باريس (ا ف ب) - دعا ممثلو المسلمين في فرنسا أمس إلى “عدم التظاهر” احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام أو رسوم كاريكاتورية للرسول الكريم، بينما تشعر فرنسا بالقلق على رعاياها في الخارج.
وقال رئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موسوي لاذاعة فرنسا الدولية إنه “يكرر دعوته إلى عدم التظاهر”. وأضاف “نعتبر أن أي تظاهرة في الوضع الحالي يمكن أن يتم التلاعب بها وألا تكون مثمرة. على مسلمي فرنسا احترام الإطار القانوني الذي يسمح بالتظاهرات”. وتابع موسوي إن “شعور مسلمي فرنسا بالاستياء مشروع. إنه تدخل عدواني ومجاني في صميم مشاعرهم الدينية واستفزازو ولديهم الحق في التعبير عن استيائهم”.
وكان موسوي قال الثلاثاء انه يشعر “بصدمة عميقة” بعد قرار مجلة “شارلي ايبدو” الفرنسية الساخرة نشر “رسوم مهينة” للرسول الكريم في عددها في اليوم التالي، لكنه ناشد في الوقت نفسه المسلمين “عدم الانجرار وراء الاستفزاز”.
من جهته، أعلن إمام مسجد باريس دليل بوبكر عن “تلاوة رسالة” تهدئة في خطبة الجمعة بينما دعا إمام مسجد ليون الكبير كامل قبطان إلى “عدم السقوط في الفخ”. وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليبي لاليو ان “كل شيء انجز لضمان أمن مواطنينا”، مؤكدا انه “حاليا ليست هناك مشكلة محددة”.
وحظرت السلطات الفرنسية تظاهرتين مقررتين اليوم السبت قرب السفارة الأميركية والمسجد الكبير في باريس. كما حظر أي تجمع “يهدف إلى مهاجمة المؤسسات العامة او ممثليات المصالح الاميركية والبريطانية” في ليل (شمال).
وتم تعزيز قوات الشرطة في بعض المواقع الاستراتيجية في العاصمة الفرنسية بينما تلقى وسائل النقل اهتماما خاصا.
وقال وزير الداخلية مانويل فال إنه “لا يشعر بالقلق”. وأضاف “لدي ثقة كبيرة في مواطنينا المسلمين”. وأضاف “لا مكان في فرنسا للكراهية ولخطاب مغاير لقيمنا ولمهاجمة مبان عامة” لا علاقة لها بالرسوم التي نشرت، موضحا أنه أصدر “تعليمات حازمة جدا لمنع أي تجمع من هذا النوع”.
وقال في مؤتمر صحفي في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا “لن يكون هناك أي استثناء. المظاهرات محظورة وستفض”. وحين أكد وزير الداخلية على حظر الاحتجاجات على الرسوم قال أيضا “لن اسمح كذلك بالصلاة في الشوارع فهذا ليس له مكان في هذه الجمهورية. وبالطبع القانون سيسري على من ترتدي النقاب”.
إلى ذلك افاد استطلاع للرأي نشر نتائجه معهد تي.ان.اي سوفرس أمس أن الفرنسيين منقسمون حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها مجلة “شارلي ايبدو” الفرنسية الساخرة لكن اعلبيه منهم تعتبر حرية التعبير حقا أساسيا.
ورأى 58% من الذين شملهم الاستطلاع أن “حرية التعبير حق أساسي” وأن “حرية الكاريكاتور جزء منها”، مقابل 35% اعتبروا انه “لا يمكن قول كل شيء او رسم كاريكاتور لاي كان بذريعة حرية التعبير”.
من جهة أخرى اكد 39% من المستطلعين انهم “يعارضون نشر رسوم للنبي محمد” اي تقريبا نفس نسبة الـ37% الذين يؤيدون نشرها، فيما لم يعرب 24% من المستطلعين عن أي رأي.
وأيد 71% من المستطلعين حظر التظاهرات المتوقعة في فرنسا احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد وعلى فيلم “براءة المسلمين” المسيء للإسلام والذي أثار موجة احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي. واجري الاستطلاع الخميس على عينة وطنية من 1012 مدونا على الإنترنت يمثلون الفرنسيين الذين تتجاوز اعمارهم 18 سنة وقد اختيروا بحسب طريقة الحصص.
عدد اليوم
