الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلبة جزائريون يطالبون بتخفيف وإصلاح المناهج الدراسية

طلبة جزائريون يطالبون بتخفيف وإصلاح المناهج الدراسية
25 يناير 2011 20:33
شهدت العديد من الثانويات بمدنٍ مختلفة من الجزائر مؤخراً اضطرابات وتوقفاً عن الدراسة لبضعة أيام بسبب حركة احتجاجية قام بها طلبة الأقسام النهائية للمطالَبة بتخفيف الدروس والبرامج قصد التحضير بشكلٍ جيدٍ لامتحان شهادة الثانوية العامة المقرر في أوائل شهر يونيو المقبل، وبالرغم من عودة المياه إلى مجاريها، إلا أن حركة طلبة البكالوريا فتحت النقاش حول كثافة البرامج والمقررات والدروس في المنظومة التربوية الجزائرية بأقسامها الثلاثة؛ الابتدائي والمتوسط والثانوي. برامج كثيفة يرى تلاميذ «بكالوريا» محتجون، أن برامج الأقسام النهائية كثيفة جداً في مختلف المواد ومُرهقة وتؤثر سلباً على قدراتهم الاستيعابية. إلى ذلك، تقول نوال بن خالد، طالبة مقبلة على بكالوريا علوم طبيعية بثانوية «مسعود دكار» بالقبة إن «البرامج كثيفة وملأى بالحشو، ما يدفع الأساتذة إلى الإسراع في إلقائها لإنهاء البرنامج المقرر في الآجال المحددة». وتعلق «هم معذورون في ذلك، ولكن الثمن ندفعه نحن، فتوالي الدروس وسرعتها لا يصب في مصلحة التلميذ الذي لا يفهم أغلبها، ما يجعل أمله بالنجاح في البكالوريا ضئيلاً وهو ما لا نقبله». وخرج طلبة العديد من «الثانويات» بالجزائر العاصمة ووهران وتيزي وزو وبجاية وتيبازا وولايات أخرى للاحتجاج على كثافة البرامج، وطالبوا بتخفيفها عبر حذف بعض الدروس أو تحديد الدروس التي سيُمتحَنون فيها. كما طالب بعضهم بتخفيض ساعات المواد التي لن يُمتحنوا فيها لتخفيف الضغوط عليهم، على غرار التاريخ والجغرافيا لطلبة شعبة العلوم، والفيزياء والعلوم لطلبة شعبة الآداب. وأسهم الإعلام المحلي في توسع رقعة الاحتجاج بتخصيص تغطية واسعة له، ما دفع وزارة التربية إلى التدخل، حيث عرض الوزير أبوبكر بن بوزيد «تحديد 12 مايو موعداً لتوقف الدراسة عوضاً 25 مايو كما كان مقرراً سابقاً»، حيث تتوقف بعدها الدروس ليُفسح المجال للمراجعة والتحضير الجيد للامتحانات. ووعد الوزير كل الطلبة بأن «جميع الأسئلة ستكون مستمدَّة من البرامج التي درسوها فقط ما يعني أن الدروس الأخيرة في أية مادة لن تُدرج في هذا الامتحان المصيري». إصلاحات جديدة أسهمت مرونة الوزير بن بوزيد في تهدئة الموقف وعودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، لا سيما بعد تدخل أوليائهم وبعض الجمعيات التربوية لتشارك في التهدئة من خلال الحوار مع الطلبة وإقناعهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة لتجنب تضييع المزيد من الدروس في هذه المرحلة الحساسة، فيما انتقد مزيان مريان، رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني، إجراءات وزارة التربية. وقال إنها «مجرد حلول ترقيعية تتكرر من سنة إلى أخرى بهدف امتصاص غضب الطلبة عوض إيجاد حلول دائمة لهم». ومع أن حركة التلاميذ انتهت تقريباً بعد أسبوع من الاضطرابات، إلا أنها فتحت المجالَ للنقاش حول كثافة البرامج الدراسية في الجزائر بداعي إصلاح المنظومة التربوية منذ بداية العقد الماضي تقريباً، ليس في المرحلة الثانوية فحسب، بل أيضاً في المرحلتين المتوسطية والابتدائية وتأثير ذلك سلباً في التحصيل التربوي للتلاميذ والطلبة، ويقول مريان إنه «حان الوقتُ لتقييم الإصلاحات التربوية بعد أن مرَّ الآن نحو عقد على تطبيقها». وتستهوي هذه الدعوة أولياءَ التلاميذ الذين يشتكون من كثافة الدروس وكثرة المواد التي يدرسها أبناؤهم، حتى في المرحلة الابتدائية. تقول السيدة زهية معطاوي، «أم لأربعة أبناء»: «في الابتدائي يدرس الأبناء التربية التكنولوجية والتربية العلمية والبيئية وغيرها هل هذا معقول؟». حلول سهلة تقول خليدة زرمان «لديَّ ابنتان تدرسان في الابتدائي والمتوسط، وأجد نفسي مجبرة على بذل جهود كبيرة لتبسيط مختلف الدروس لهما، وأخصص لهما جزءاً كبيراً من وقتي، وربما كان من حسن حظي أنني ماكثة بالبيت، ولو كنت أعمل لتعذر علي متابعتهما بشكل كاف». وتضيف: «أحياناً أقف عاجزة عن حل بعض التمارين في الرياضيات لصعوبتها فأستعين ببعض الجارات، ولكني أتساءل كيف يُمكن أن يستوعب أطفال صغار ذوو عقول صغيرة مثل هذه الدروس والتمارين المعقدة؟». ويعتقد أولياء أمور أن المعلمين والأساتذة أصبحوا يعتمدون عليهم لمساعدتهم في تدريس الأطفال من خلال حل الكثير من التمارين في البيت بدل الأقسام، ويرون في ذلك «انتهازية واتكالية وكسلاً» على حدِّ وصف زرمان، بينما يرد الأساتذة بأن الإصلاحات التربوية الجديدة تتطلب إشراك أولياء التلاميذ فيها لضمان متابعتهم لأبنائهم في البيوت، وعدم الاتكال فقط على المدرسة لتعليمهم. أما التلاميذ والطلبة، فيرى الكثيرُ منهم أن «الإصلاحات التربوية رفعت المستوى العام إلى درجة تشعرهم في الكثير من الأحيان بالعجز وقلة الحيلة»، حسب نوال ميصار، طالبة ثانوية، ومجموعة من زملائها الذين شاطروها الرأي، وطالبوا بتقييم الإصلاحات ومراجعة البرامج والمقررات والمناهج، إلا أن هذا الرأي لم يرُق لبعض «قدامى» المعلمين بالجزائر الذين يتهمون طلبة اليوم بـ»الدلال والكسل والبحث عن الحلول السهلة عبر ممارسة الضغوط على وزارة التربية مستغلين في ذلك الظروف الاجتماعية الحساسة التي يمر بها البلد»، كما يقول مرابطي عبد السلام، أستاذ لغة فرنسية بإحدى المتوسطات، ويضيف «بالأمس كنا ندرس الفلسفة في القسم النهائي فقط، وكانت الدروس مكثفة جداً، دون أن نتذمر، أما طلبة اليوم فيدرسون المقرر نفسه موزعاً على سنتين كاملتين، ومع ذلك لا يكفون عن التذمر والاحتجاج، هذا الأمر سيؤدي إلى تقهقر المستوى التعليمي العام».
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©