الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خالد الجابري: الكتابة الكوميدية ضرورة في الرواية

خالد الجابري: الكتابة الكوميدية ضرورة في الرواية
22 سبتمبر 2012
(أبوظبي) - يستعد القاص والروائي خالد الجابري، لإصدار رواية جديدة بعنوان مقترح، هو “خادمتنا هربت”، تعد التجربة الروائية الثانية له بعد روايته الأولى “الرحالة”، كما أنه يحضر لمجموعته القصصية القصيرة الثالثة بعنوان “مشاهد زمنية”، بعد أن أصدر مجموعته الأولى “ابتسامة الموتى” والثانية “الحياة الثانية”. “خادمتنا هربت” ويرى خالد الجابري، أن روايته الجديدة “خادمتنا هربت”، تلخص الكثير من الهموم الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وعلاقته بطبقة جديدة من الخادمات اللواتي شكلن ظاهرة مهمة تغلغلت في بنية المجتمع. وتدور أحداث الرواية حول هروب خادمة من منزل أحدهم، ثم تتابع الأحداث إلى نهايات غير متوقعة فيها، من التشويق والكوميديا الشيء الكثير. وقال الجابري “أعتقد أن تناول هذا العالم بشكل كوميدي يعتبر أسلوباً جديداً وتجربة أولى بالنسبة لي، إذ من المعتاد أن يكون التناول تراجيدياً ومأساوياً، غير أني قلبت هذا المفهوم إلى أسلوب آخر يمزج بين الكوميديا والأسلوب الدرامي السابق”. ويضيف “تتمخض الرواية عن صراعات تبرز نفسيات أسرة ما، لحظة هروب الخادمة، وما ينعكس ذلك على علاقاتهم وشخصياتهم وبناهم الذهنية”. وحول أسباب اختياره لهذا الموضوع بالذات، قال “حاولت أن أختار موضوعاً يهم القارئ العادي، وأقصد بالعادي البسيط البعيد عن التعقيدات الذهنية، وفي الوقت نفسه، فإن الأسلوب الكوميدي الذي كتبت به الرواية لا يميل إلى الابتذال بقدر ما يميل إلى الترميز والتشويق”. وعن الفرق بين روايته “خادمتنا هربت” وروايته الأولى “الرحالة”، قال خالد الجابري “أعتبر روايتي الجديدة حالة من عدم البقاء على الأسلوب السردي السابق في روايتي “الرحالة” عندما حاولت أن أمزج بين الأسلوب الكلاسيكي والأسلوب الجديد الذي يحمل طابعاً فكاهياً وفلسفياً في الوقت ذاته”. ويرى الجابري أن هذه الرواية سوف تكون مغايرة لما هو سائد في الكتابة، وربما يسأل الجابري نفسه، هل فعلاً هذا الأسلوب يعتبر مغايراً؟، ولهذا يرى أن الجو الثقافي والأدبي هو الذي سيحكم على نجاح عمله هذا. “مشاهد زمنية” وبخصوص مجموعته القصصية الثالثة والجديدة “مشاهد زمنية”، قال الجابري “تتكون المجموعة من عدد من القصص القصيرة ذات الطابع الاجتماعي، وفي هذه المجموعة لم يتغير الأسلوب القصصي الذي أكتب فيه كثيراً، إلا أنني أحاول فيها أن أخفف الغموض الذي كان سائداً في المجموعتين السابقتين”. وعن الجديد في هذه المجموعة، قال “يمكن أن أقول إنني في هذه المجموعة دخلت إلى عالم التركيب السينمائي، إذ أثر الأسلوب السينمائي في طريقة كتابتي لقصصي القصيرة، حيث تلاحظ أن العنوان “مشاهد زمنية” هو عنوان سينمائي، وحتى أسلوب كتابة القصة نفسها يشعر القارئ بأنه يقرأ سيناريو أو أنه يتابع فيلماً على شكل مشاهد متقطعة، غير أنها ترتبط فيما بينها بموضوع واحد وصراع أيضاً واحد وبقية متكاملة”. وتساءلنا مع خالد الجابري عن كيفية اقتراب مجموعته القصصية “مشاهد زمنية” من الرواية، كونها تمتلك بعداً واحداً وحكاية واحدة وبنية متكاملة لقلنا إنها رواية، فقال “أعتقد أنها لو طالت لأصبحت رواية، لأن ما تتحدث عنه عن تلك السمات هي خصائص الرواية فعلاً، وأرى أن القصة يمكن أن تتحول عبر البناء أو الخط الشكلي الدرامي إلى أي شكل فني حكائي، سواء أكان رواية أم قصة قصيرة أو مشاهد سينمائية”. وحول أسباب لجوء القاص خالد الجابري إلى السينما والاستفادة من هذا الفن المرئي، قال “لقد وجدت أن القصة القصيرة والرواية ذات علاقة قوية بالسينما، وأن أي عمل يمكن أن يتحول إلى فن سينمائي، وأن أفضل الأعمال السينمائية هي أعمال أدبية كتبت بشكلها الروائي الذي أصبح مرئياً”. وحول شعور القاص الجابري بتكون ملامح الروائي في عمليه الجديدين ومدى تطور هذه الملامح لديه، قال “نعم أجد أنني أبحث عن التطور في شخصيتي كاتباً، وهذا ما يجعلني أنوع أساليبي الكتابية أو اختياري المواضيع ذات السمة الغرائبية أو الجديدة اللامتوقعة، باعتبار أن روح التميز هي في المغايرة، وعليه أجد أنني أتمنى أن أكون على الطريق الصحيح، وهو التميز والمغايرة والاختلاف، مع المحافظة على جودة العمل وعلى سرعة تأثيره على القارئ”. وأضاف “أنني حالياً أرى القارئ في ذهني عندما أكتب أكثر من السابق، حيث بدأت وهذا ما جعلني أبسط أسلوبي أكثر من أجل جعله أكثر إمتاعاً وتشويقاً”. وخلال كل هذه التجربة، يرى خالد الجابري أن أكثر الأعمال نضجاً هي آخر الأعمال، إلا أنه ليس قانوناً بقدر ما هو افتراض، لا بد أن يكون أي تطور لشخصية الكاتب ذا علاقة طردية مع نضج كتاباته الإبداعية. ويخطط خالد الجابري لمشروع تعاوني مع أحد الدور المحلية لإصدار أعماله الجديدة، كي تصل إلى أكبر عدد من القراء، وكي تطبع بأسلوب جديد يستمتع به القارئ العادي البسيط، ويرى أن أسلوب تسويق الكتاب أصبح مهماً، لأنه هو الذي يجعل الكتاب في أيدي أكبر عدد من الناس. ويحذر خالد الجابري من أن ينحدر الكاتب إلى إنتاج أعمال تجارية، لأنه يضر بفنية الإبداع وجودة الكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©