السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا: تبادل «المواقع»

4 أكتوبر 2011 21:26
من خلال تأهبه لاستعادة الرئاسة العام المقبل، والاستمرار رئيساً حتى العقد القادم، يضع بوتين نفسه - كما يقول المحللون - فوق ما يتوقع العديد من الروس أنه سيكون حملة قذرة من أجل السيطرة على البرلمان هذا الخريف، والتصدي للإصلاحات الاقتصادية الصعبة التي ستلي ذلك. والإعلان الصادر من بوتين وميدفيديف خلال مؤتمر "حزب روسيا المتحدة"، الحاكم بأنهما سيتبادلان منصبيهما، يسمح لبوتين بحماية صورته كزعيم شعبوي قوي، أما ميدفيديف، فمن المفترض أن يتصدى وفق ما جاء بهذا الإعلان إلى بعض المشكلات السياسية العويصة، التي يمكن أن تؤدي إلى القضاء عليه سياسياً. وفقاً للاتفاق الذي تم بين الرجلين، من المقرر أن يخوض بوتين الانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام المقبل كي يحكم لمدة ست سنوات قابلة للتجديد. أما ميدفيديف فسيتولى منصب رئيس الوزراء وسيتولى هو، وليس بوتين، قيادة حزب"روسيا المتحدة"، في الانتخابات البرلمانية التي ستجري خلال الخريف المقبل. وقد بينت مجموعة من استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً مدى الصعوبات التي سيواجهها ميدفيديف. كما بينت أيضاً أن حزب "روسيا المتحدة" قد بدأ يفقد شعبيته، وأن تلك الشعبية قد تناقصت من 44 في المئة إلى 41 في المئة، كما أعرب المستطلعة آراؤهم في استطلاع أجرته "وكالة ليفادا"، المستقلة أن 54 في المئة منهم يعتقدون أن الحملة البرلمانية القادمة ستكون قذرة، وأن الانتخابات ذاتها ستكون مزورة. كما رد ثلث عدد المستطلعة آراؤهم على سؤال يتعلق بما إذا ما كانوا يوافقون على الرأي الذي قاله المدون والناشط المناهض للفساد "أليكسي نافالني" وهو أن"حزب روسيا المتحدة" هو حزب مكون، من النصابين واللصوص، بالقول بأنهم يوافقون على ذلك الرأي. يقول "ميخائيل ديلياجين" مدير معهد الدراسات العولمية، وهو مركز دراسات وأبحاث مقره موسكو، من خلال اختيارهم لتغيير مواقعهم بتلك الطريقة الصادمة واللامبالية، فإن قائدينا أظهرا قدراً مريعاً من عدم الاحترام لهذا الشعب وحقه الدستوري في التصويت الحر" ومضى ديلياجين للقول"لن أشعر بالدهشة إذا تبين أن عدد المشاركين في الانتخابات القادمة قد وصل إلى صفر، بحيث يصعب على اللجنة الانتخابية المكلفة بالإشراف على الانتخابات، تزويرها بطريقة مقنعة. ولكن "سيرجي ماركـوف" عضو "حزب روسيـا المتحـدة"، يقول إن مثل هذه التصريحات تبالغ في تصوير مشكـلات الحزب. ويوضح ما يقولـه "على الرغم من حقيقة أن العديد من الناس يعتقدون أن انتخاباتنا ليست نزيهة بالكامل، إلا أنني اعتقد أنهم سيشاركون فيها ويدعمون الحزب وبوتين لأنه لا يوجد ثمة بديل سياسي لبوتين ولحزب روسيا المتحدة في الوقـت الراهن". بحكم منصبه كرئيس خلال المدة المتبقية من ولايته سيتولى ميدفيديف مهمة التصدي لبعض من أصعب المشكلات الاقتصادية التي تواجه الحزب. وكان بوتين قد وعد وزير المالية الروسي المحترم "أليكسي كوردين" بهذه المهمة ولكنه اضطر للتراجع عن ذلك من أجل إتمام صفقة تبادل المواقع مع ميدفيديف. وبعد ذلك قام ميدفيديف بإقالة "كوردين" لتشكيكه في الخطط الاقتصادية في برنامج تلفزيوني. يقول المراقبون إن الحكومة ستواجه مشاكل خطيرة في الميزانية في منتصف العام المقبل إذا استمر العجز فيها والناتج عن انخفاض طفيف في أسعار البترول والغاز اللذين يشكلان نصف الدخل الإجمالي للحكومة الروسية. وكان "كوردين" قد تنبأ قبل أن تتم إقالته بأن الخسائر الناتجة عن هروب رؤوس الأموال من روسيا، إذا تمت صفقة التبادل المذكورة ستزيد عن خمسة وثلاثين مليار دولار، وهو ما سيلقي بظلال من الشك حول التوقعات الاقتصادية لروسيا في الأمد الطويل. ويقول "ديلياجين" الذي خدم كمستشار في ولاية بوتين الأولى:"اعتقد أنه سوف تكون هناك حاجة للتضحية بكبش فداء في هذه الحالة واعتقد أنه سيكون ميدفيديف الذي سيصبح رئيساً للوزراء، إذا تمكن من اجتياز الصعاب التي سيواجهها هذا الشتاء". سيرجي إل. لويكو - موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©