الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طلبة الشارقة يلجأون إلى «الأدبي» هرباً من «الطريق الصعب»

22 سبتمبر 2012
(الشارقة)- كشفت منطقة الشارقة التعليمية عن ارتفاع عدد الطلبة والطالبات المسجلين في القسم الأدبي، مقابل انخفاض واضح في عدد الطلاب والطالبات المسجلين في القسم العلمي. ويبلغ عدد الطلبة والطالبات ممن اختاروا المسار الأدبي ما يقارب 1300 طالب وطالبة، في حين يصل عددهم في القسم العلمي إلى نحو 700 طالب وطالبة، كما يبلغ عدد شعب العلمي 40 شعبة، في حين بلغت شعب الأدبي نحو 53 شعبة، وذلك على مستوى الشارقة. وأجمع عدد من المسؤولين في منطقة الشارقة التعليمية ومديري ومديرات المدارس على عدة أسباب ساعدت على كبر الفجوة بين القسمين، فضلا عن الثقافة السائدة عند الطلبة حول صعوبة مسار وسهولة المسار الآخر. وأعرب سعيد الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية عن أن هناك أسبابا مختلفة ومتباينة أدت إلى توجه أعداد كبيرة من الطلبة إلى الدخول في القسم الأدبي، والعزوف عن التخصصات العلمية ومن أبرزها سهولة المواد الأدبية، وابتعادها عن التعقيد وعدم حاجة الطالب إلى استنزاف جهد كبير لفهم واستيعاب المواد، بعكس المواد العلمية التي تحتاج إلى التفكير والتحليل والفهم، وتفرض التحدي في المواضيع التي تطرحها على الطالب. وأضاف “أنه من المؤسف أن نرى أبناءنا الطلبة وبناتنا الطالبات ينقادون وراء مغريات هذا العصر والبحث عن الراحة في مجال طلب العلم، لافتقارهم لروح المغامرة والتحدي لمواجهة الصعوبات، والتخوف من اختيار المواد العلمية خشية الإخفاق والفشل”. وذكر الكعبي أن الطلبة هم بحاجة أساسية إلى إرشاد أكاديمي مكثف يتم من خلاله توضيح أهمية المواد العلمية، والتخصصات العلمية، واكتشاف إمكانياتهم ومهاراتهم المكنونة خلف قناع التردد، والرغبة في البحث عن الأسهل، حيث إن المرشد الأكاديمي سيقود الطلبة إلى الطريق الصحيح وإلى السبل التي تساعدهم على الحصول على فرص عمل جيدة في المستقبل. وأشارت ليلى القصير مديرة مدرسة واسط الثانوية النموذجية إلى أسباب أخرى أجبرت الطالبات عندها إلى التوجه إلى المسار الأدبي بدلا من العلمي، ويعود السبب الأول في نظرها إلى استسهال المواد الأدبية والتي تعتمد اعتمادا أساسيا في دراستها على خاصية الحفظ بدلاً من الفهم، واقتناع عدد كبير من الطالبات بأن الجامعات والكليات لا تعتمد في مجال تخصصاتها المطروحة على المسار الذي اتخذته الطالبة في فترة الدراسة الثانوية، وبالتالي فمن مصلحة الطالبة اختيار القسم الأسهل والذي يمكن أن تحرز فيه نسبة أعلى. وأوضحت أن مغريات العصر التي نعيشها حاليا ويعاصرها أبناؤنا كثيرة وجاذبة إلى حد إحجام الطلبة والطالبات عن اختيار الطريق الصعب، وسلوك الطرق البديلة والتي يعتبرون أنها الأسهل لهم، فلا حاجة للحرمان ما دامت الاختيارات متاحة ومتوافرة. من جهتها، ذكرت علياء حسن مديرة مدرسة الإبداع للتعليم الثانوي أن المشكلة تتفاقم في صفوف البنين أكثر من البنات، موضحة أن أغلب الطلاب يقومون باختيار القسم الأدبي كونه من وجهة نظرهم الأسهل والأفضل والذي يمكن من خلاله تحقيق نسبة نجاح أعلى، في حين الفرصة في تحقيق ذلك تكون أقل في القسم العلمي. وقالت:”الكثير من الطلاب يقررون بشكل عشوائي اختيار القسم الأدبي، حيث إنهم عقدوا العزم على الدخول في ميادين العمل التي لا تعتمد على نوعية التخصص في المرحلة الثانوية، وبالتالي هم يستسيغون المواد الأدبية بصورة أكبر من المواد العلمية”. وأكد قمبر محمود مدير مدرسة حلوان الثانوية أن غياب الهدف، وضياع الطموح عند الطلاب من أهم وأبرز أسباب عزوفهم عن التخصصات العلمية، مطالبا بضرورة المباشرة في تعيين مرشدين أكاديميين بدءاً من مرحلة الصف التاسع، وذلك حتى يتسنى للطلبة بشكل عام وضع أهداف واضحة، واكتشاف ذواتهم وقدراتهم بشكل يمكنهم من عقد العزم واختيار التخصص بشجاعة دون تردد أو تخوف من المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©