الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستوطنون يحرقون مسجد بلدة في الجليل الأعلى

مستوطنون يحرقون مسجد بلدة في الجليل الأعلى
4 أكتوبر 2011 13:26
اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي وأهالي بلدة طوبا الزنغرية البدوية في الجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة، وسط إضراب عام، بعدما أحرق مستوطنون يهود متطرفون مسجد البلدة فجر أمس. وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت أشخاصاً عدة، لم تكشف هوياتهم، للاشتباه بضلوعهم في الجريمة. وتقع طوبا الزنغرية بين سهل الحولة وطبريا وتطل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وهي البلدة الفلسطينية الوحيدة بين مستوطنات يهودية ومدينة صفد. وتسلل المعتدون إلى البلدة ليلاً، وأشعلوا النار في المسجد، وأخذوا نسخاً من القرآن وأحرقوها أمامه، وكتبوا على جدرانه باللغة العبرية “فاتورة حساب” و”انتقام” و”بالمر”، بزعم الرد على مقتل مستوطن يهودي يُدعى آشر بالمر وطفله الرضيع مؤخراً في حادث مرور قرب الخليل، حيث ادعت الشرطة الإسرائيلية أن سيارته انقلبت بعدما رشقها فلسطينيون بالحجارة. وقال إمام المسجد الشيخ فؤاد شحادة الزنغرية “في الساعة الثانية والنصف فجراً، شعرنا أن الدخان ينتشر في البلدة، ولما حضرنا رأينا المسجد محروقاً عن بكرة أبيه، والنيران مشتعلة بداخله، حيث أحرقت المصاحف والكتب وجميع محتوياته”. وأضاف أن العبارات العنصرية باللغة العبرية على جدران المسجد تدل على الجناة المجرمين. وذكر أن الأهالي نظموا إضراباً عاماً وتظاهروا احتجاجاً على الجريمة. وقال مفتش التربية والتعليم في طوبا الزنغرية والوسط البدوي الفلسطيني محمد الهيب إن المسجد أقيم منذ 10 سنوات على مساحة نحو 150 متراً مربعاً، وكان بناؤه جميلاً جداً، ولم يبق منه شيء. وأضاف “البلدة حزينة، ويعم الاستياء العام فيها لحرق بيت الله، وقد نظم أهلها مسيرة منددين بالجريمة، ورفعوا المصاحف، وهتفوا لعزة الله عز وجلاله وعزة الإسلام عبروا عن غضبهم والمهم وحزنهم بشكل سلمي وتصرفوا بشكل حضاري احتجاجاً على حرق بيت من بيوت الله”. وذكر أن رؤساء مجالس محلية من عرب ويهود ورؤساء طوائف إسلامية ومسيحية وحاخامات يهود والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز توافدوا إلى البلدة منذ ساعات الصباح للتضامن مع الأهالي. وذكر شهود عيان أن الآلاف من السكان أحرقوا إطارات السيارات في الشوارع، وقذفوا شرطة الاحتلال بالحجارة، بعدما أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد “إن عدداً من المشتبه فيهم دخلوا المسجد وأضرموا النار فيه مما ألحق أضراراً فادحة بالجدران والسجاد، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة لمنع وقوع أي حوادث”. وأضاف “احتشد نحو مائتين من السكان، وقاموا بإلقاء الحجارة على رجال الشرطة، وأشعلوا الإطارات، واضطرت الشرطة إلى تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع”. وذكر أن مندوبين من شرطة الاحتلال يجرون اتصالات مع أعيان البلدة “سعياً لتهدئة الأوضاع”. وقال قائد شرطة المنطقة الشمالية في فلسطين المحتلة روني عطية “إن الحادث يحمل صفات عمليات فاتورة الحساب، وهو بالغ الخطورة، وشكلنا قوة مهام خاصة للتحقيق فيه”. ودعا سكان المنطقة إلى “الحفاظ على النظام العام والسماح للشرطة بالتحقيق في الحادث من دون بلبلة عملها”. وطالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش الحاخامات اليهود في الإسرائيليين بإدانة اعتداءات المستوطنين المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية. وقال “نحن على يقين بأن من يرتكب هذه الجرائم ضد المقدسات لا دين له ولا يمت للدين اليهودي بصلة، ولكن المطلوب اليوم من رجالات الدين اليهودي في إسرائيل موقف واضح وصريح من الاعتداءات المستمرة للمستوطنين العنصريين والمتطرفين، وفضح هذه الممارسات وشجبها، والتضييق على مرتكبيها”. وحذر من مغبة إشعال فتيل حرب دينية في المنطقة بسبب تلك الاعتداءات، موضحاً “هذه حرب لا نريدها ولكن هناك من يعمد إلى تأجيجها وتصعيد حدة العنف والتطرف في المنطقة عبر هذه الاعتداءات”. وقال رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس “إن إحراق المسجد عمل إرهابي جبان، يتنافى مع المبادئ التي قررتها الشرائع الإلهية والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وتتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة”. في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة طاهر النونو، في بيان أصدره في غزة “إن هذا التجرؤ على بيوت العبادة وهذا الانتهاك الصارخ لأبسط القيم الإنسانية وقواعد السلوك الآدمي، لم يكن ليتم لولا الموافقة والمباركة من قبل حكومة اليمين المتطرف (الرسرائيلية) وتوفر الغطاء السياسي من الإدارة الأميركية وعجز المجتمع الدولي عن محاكمة مجرمي الاحتلال”. قال نائب رئيس “الحركة الإسلامية” الفلسطينية الشيخ كمال خطيب “إن إحراق المساجد في قرى الضفة الغربية ومطالبة حاخامات يهود بسن قانون يمنع رفع الأذان في المساجد زعماً أنه يزعج السكان اليهود، كل هذه تؤكد أن هناك تياراً عنصرياً يسري في هذه البلاد” وقالت “مؤسسة الاقصى للوقف والتراث” التابعة للحركة “إن إحراق مسجد طوبا الزنغرية جريمة نكراء والمؤسسة الاسرائيلية الرسمية هي التي تتحمل مسؤوليتها”. وقالت “لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل” في بيان مماثل “إن الاعتداء يعكس نهج المؤسسة الاسرائيلية التي تغذي العنصرية في الشارع الاسرائيلي وتقوم هي نفسها بشرعنتها وتطبيقها وحث الناس عليها”. وقال رئيس “الحركة العربية للتغيير”، عضو البرلمان الإسرائيلي أحمد الطيبي “من لم يوقف النمو السرطاني في الضفة الغربية المحتلة عليه ألا يتفاجأ من انتشار الورم السرطاني داخل الخط الأخضر، وإن هذه المجموعة تنظيم إرهابي يهودي يتصرف على هواه وبلا رادع”. وأضاف “لماذا لم يتم حتى الآن تقديم حاخام صفد للمحاكمة بتهمة التحريض ضد العرب؟ ولماذا لم يتم اعتقال وتفكيك خلايا الإرهاب اليهودي في الضفة المحتلة؟” وتابع “ان كظم الغيظ وضبط النفس، إلى جانب بناء المسجد مجدداً، هي الرد الأنسب على هؤلاء العنصريين والفاشيين”. وقال عضو البرلمان الإسرائيلي مسعود غنايم “إن الجريمة دليل على تزايد المناخ العنصري درجات أخرى خطيرة”. وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية بسبب سن القوانين العنصرية والتصريحات العنصرية. من جانب آخر، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتداء، قائلاً في بيان أصدره مكتبه الإذاعة الإسرائيلية إنه “استشاط غضباً لمشاهدة صور المسجد المحترق”. وأضاف “يتعارض هذا الفعل مع القيم السامية لإسرائيل وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية”. وذكر أنه أمر جهاز الأمن العام الإسرائيلي باعتقال الجناة سريعاً. وقال وزير الأمن الداخلي إسحق أهارونوفيتش “إن أي اعتداء على مكان مقدس هو جريمة بشعة لا يجوز السكوت عليها”. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك “هذا عمل وحشي يسيء إلى دولة إسرائيل، والمجرمون الذين قاموا بذلك يسعون إلى زعزعة استقرار العلاقات بين اليهود والعرب وإلحاق ضرر شديد بسمعة إسرائيل في العالم”. ودان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بشدة جريمة المستوطنين الجديدة، وقال إنها لا يجب أن تبقى بلا عقاب، وطالب السلطات الإسرائيلية باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع تكرارها. في غضون ذلك، اعتقلت شرطة الاحتلال المتمركزة في سحات المسجد الأقصى المبارك، في القدس الشرقية المحتلة، أربعة من المصلين الفلسطينيين، بسبب تصديهم بالتكبير لعصابات يهود متطرفين استباحت حرمة المسجد بجولات استفزازية في وساحاته ومرافقه. وتظاهر فلسطينيون في جميع مدن الضفة الغربية المحتلة مطالبين بتحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. واقتلعت جرافات عسكرية إسرائيلية أكثر من 100 شجرة زيتون والعديد من أشجار التين في قرية الولجة قُرب بيت لحم، تمهيداً لإقامة مقطع جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة هناك. وأُصيب فتى فلسطيني بجروح، متوسطة الخطورة على فخده الأيسر، جراء إطلاق قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على حدود قطاع غزة الرصاص عليه في منطقة حجر الديك قُرب غزة.
المصدر: غزة، رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©