الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بانيتا» في إسرائيل... ضغوط من أجل السلام

«بانيتا» في إسرائيل... ضغوط من أجل السلام
4 أكتوبر 2011 21:25
وصل وزير الدفاع الأميركي "ليون بانيتا" إلى منطقة الشرق الأوسط في وقت تشهد فيه العلاقة الأميركية - الإسرائيلية تغيرات عميقة ومتصلة حاملاً معه رسالتين على قدر كبير من الأهمية لإسرائيل أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. في زيارته الرسمية الأولى للدولة العبرية كوزير للدفاع، بدا أن الأولوية القصوى على جدول أعمال زيارته كانت هي التعبير عن قلق الولايات المتحدة جراء العزلة المتزايدة لإسرائيل عن جيرانها الذين يعتبر البعض منهم حلفاء غاية في الأهمية للولايات المتحدة، في الوقت نفسه. في الاجتماعات التي عقدها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك أعرب "بانيتا" عن اعتقاده بأن إسرائيل تعرّض أمنها للخطر بسبب التدهور الخطير في علاقاتها مع جيرانها مثل مصر وتركيا على سبيل المثال لا الحصر. يحمل "بانيتا" معه رسالة أخرى لمحاوريه الإسرائيليين وهي: عليكم أن تجدوا طريقة لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن. ويقول "جيمس فيليبس"، كبير الزملاء الباحثين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة"هيريتيج فاونديشن" في واشنطن:"بانيتا يساعد البيت الأبيض من خلال رسالته القائلة بإن الإسرائيليين بحاجة لإعادة الاشتباك بعملية السلام مجدداً". ويضيف "فيلبس "إن رغبة الولايات المتحدة في رؤية عمليات السلام قد انطلقت مجدداً، وتتعلق بعلاقات الولايات المتحدة بالمنطقة أكثر من تعلقها بأي توقعات قوية بإمكانية تحقيق الإسرائيليين والفلسطينيين لتقدم فعلي تجاه التوصل لاتفاقية سلام. ويوضح "فيليب" ما يقصده بقوله:"شاغل كل بيت أبيض يريد أن يرى الأشياء وهي تمضي قدماً لأنه من السهل على الولايات المتحدة أن تعمل في العالمين العربي والإسلامي، عندما تكون هناك عملية سلام". ويضيف:"إن الإدارة الحالية ليست استثناء من ذلك عندما ترغب في رؤية الفلسطينيين والإسرائيليين وقد ركبا على الدراجة ذات المقعدين، حتى لو كان الجميع يعرفون إنه ليس هناك فرصة لتحقيق تسوية شاملة في القريب العاجل". من المقرر أن يجتمع "بانيتا" في الضفة الغربية مع رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" ورئيس وزراءها"سلام فياض". وزيارة "بانيتا" لإسرائيل التي تتم في نطاق جولة يقوم بها عبر الشرق الأوسط قبل حضوره لاجتماع" الناتو" الوزاري في بروكسل، تأتي بعد ستة أشهر فقط من زيارة مماثلة قام بها وزير الدفاع السابق روبرت جيتس، الذي كان أول وزير دفاع أميركي يزور قادة فلسطينيين في الضفة الغربية. ونقل "جيف جولدبرج" الصحفي بشبكة بلومبيرج الإخبارية عن جيتس قوله أمام جلسة لمجلس الأمن القومي الأميركي عقدت في الصيف الفائت إن إسرائيل"حليف ناكر للجميل" لم يمنح الولايات المتحدة سوى القليل أو لم يمنحها شيئاً -على وجه الخصوص فيما يتعلق بعملية السلام- مقابل الضمانات الأمنية الصلبة مثل الصخر التي حصلت عليها من جانب الولايات المتحدة الأميركية. كما نقل عن جيتس قوله أيضاً إن نتنياهو يعرّض أمن إسرائيل للخطر بفشله في معالجة علاقات بلاده الإقليمية المتدهورة مع جيرانه. بهذا المعنى يمكن القول إن تحذيرات "بانيتا" من العزلة المتنامية لإسرائيل، قد يكون لها أصداء مقلقة لدى المسؤولين الإسرائيليين الذين يقابلهم. يقول فيليبس معلقاً على كون بانيتا قد أدلى بتحذيراته المتعلقة بعزلة إسرائيل قبل وصوله إليها إن وزير الدفاع الأميركي ربما أراد بذلك "أن ينقل هذا القلق الأميركي الخاص لإسرائيل" قبل اجتماعاته مع المسؤولين العسكريين على أساس" أن هذه الرسالة أفضل للساسة من غيرهم". ولكن محللين آخرين يقولون إنه لا مهرب من الاعتراف بحقيقة أن العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل آخذة في التغير في الوقت الراهن، وأن الاضطراب الأخير في العلاقة لا يعكس ما يدور في منطقة متغيرة فحسب وإنما يعكس -بدرجة ما وبالنسبة لبعض الموضوعات- مصالح وطنية للبلدين تفترق كل منها عن الأخرى. في دراسة جديدة لتحليل الشراكة الأميركية الإسرائيلية تحت عنوان "مفترق الطرق" توصل "حاييم مالاكا" الباحث بمركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية إلى خلاصة مؤداها أن" التوترات المتزايدة في العلاقات الثنائية بين البلدين تعكس حقيقة أساسية وهي أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تغيرتا وتواصلان التغير، ولكن العلاقـة بين الدولتين لم تتمكن من التماشي مع تلك الحقيقة". يقول "مالاكا" إنه من الواجب على الولايات المتحدة، من ضمن الأشياء التي يتعين عليها أن تفعلها، أن تقلل من التعامل مع إسرائيل على أساس أنها دولة تابعة. ويتوصل "مالاكا" فيما يعتبره بعض المراقبين ترديداً لما كان قد توصل إليه "جيتس" من قبل إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن يطورا علاقة "تحتوي على التزامات أكثر وضوحاً مترتبة على كل طرف من الطرفين، تحدد ما يتعين على كل منهما أن يفعله من أجل الآخر، على أن يكون هناك في ذات الوقت تفاهم ضمني على أن هناك حدوداً لمثل تلك الالتزامات". هوارد لافرانشي - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©