الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات في اليمن ضد أميركا وصالح

تظاهرات في اليمن ضد أميركا وصالح
22 سبتمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تظاهر عشرات آلاف اليمنيين، أمس الجمعة، في صنعاء ومدن رئيسية أخرى، للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وللتنديد بـ”الاحتلال” الأميركي، في إشارة إلى عشرات الجنود من قوات المشاة البحرية (المارينز) الأميركية وصلوا منتصف الشهر الجاري، إلى العاصمة اليمنية، لتعزيز حماية سفارة الولايات المتحدة بعد أن اقتحمها غاضبون من الفيلم المسيء للإسلام. وقُتل شخص وأصيب آخرون باشتباكات بين مسلحين من حزب الإصلاح الإسلامي، وآخرين من جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، اندلعت صباح الجمعة في بلدة “ريدة” بمحافظة عمران (شمال)، إثر خلاف بين الطرفين على فعالية احتجاجية منددة بـ”الإساءة” للرسول الكريم. واحتشد عشرات آلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية التي أطاحت، نهاية فبراير، بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، في ميادين عامة بصنعاء ومدن أخرى، رافعين شعار “في سبتمبر الثورة نواصل الفكرة”، ومرددين هتافات منددة بصالح، الذي تنحى، عبر انتخابات رئاسية شكلية، وبموجب اتفاق لنقل السلطة منحه حصانة من الملاحقة القضائية. وحث خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين، شمال غرب صنعاء، المحتجين على مواصلة “الثورة” لتحقيق كافة أهدافها، خصوصا محاكمة صالح، الذي حكم اليمن قرابة 34 عاما، مشددا على ضرورة قيام الحكومة الانتقالية بـ”تطهير” مؤسسات الدولة من “الفاسدين”. وقال منير محمد، الذي أدى صلاة الجمعة في شارع الستين، :” يجب أن يعلم الجميع أن ثورة الشباب هي امتداد لثورة 26 سبتمبر”، التي أنهت حكم الأئمة في شمال اليمن عام 1962، مؤكدا بأن “الثورة مستمرة حتى يتحرر اليمن من نظام العائلة”، في إشارة إلى عائلة صالح، الذي لا يزال نجله الأكبر يقود “الحرس الجمهوري” . كما شهدت مدن يمنية أخرى تظاهرات مماثلة، إلا أن بعضها طالبت بتحقيق مطالب خاصة، كالتظاهرة التي جابت مدينة تعز (وسط)، للتنديد بالانفلات الأمني الذي تعاني منه المدينة، منذ أن اندلعت منها، في يناير العام الماضي، شرارة موجة الاحتجاجات الشبابية في اليمن. وأُصيب رجل أعمال، مساء أمس الجمعة، عندما هاجمه مسلح كان على متن دراجة نارية، وسط مدينة تعز، حسب ما أفادت وسائل إعلام يمنية. كما شهدت محافظة حجة (شمال غرب) مسيرة احتجاجية نادت بمحاكمة المتسببين بالصراع المسلح بين رجال القبائل و”الحوثيين”، الذي شهدته بعض بلدات المحافظة مطلع العام الجاري. وفي سياق آخر، تظاهر آلاف من أنصار جماعة الحوثي، التي تسيطر على مناطق واسعة شمال اليمن منذ 2004، أمس الجمعة، في مدينة صعدة (شمال) للتنديد بـ”الإساءة” للرسول الكريم، ورفضا لـ”التواجد الأميركي” على الأراضي اليمنية، في إشارة إلى وصول قوات أميركية لحماية السفارة التي اقتحمها، في 13 سبتمبر الجاري، مئات المحتجين الغاضبين، على خلفية الفيلم المسيء للإسلام. ورفع المتظاهرون لافتات منددة بالإساءة للرسول محمد، ومطالبة بمقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، ونددوا بـ”الوجود الأميركي مهما كانت الأسباب والمبررات”. ودعت جماعة الحوثي، في بيان، تلقت “الاتحاد” نسخة منه، كافة القوى اليمنية إلى “اتخاذ مواقف عملية ضد التدخلات الأميركية”، متهمين الحكومة اليمنية الانتقالية بالتواطؤ مع الولايات المتحدة “سياسيا وعسكريا واستخباراتيا”. وأعلنت الجماعة رفضها القاطع “لدخول أي قوة أجنبية”، معتبرة أن “من يسمح بذلك فاقدا لشرعيته ومتناقضا مع مبادئ الثورة” الشبابية، وأنه “يجب محاكمته”. وبالتزامن، تظاهر المئات من أنصار جماعة الحوثي بالقرب من السفارة الأميركية في صنعاء، للتنديد بما وصفوه بـ”الاحتلال”. ومنعت قوات الأمن اليمنية المتظاهرين من الوصول إلى جولة شيراتون، التي تبعد مئات الأمتار عن السفارة الأميركية، حسبما أفاد شهود عيان لـ”الاتحاد”. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “أعلن رفضك للقوات الأجنبية”، “الاحتلال الناعم هو دخول قوات أجنبية بتواطؤ النظام الحاكم”، “البشر والحجر والشجر يستنكرون ويرفضون وجود القوات الأجنبية في اليمن”. وردد المتظاهرون هتافات طالبت بإخراج القوات الأميركية، وتكليف القوات اليمنية بحماية السفارات ومقار المنظمات الدولية في صنعاء. وعززت السلطات اليمنية، مؤخرا، إجراءات الحماية حول السفارات والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في صنعاء، تحسبا لتعرضها لـ”اعتداءات”، على خلفية استمرار ردود الأفعال الغاضبة من الفيلم المسيء للإسلام، ووصول قوات أميركية لحماية سفارة الولايات المتحدة. وشملت إجراءات الحماية الأمنية تكثيف دوريات الشرطة في محيط السفارات والمنظمات الدولية، و”زيادة” أعداد القوات الأمنية المكلفة بالحماية، إضافة إلى “التعقيب المتواصل” على مدى التزام القوات اليمنية بإجراءات الحماية. إلى ذلك، قتل شخص وأصيب آخرون باشتباكات اندلعت، صباح الجمعة، في بلدة “ريدة” بمحافظة عمران، بين مسلحين من حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وآخرين من جماعة الحوثي الشيعية. واندلعت الاشتباكات على خلفية منع “الإصلاحيين” أنصار جماعة الحوثي من التظاهر ضد الفيلم المسيء للإسلام، حسب مسؤول محلي وسكان تحدثوا لـ«الاتحاد». وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص ينتمي لحزب الإصلاح، وهو خطيب مسجد صغير في البلدة، ويدعى أمين مسلي. وذكر سكان في “ريدة”، أن الاشتباكات “أوجدت حالة من الذعر” بين أبناء البلدة، مشيرين إلى أن أغلب المحلات التجارية أغلقت أبوابها، فيما خلت الشوارع من المارة. وقال المسؤول المحلي، :” لا يزال الوضع مرشحا للتصعيد خصوصا في ظل أنباء تتحدث عن تعزيزات قادمة” من صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، ومن بلدة “أرحب”، التي تعد معقلا هاما لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©