الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات تايوان القادمة

27 سبتمبر 2015 22:06
من المتوقع أن تكون الانتخابات العامة في تايون، في يناير القادم، أهم انتخابات يعرفها هذا البلد منذ 20 عاماً. فما الذي يجعلها مختلفة عن غيرها؟ 1- إن تايوان باتت مهيأة لانتخاب أول رئيسة لها. فالحزبان الرئيسيان فيها رشحا سيدتين لمنصب الرئاسة، هما «تساي إينج وين» عن «الحزب الديمقراطي التقدمي»، و«هونج هسيو تشو» عن حزب «الكومينتانج» الحاكم. والمرشحتان ليس لهما علاقة بأي زعيم سابق في تايوان، وهو أمر مهم في السياق الآسيوي. فبينما انتخبت دول آسيوية ديمقراطية من قبل 11 رئيسة أو رئيسة وزراء خلال الفترة بين 1945 و2014 فإنهن كلهن تقريباً كن مرتبطات بطريقة أو أخرى بسياسي سابق. ويشار في هذا السياق إلى أن تايوان تعتبر نشازاً في القارة الآسيوية فيما يتعلق بنسبة النساء في هيئتها التشريعية، إذ بلغت هذه النسبة 33.6% خلال انتخابات 2012، ولا يفوقها في المنطقة بأسرها سوى تيمور الشرقية التي تبلغ فيها النسبة 38.5%. 2- إن حزب «الكومنتانج» الحاكم في تايوان منذ مدة طويلة يتوقع له أن يخسر الرئاسة وربما البرلمان أيضاً. وهذا الحزب لم يخسر انتخابات الرئاسة سوى مرتين، في عامي 2000 و2004 في بلد تحول إلى الديمقراطية في تسعينيات القرن الماضي، وتبنى نظاماً شبه رئاسي. لكن الحزب لم يخسر المجلس التشريعي أبداً، وقد حقق أغلبية مطلقة في انتخابات 2008، و2012(75% و69% على التوالي). ومع النجاح الذي حققه الحزب الديمقراطي التقدمي في الانتخابات المحلية عام 2014، يتوقع المحللون أن يضطر حزب الكومنتانج وحلفاؤه للكفاح بمرارة للإبقاء على سيطرته على المجلس التشريعي. وفي نفس الوقت نجد أن «هونج هسيو تشو» مرشحة الحزب تكافح من أجل الوصول بنسبة تأييدها إلى 20%، بينما تبين استطلاعات الرأي أن نسبة تأييد «تساي إينج وين»، مرشحة «الحزب الديمقراطي التقدمي»، تصل 40%. 3- إن الهوية التايوانية تشهد تنامياً مطرداً، رغم نمو العلاقات مع الصين. فمنذ التحول الديمقراطي في تايوان خلال تسعينيات القرن الماضي، كان السؤال المتكرر الذي يوجه لسكان تايوان في استطلاعات الرأي هو: هل تنظرون إلى أنفسكم كصينيين أم كتايوانين أم الاثنان معاً؟ وعبر السنين، واعتباراً من عام 1992، زادت نسبة من ينظرون إلى أنفسهم كتايوانيين من 17.6 إلى 59%، بينما هبطت نسبة من ينظرون إلى أنفسهم كصينيين من 25.5 إلى 3.3% فقط. وهذا التحول أفاد حزب المعارضة الرئيسي، «الحزب الديمقراطي التقدمي» الذي كانت سياساته تميل تقليدياً إلى الترويج لهوية تايوانية مستقلة. كما يمكن أن يُنسب هذا التحول جزئياً إلى أنه يأتي كرد فعل على الاعتماد الاقتصادي على الصين، وهي دولة ينظر قادتها إلى تايوان كمقاطعة مارقة، يجب أن تتحد مع الصين في نهاية المطاف. 4- هذا كله لا يعني بالضرورة نشوء صراع مع الصين، فرغم تاريخ «الحزب الديمقراطي التقدمي» في الترويج لهوية تايوانية مستقلة وللاستقلال الرسمي عن الصين، فمن غير المرجح لحد كبير أن الحزب سوف يمعن في دفع الموضوع قدماً إذا ما فاز في الانتخابات. ليس هذا فحسب، بل إن «تساي» نفسها تعهدت بالإبقاء على الوضع القائم، في حالة انتخابها كرئيسة للبلاد. ويشار إلى أنه في حين تزداد الهوية التايوانية رسوخاً، فإن المقاربة القائمة على عدم السعي للحصول على استقلال رسمي عن الصين، مع عدم التحرك نحو الوحدة معها في الآن ذاته، تحظى بدعم أغلبية السكان عبر الخطوط الحزبية. كما أن القادة الصينيين ذاتهم لا يبدون متشوقين لتغيير الوضع القائم، خصوصاً وأن المحاولات السابقة للتأثير على الانتخابات التايوانية، كان مصيرها الإخفاق لحد كبير. 5- إن الانتخابات قد تغير السياسات الداخلية، ومن بينها حقوق المثليين. فالانتخابات القادمة هي أول انتخابات عامة في تايوان، تحتل فيها العلاقات مع الصين مرتبة ثانوية، مقارنة بموضوعات أخرى أوسع نطاقاً مثل النمو الاقتصادي والسياسة الاجتماعية. فإذا ما افترضنا أن «الحزب الديمقراطي التقدمي» هو الذي سيفوز في الانتخابات، فإننا يجب أن نتذكر أن «تساي» قد اقترحت بالفعل سلسلة من الإصلاحات الحكومية والانتخابية، كما أن تايوان في حالة فوزها قد تصبح أول دولة في المنطقة تقوم بتقنين الزواج من نفس الجنس. *أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة ويسترن كانتاكي ومتخصص في شؤون شرق آسيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©