الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة «شي» لأميركا

27 سبتمبر 2015 22:05
في حين هلل الإعلام الصيني للروح التعاونية التي أبداها الرئيس «شي جين بينج»، في زيارته الرسمية الأولى للولايات المتحدة، ظلت وسائل الإعلام الغربية على تشككها بشأن تعهدات الإصلاح التي قطعها الزعيم الصيني على نفسه، ملمحةً إلى أن هناك سحابة من الغموض ما زالت تخيم على أجندته. فقد كتب «مايكل أوسلين»، الزميل المقيم بمعهد «أميركان إنتربرايز»، وهو مركز دراسات وبحوث محافظ في واشنطن في مقال رأي في «فوكس نيوز» «العلاقة الصينية- الأميركية تعاني اليوم اختلالاً وظيفياً على نحو أكبر مما كانت عليه في أي وقت مضى». واعتبر «أوسلين» في المقال نفسه أيضاً أن «كل الأشياء الصائبة قيلت، ولكن تُرك مع ذلك الانطباع الأكبر، المتمثل في الحقيقة التي لا سبيل لتجنبها وهي أن العلاقات الصينية- الأميركية قد باتت منغلقة على نمطها الحالي القائم على المنافسة من جهة، وعلى عدم الثقة من جهة أخرى». ولم يكن «أوسلين» هو الوحيد الذي قال ذلك، ففيما وراء التبادل التقليدي والمتوقع لعبارات المجاملة تكمن «مقاربة تصادمية» وهي مقاربة «تتحرق أميركا شوقاً لتبنيها» كما جاء في صحيفة «الفاينانشيال تايمز» قبل بدء الزيارة. وخط سير الرحلة في حد ذاته كان عميق الدلالة كما رأى البعض في الولايات المتحدة. فحقيقة أن الرئيس الصيني سيقضي وقتاً في سياتل يفوق الوقت الذي سيقضيه في واشنطن ذاتها خلال زيارته الممتدة لسبعة أيام، يعتبر في نظر «الفاينانشيال تايمز» في حد ذاته «دلالة على اهتمام الزعيم الصيني بإصلاح العلاقات مع أميركا المؤسسية، وعلى الاستقبال الأكثر فتوراً المنتظر أن يلقاه في العاصمة». هذا بالنسبة للإعلام الأميركي... أما الإعلام الصيني فقد أبدى بالتأكيد موقفاً أكثر تفاؤلاً، إذ كتبت وكالة «شينخوا» التي تديرها الدولة في اليوم الذي سبق زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة مؤكدة أن «الثقة المتبادلة ما زالت غائبة إلى حد ما، وهو ما يرجع إلى التغير في علاقات وموازين القوى». واستطردت الوكالة: «ولكن الملاحظ هو أن الفجوة بين الصين والولايات المتحدة ضاقت». كما وصفت شبكة «سي سي تي في» الصينية التي تديرها الدولة أيضاً زيارة الرئيس «شي» بأنها قد أسفرت عن «كنز من النتائج المهمة». وهناك أيضاً مقالة عددت «نتائج» هذه الزيارة، وبدت شبيهة إلى حد كبير بقائمة الإنجازات الطويلة التي أدرجها البيت الأبيض على الشبكة يوم الجمعة الماضي. وفيما يتعلق بالكلمة التي ألقاها الزعيم الصيني في المأدبة التي أقيمت على شرفه في سياتل، قالت شبكة «سي سي تي في» «لقد أحسن شي جين بينج صنعاً عندما تطرق لهموم الولايات المتحدة، في الآن ذاته الذي دافع فيه عن آرائه بشأن العمل على تطوير علاقات سلمية تقوم على التعاون المشترك». وأضافت الشبكة أنه قد «تطرق أيضاً لموضوعات مهمة تشمل الأمن المعلوماتي، ومكافحة الفساد، وأكد أن الاقتصاد الصيني في حالة صحية طيبة للغاية». كما أن إشارات «شي» المتعددة للثقافة الأميركية مثل المسلسل التلفزيوني الشهير «بيت من ورق» House of Card قربته أيضاً من الجمهور الأميركي، كما قالت الشبكة. وبدورها، علقت صحيفة «وول ستريت جورنال» على استخدام الرئيس للحكايات الشخصية وقالت إن ذلك قد خلق انطباعاً بتواضعه، كما «أظهر لمحات نادرة من الفكاهة». وكان «شي» حريصاً في خطابه الأول على التأكيد على أهمية التواصل بين الحكومتين، وهو ما بدا واضحاً من خلال قوله إنه: «يجب على كل منا أن يقرأ نوايا الآخر الاستراتيجية بشكل سليم». ومع ذلك، يقول المنتقدون إن نوايا الرئيس الصيني ما زال يكتنفها الغموض إلى حد كبير، كما أن البعض يتساءل: هل ينوي الرئيس الصيني حقاً المحافظة على الوعود التي قطعها على نفسه؟ خصوصاً أن هذه الوعود تتعلق بالإصلاح الاقتصادي. وقد ظل «دين سي. جارفيلد»، رئيس مجلس صناعة تقنية المعلومات، مرتاباً فيما إذا كانت الصين ستبدأ حقاً في «تسوية قواعد اللعب في الحقل الاقتصادي»، أي هل ستقوم بتطبيق قواعد متساوية للتعامل بين الشركات الصينية والشركات الأجنبية، كما جاء على لسانه في صحيفة «نيويورك تايمز». وفي تصريح آخر لصحيفة «مورننج بوست الصينية»، قال «جاك ديليزل»، مدير مركز دراسات شرق آسيا بجامعة بنسلفانيا: «نحن نمر بوقت نعاني فيه من حالة حقيقية من حالات تناقض المشاعر بشأن علاقتنا مع الصين». *كاتبة ماليزية- صينية متخصصة في الشؤون الدولية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©