيستاس» الدنماركية تعاني تراجع المبيعات والأرباح

«فيستاس» الدنماركية تعاني تراجع المبيعات والأرباح
22 سبتمبر 2012
? أصبحت شركة فيستاس الدنماركية المتخصصة في تصنيع توربينات طاقة الرياح عنواناً صارخاً لمعاناة هذا القطاع، حيث تعاني تراجع الأرباح على نحو متكرر، وإلى إجراء محادثات مع مقرضيها وتسريح نحو خُمس قوتها العاملة. يذكر أن تقليص حزم الدعم عالمياً، مع زيادة أعداد مصنعي التوربينات الصينيين، أضر هذه الصناعة المدعومة حكومياً ضرراً بالغاً. غير أن أصعب مشاكل فيستاس، المتمركزة في شمالي الدنمارك، تتمثل في عدم قدرتها على وضع استراتيجية ملائمة وصنع قرارات سليمة فيما تعانيه من أزمة مالية طاحنة، تجعل هذه الشركة التي تعد أكبر مصنع توربينات في العالم تكافح من أجل البقاء بعد هبوط سعر سهمها هبوطاً حاداً بلغت نسبته 94% من سعره منذ أربع سنوات. التخبط الإداري وقال مارتن بروزسكي المحلل الاقتصادي في مؤسسة بيرنستاين للبحوث في لندن: “تفتقر الشركة إلى آليات السيطرة على التكاليف وفقدت قدرتها على التحكم في رأسمالها وتنعدم في مصانعها المراقبة التشغيلية، فهي مثال صارخ على التخبط الإداري”. وهناك أنباء ترددت مؤخراً عن أن فيستاس تجري محادثات مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة حول تعاون استراتيجي منتظر بينهما، الأمر الذي أعطى بصيصاً من الأمل للمستثمرين. ويعتقد البعض أنه من الممكن أن تكون الشركة اليابانية بمثابة المنقذ لشركة فيستاس لو أنها أمدتها بالتمويل المطلوب، سعياً منها إلى منافسة شركات أخرى مثل سيمنس وجنرال إلكتريك في سوق توربينات طاقة الرياح البحرية. ويرى جاكوب بيدرسن المحلل في سايد بنك، أن ذلك يعد اقتراناً استراتيجياً ملائماً بالنظر إلى قدرة ميتسوبيشي على مساعدة فيستاس على تطوير تصنيع التوربينات البحرية باهظة التكلفة. وكان بيرت نوردبيرج رئيس فيستاس الجديد والرئيس السابق لشركة سوني أريكسون قد قال قبيل المحادثات بأيام قليلة إنه يبحث عن مستثمر يشتري حصة تتراوح بين 10 و20% من الشركة: “شريك مهم أستطيع أن أتحدث معه ومالك في مقدوره أن يهدئ من قلق البنوك”، على حد قوله. غير أن هناك آخرين يتشككون في إمكانية حل هذه المشكلة. ويشير مصرفيون إلى أن المحادثات تجري منذ شهر مارس الماضي. كما أن بروزسكي يعتبر غير مقتنع، حيث قال: “لم تقدم فيستاس بالفعل شيئاً مبتكراً للسوق البحرية”. وهو يرى أنه قد يكون من الأنسب الاستحواذ الكامل على فيستاس بسبب أن شراء حصة دون اكتساب سيطرة تشغيلية سيكون في رأيه إلقاء مال في البحر. وأتاح المقرضون لشركة فيستاس حصولها على مزيد من التسهيلات بضمان منشآتها القائمة، فيما تعول الشركة على أداء أفضل في نصف العام الثاني الذي يكون من حيث الدورة الموسمية دائماً أكثر إيجابية من نصف العام الأول وهو ما يسمح لها بتسديد ما عليها من مستحقات. يذكر أن صافي دين فيستاس زاد من 545 مليون يورو في نهاية عام 2011 إلى 1,15 مليار يورو في النصف الأول من هذا العام. ونظراً لتناقص الأرباح فقد زادت نسبة صافي الدين إلى رأس المال في ذات الفترة من 1,8% إلى نسبة هائلة بلغت 16%. وحذرت فيستاس فعلاً بأنه من المرجح أن يكون عام 2013 أصعب من هذا العام. نتيجة لذلك، فقد أسرعت الشركة من تسريح قوتها العاملة وهي تعتزم الآن أن تنهي هذا العام بقوة عاملة تبلغ 19 ألف عامل بعد أن بلغت ذروتها في نهاية 2010 البالغة 23252 عاملاً. وهي تهدف إلى تحقيق أرباح العام المقبل، حيث ينتظر أن تسلم توربينات تكافئ طاقتها 5 ميجاوات. وسبق أن خفضت توقعاتها لهذا العام من 7 ميجاوات إلى 6,3 ميجاوات. غير أن البعض يرى أن حتى ذلك يعتبر غير كافٍ، ويرى بروزسكي أنه ينبغي عليها أن تقلص 40 - 50% من قوتها العاملة إجمالاً. ويكمن السبب الرئيسي لمشاكل فيستاس في توسعها في توقيت غير ملائم. إذ بلغت قوتها العاملة 12309 عمال في نهاية عام 2006. غير أنه بمجرد اندلاع الأزمة المالية أجرت فيستاس زيادة كبرى على قوتها العاملة. ففي عام 2008 وحده أضافت 5500 موظف. كما انهارت هوامش أرباحها في الوقت ذاته، ذلك أن أرباحها قبل الفائدة الضريبية وبنود أخرى كنسبة من إيراداتها هبطت هبوطاً حاداً من 10,4% عام 2008 إلى سالب 6% في النصف الأول من هذا العام. وقال هاكون ليفي المحلل في أسواق دي إن بي في أوسلو: “في السنوات الخمس الماضية توسعت فيستاس توسعاً شديداً ولم تبد استعداداً للتراجع عن تلك الخطط، الأمر الذي أسهم بشكل رئيسي في تدفق النقد السلبي وجعل لدى الشركة سعة مفرطة. في رأيي يعتبر ذلك أحد الأخطاء الاستراتيجية الكبرى التي ارتكبتها”. واعترف ديتليف انجل رئيس تنفيذي فيستاس في شهر مارس الماضي بوجود أخطاء غير مقبولة. ولكن على الرغم من تنحي كل من المدير المالي ورئيس مجلس الإدارة ونائبه إلا أنه ظل في منصبه. تقليص النفقات يؤكد مسؤولو فيستاس خطتهم لتقليص النفقات بأكثر من 250 مليون يورو سنوياً بزيادة من استهداف تقليص 100 مليون يورو سنوياً في مطلع هذا العام. وقالت الشركة: “نسعى إلى الإسراع من جهودنا ونحن واثقون من أننا سنحقق أرباحاً عام 2013”. كما أكد ليفي أن الشركة لا تزال رائدة السوق وأن لديها أكبر قائمة طلبيات حتى الآن. وهو يعتقد أنه إن تمكنت الشركة من اجتياز المشاكل الصعبة خلال العامين المقبلين من خلال إعادة الهيكلة وتصحيح بعض الأوضاع، فإن الشركة التي كان البعض يعتبر الاستثمار فيها غير مجز يمكن أن تعيد اكتساب مساهمين. غير أن بروزسكي يشكك في الأمر، اعتقاداً منه بأن محادثات ميتسوبيشي أثبتت أنه يلزم فيستاس تغيير جذري لكي تتعافى. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©