الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع طموح لتحويل المحيط الهادئ إلى محمية كبرى

22 سبتمبر 2012
أفاروا، جزر كوك (أ ف ب) - أمسك كيفن إرو لاعب الرجبي الدولي السابق حفنة من المرجان الميت على شاطئ جزر كوك، وقال وهو يشعر بالأسف “عندما كنت فتى، كانت كل هذه الكائنات حية”. ورمى إرو المرجان من يده وانخرط في مشروع بدأته جزر كوك يهدف لتحويل المحيط الهادئ كله إلى أكبر محمية بحرية في العالم. في أواخر أغسطس الماضي، أعلنت جزر كوك إنشاء محمية بحرية طبيعية تمتد على مساحة 1,065 مليون كيلومتر مربع في المحيط الهادئ. وهي مساحة توازي ضعفي مساحة فرنسا. وتغطي هذه المحمية، الأكبر في العالم، نصف المياه الإقليمية لجزر كوك الغنية بالشعب المرجانية، التي تعيش فيها الآلاف من فصائل الأسماك والنباتات البحرية. وفي وقت سابق، دعا رئيس وزراء جزر كوك هنري بونا الدول الـ15 الأعضاء في منتدى جزر المحيط الهادئ إلى التوحد في مواجهة التحديات البيئية. واعتبر أن ما قامت به بلاده “لا يعد لمصلحة شعبها فقط، بل لكل البشرية”. ووافقت الدول الأعضاء في منتدى المحيط الهادئ على هذا المشروع مبدئيا، ومعظمها جزر صغيرة يهددها ارتفاع منسوب البحار. وبالفعل، استجابت جزر كيريباتي وتوكيلو وأنشأتا محمياتهما الطبيعية البحرية. وبدأت جزر كاليدونيا الجديدة، في إنشاء متنزه بحري على مساحة 1,4 مليون كيلومتر مربع، ستنتهي منه خلال سنوات قليلة. وقال كيفين إرو إن فكرة المحمية لها جذور في التقاليد المحلية لسكان جزر المحيط الهادئ، يدعى تقليد “راوي”. وقال إنه عندما كان الزعماء المحليون يقررون الكف عن الصيد في منطقة معينة يقول أحدهم “أنا أفرض راوي على هذه المنطقة”، فلا يعود لأحد بعد ذلك الحق في الصيد فيها إلا بعد تتجدد الحياة فيها. في الوقت نفسه، يعمل بيتر سيلجمان، أحد مؤسسي منظمة كونسرفايشن انترناشونال البيئية، مع منتدى جزر المحيط الهادئ على إنشاء سلسلة ضخمة من المحميات البحرية تحمل اسم “باسيفيك أوشن سبايس”. وفكرة المشروع طموحة إلى حد الجنون، إذ تهدف لامتداد المحميات البحرية على مساحة 40 مليون كيلومتر مربع، من جزر مارشال شمالا إلى الطرف الشمالي لنيوزيلاندا جنوبا. أي نحو 8% من مساحة كوكب الأرض، أو أربعة أضعاف مساحة القارة الأوروبية، أو مساحة القمر. وقال سيلجمان “إننا نشهد ولادة أكبر مشروع لحماية الطبيعة في التاريخ”. وأضاف “شيئا فشيئا، ستنضم إليه كل الأمم”. ورد سيلجمان على التشكيك في قدرة الجزر الصغيرة على تمويل هذه المحميات وصيانتها بأن الدول الإقليمية القوية مثل اليابان وأستراليا ونيوزيلاندا قد تملأ هذا الفراغ. وحول الأثر الاقتصادي للمشروع قالت ماريا هاتزيولوس المتخصصة في الفصائل البحرية بالبنك الدولي، إن فكرة المحمية لا تعني الحظر التام للصيد أو التنقيب البحري، وإنما القيام بذلك مع مراعاة متطلبات البيئية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©