الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمود قرني يستعير أصواتاً من التاريخ في مجموعته الشعرية الجديدة

محمود قرني يستعير أصواتاً من التاريخ في مجموعته الشعرية الجديدة
22 سبتمبر 2012
القاهرة (رويترز)- في مجموعته الشعرية الجديدة “لعنات مشرقية”، يضع الشاعر المصري محمود قرني يده على مواقف تاريخية هي الشعر، ولا يجد باباً للدخول أكثر رحابة من كتاب “ألف ليلة وليلة”، حيث في الليلة 371 وما بعدها تستعرض الليالي حكاية “الورد في الأكمام” ابنة الوزير إبراهيم مع الشاب “أنس الوجود”، وكيف أبعدوها عنه، فخاض في البحث عنها رحلة أشبه برحلة أوديسيوس. وفي القصة نفسها سطور هامشية لخادم ليس له اسم يقابل “أنس الوجود” في الجزيرة المهجورة، ويحكي له جانباً من قصته: “يا وجه الأحباب. إن أصبهان بلادي. ولي فيها بنت عم كنت أحبها. وكنت متولعا بها. فغزانا قوم أقوى منا وأخذوني في جملة الغنائم. كنت صغيرا فقطعوا إحليلي. وها أنا على حالي بعد أن باعوني خادما..” فبتلك السطور يفتتح قرني ديوانه “لعنات مشرقية”، ويرسم (اللعنات المشرقية) في لوحات درامية، متتبعاً تاريخاً متخيلاً لـ”الورد في الأكمام” التي هربت من القصر عبر حبل من أثواب بعلبكية ممتد من السطح إلى الأرض، كما سجل كتاب (ألف ليلة وليلة) حكايتها. ولكنها في الديوان يلاحقها حكيم عجوز قائلا “بدنك خزانة اللذة ومآب الصالحين/ فاجعليه مآبي. فتقول الملاكة: يا جدي لثغتك عميقة/ ولا أكاد أتبين ما تقول/ اقترب أكثر وقل لي: من الذي أوقع منك كل هذه الأسنان؟!”. والديوان الذي يستعير أصوات شعراء، منهم الهندي طاغور، والألماني جوته، والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، هو قصيدة طويلة من ثلاثة وأربعين مقطعاً، ويقع في 120 صفحة متوسطة القطع، وصدر في القاهرة عن دار “الأدهم للنشر والتوزيع”. ومن مقاطع الديوان لحظة وصول إبراهيم باشا ابن الوالي محمد علي إلى الحجاز في مطلع القرن التاسع عشر، حيث يكتب الشاعر “عرف النصل طريقه إلى الأحشاء/ وتجلت الأقواس في صيحات الجنود... كان الباشا يضبط زناره/ كان الشيخ يتكلم عن الخلود/ والعاشق يتكلم عن الذكرى/ أما السر فيمشي حرا على أرض النبي رافعا الموازين بين سبابتيه. وهكذا بنينا التكايا على صرخات الأرامل وأجساد المحاربين”. أما طاغور (1861-1941) فإن الشاعر يكتب عنه “يتذكر الحرب/ ولا يكاد يصدق أن الدولة التي أهدته القبلة الرقيقة نبتت لها كل هذه الأنياب/ فيضع قلبه تحت الحذاء/ ويعود إلى مسقط رأسه كلكتا/ لم يكن سيرا ولا ميتا..” في إشارة إلى لقب “سير” الذي منحه له ملك بريطانيا، ولكن طاغور أعاد اللقب للملك بعد مذبحة تعرض لها إقليم البنجاب عام 1919 حين كانت الهند تحت الاحتلال البريطاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©