الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جماعة «الإخوان» وحكومة الأردن تقتربان من «معركة كسر عظم»

22 سبتمبر 2012
(عمان) - تواجه الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في الأردن نهاية العام الحالي تعقيدات عديدة أبرزها تأكيد حركة الأخوان المسلمين مقاطعتها للانتخابات بوصفها “لا تلبي طموح الشعب في الإصلاح السياسي بالوصول إلى حكومة برلمانية منتخبة”. وفقاً لتصريحات القيادات الإخوانية. ودخلت خلال الأيام الماضية علاقة الأخوان والأوساط الرسمية بما فيها الحكومة في حالة “تأزم”، وهو ما دفع بالحكومة بشن هجوم إعلامي واسع في الصحف الموالية لها على الحركة اثر طعن الأخيرة في نزاهة الانتخابات قبل إجرائها بنشرها سبعين ألف اسم حصلوا على بطاقات انتخابية مزورة. غير إن “القصف” الإعلامي الرسمي المتواصل على الأخوان واتهامهم بمحاولة “تغيير بنية النظام” والعمل على جر البلاد إلى فتنة من خلال التصعيد المتواصل لتطبيق أجندة خارجية لم يكن كافيا لثني الحركة عن الطعن بالانتخابات ومقاطعتها بل أصرت الحركة على إجراء مسيرة ضخمة تجوب شوارع عمان قوامها خمسون ألف متظاهر في الخامس من الشهر المقبل. وأعلن “الإخوان” عن تنظيم مسيرة هي الأضخم منذ انطلاق الحراك المطالب بالإصلاح قبل عام ونصف بمشاركة ثلاثين حراكا شعبيا من مختلف المحافظات شعارها جميعا “تطبيق الملكية الدستورية” بحيث تقلص صلاحيات الملك ويصار إلى انتخاب الحكومة، ما أربك الحكومة والشارع الأردني على السواء وهو تصعيد جديد بين الحكومة والحركة، وهو ما عبر عنه مراقبون سياسيون بأنه “معركة كسر عظم”. وتتخوف السلطات في الأردن أن يصل التصعيد الإخواني إلى حالة صدام مع الدولة بحيث تنطلق الشرارة الأولى التي لا يعرف إلى أين ستقود، إلا أن المراقب العام للحركة الدكتور همام سعيد يؤكد أن “المسيرة ستكون سلمية، وستتواصل الاحتجاجات حتى تجري الإصلاحات السياسية المطلوبة والمتمثلة بعنوانها الرئيس بحكومة منتخبة وبقانون انتخابي يقود لمشاركة حزبية واسعة بعيدا عن الجهوية والفئوية”. رئيس الحكومة الدكتور فايز الطراونة رفض مرات عديدة تلبية “مطالب الحركة إلى ما اسماه الإملاءات” مشيرا إلى أنه “لا يسعى للشعبية بقراراته”، ومصرا على القانون الانتخابي الذي يمنح الأحزاب (القائمة الوطنية) 27 مقعدا من إجمالي 150 مقعدا نيابيا، وهو ما دفع سياسيين مقربين من الحكومة باعتبار الحركة بأنها “تريد السيطرة على مفاصل الدولة”. وحاولت شخصيات سياسية مرموقة وقريبة من دائرة صنع القرار إقناع الحركة بالمشاركة في الانتخابات إلا أنها لم تفلح، وأبرزها الوزير الإخواني السابق الدكتور بسام العموش ورئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور جواد العناني وآخرون لم يعلن عنهم. ويقول رئيس الوزراء الأسبق النائب فيصل الفايز إنه أجرى اتصالات مع العديد من الشخصيات في حزب جبهة العمل الإسلامي وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين في محاولة لإقناعهم بضرورة المشاركة السياسية وخصوصا المشاركة في الانتخابات النيابية. ويضيف الفايز انه “ما يزال على قناعة بأن مشاركة الحركة في العملية السياسية ومن خلال المؤسسات الدستورية ولا سيما البرلمانية افضل وأهم من البقاء خارج هذه المؤسسات”. ويقول رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور جواد العناني “تحدثت مع قادة من الحركة الإسلامية بشأن المشاركة السياسية والتغيير من تحت قبة البرلمان لا من خارجها”. وما تزال الأجواء بين الحكومة والإخوان ملبدة بالتشاحن وغياب الثقة وتنذر بحالة متشنجة، ويبدو أن الطرفين دخلا في عنق زجاجة يصر فيها كل طرف على موقفه فالأخوان يريدون حكومة منتخبة والحكومة تدعوهم للتغيير من خلال البرلمان لا من خلال التغيير عبر الشارع”. ويرى مراقبون أن مقاطعة الإخوان للانتخابات ترسل رسالة واضحة للجهات الدولية المراقبة بأن الانتخابات لم ترض جميع أطياف الشعب الأردني وبخاصة الحركة السياسية الأهم وذات الثقل الأكبر على الساحة السياسية، وهو ما يعني أن الانتخابات ستبقى مشوبة بشبهة “التزوير” وأن الاحتجاجات ستبقى مستمرة في الشارع ما لم تتمكن الحكومة من التوصل إلى تفاهمات مع الحركة القادرة على تحريك الشارع. وأنهكت الاعتصامات والمسيرات الاقتصاد الأردني ووترت أجواء البلاد الداخلية في ظل إصرار حكومي على إجراء انتخابات وفق معاييرها وقانونها وإصرار إخواني باتجاه الحصول على ثمرات اعتصامات استمرت ما يزيد عن عام ونصف العام، لتبقى لعبة عض الأصابع بين الطرفين قائمة حتى الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©