الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتشار يمني لمنع تقدم «الحوثيين» إلى باب المندب

انتشار يمني لمنع تقدم «الحوثيين» إلى باب المندب
19 أكتوبر 2014 23:15
نشر الجيش اليمني أمس قوات إضافية في الشريط الساحلي جنوب غرب البلاد لمنع تقدم المتمردين الحوثيين صوب مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، فيما يستمر التوتر بين المتمردين من جهة، وجماعات قبلية ومتطرفة سنية من جهة ثانية، في محافظتي إب والبيضاء وسط البلاد. وذكر شهود ومصادر قبلية لـ(الاتحاد) إن قوات عسكرية إضافية وصلت أمس إلى منطقة «رأس العارة» الساحلية في محافظة لحج المطلة على مضيق باب المندب، مشيرة إلى أن التعزيزات الإضافية التي تضمنت مدرعات ومركبات عسكرية جاءت بتوجيه من اللواء الركن محمود الصبيحي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة المتمركزة في عدن، كبرى مدن جنوب البلاد. وأوضحت المصادر أن اللواء الصبيحي ومحافظ لحج، أحمد المجيدي، زارا منطقة «رأس العارة» التابعة إداريا لمديرية «المضاربة والعارة» وتطل على المنفذ البحري الحيوي الذي يمر من خلاله ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا. ويرى مراقبون ان نشر وحدات من الجيش اليمني في الشريط الساحلي يهدف أيضا إلى منع تقدم الحوثيين إلى ميناء عدن بعد رصد تحركات مريبة لهم في منطقة «خور عميره» الساحلية والقريبة من منطقة «رأس العارة». وانضمت قبائل مسلحة في لحج إلى صف القوات الحكومية لمنع وصول المتمردين الحوثيين إلى باب المندب وميناء عدن، خصوصا بعد سقوط ميناء الحديدة على البحر الأحمر، الثلاثاء الماضي، بأيدي مقاتلي الجماعة المتمردة في محافظة صعدة الشمالية منذ عام 2004. وكان اللواء الصبيحي، الذي ينتمي إلى قبيلة «الصبيحة» المشهورة في لحج، تعهد يوم الجمعة المنصرم بمنع وصول الحوثيين إلى مدينة تعز، ثاني أكبر مدن البلاد، وذلك بعد أن أحكم المتمردون الأسبوع الفائت سيطرتهم على محافظات الحديدة، حجة، ذمار، وإب، من دون مقاومة تذكر من الإدارة الهشة للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي. في غضون ذلك يستمر التوتر في محافظة إب مع استمرار المتمردين الحوثيين بالانتشار في مركز المحافظة ومحاولة التوغل إلى مناطق جديدة خاضعة لسيطرة القبائل المسلحة الموالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني. وعلى الرغم من التوصل لاتفاق مبدئي لوقف الصراع المسلح في محافظة إب، الليلة قبل الماضية، إلا أن الأوضاع ميدانيا ازدادت توترا مع إقدام المتمردين الحوثيين على تفجير منزلين مملوكين لزعيم قبلي وقيادي في حزب الإصلاح في بلدة «يريم» شمال المحافظة. وأفاد سكان محليون لـ(الاتحاد) ووسائل إعلام محلية باستمرار الاشتباكات بين «الحوثيين» والقبائل المسلحة في البلدة، فيما عزز المتمردون انتشارهم في مدينة إب، عاصمة المحافظة، حيث أعلنت السلطات تعليق الدراسة في المدارس وجامعة إب التي طالبت في بيان بتجنيب العملية التعليمية المهاترات السياسية والحزبية ومنع المسلحين من التواجد جوار مباني الجامعة. وكان اتفاق التهدئة نص على وقف المواجهات المسلحة وتشكيل لجنة للتحقيق في أعمال العنف التي شهدتها المحافظة خلال اليومين الماضيين وخلفت أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى وقف التعبئة والتحريض ومنع استقدام المسلحين من كل الأطراف. وحذر الكاتب الصحفي اليمني، أحمد غراب، الذي ينتمي إلى محافظة إب، من اتساع دائرة الصراع في المحافظة، خصوصا مع أنباء تتحدث عن اعتزام الحوثيين الوصول إلى بلدة «الرضمة» التي تعد منطقة نفوذ لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي التجمع اليمني للإصلاح. وذكرت وكالة «خبر» للأنباء الخاصة في اليمن أن عشرات المسلحين الحوثيين على متن ثمان مركبات توجهوا صوب منطقة «الرضمة»، مشيرة إلى أن عناصر من تنظيم القاعدة «سيطروا على أحد الجبال بمنطقة شرعب التابعة لمحافظة تعز المجاورة. وفي الشهور الماضية، عزز تنظيم القاعدة تواجده في وسط اليمن عبر التمركز في محافظتي إب والبيضاء في مناطق جبلية يغيب عنها القانون. وتبنى تنظيم القاعدة قتل وجرح عدد من «الحوثيين الروافض» في هجومين منفصلين، السبت، في مدينة رداع، ثاني كبرى مدن البيضاء. وقالت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بالتنظيم المتطرف في حساب تابع لها عبر موقع تويتر، إن «مجموعتين منفصلتين من المجاهدين شنتا الهجومين على موقعين منفصلين يتمركز فيهما الحوثيون»، مشيرة إلى أن الهجوم الأول استهدف نقطة تفتيش تابعة للمتمردين وسط مدينة رداع، فيما استهدف الهجوم الثاني حوثيين يتمركزون داخل مدرسة بالمدينة. وأشار البيان إلى وقوع مناوشات بين مقاتلي القاعدة ومسلحي جماعة الحوثيين في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة رداع، حيث أُعلن أمس عن تعليق الدراسة الجامعية «حتى إشعار آخر» بسبب المواجهات المسلحة بين المتطرفين والمتمردين الذين احتلوا، الليلة قبل الماضية، مبنى المجمع الحكومي في محافظة صنعاء وسيطروا على منزل المحافظ، عبدالغني جميل، حسبما ذكر مسؤول محلي لـ(الاتحاد). وأوضح المسؤول أن الحوثيين يطالبون بإقالة محافظ صنعاء على خلفية مزاعم بتورط الأخير في قضايا فساد. وأضحى الحوثيون لاعبا رئيسيا على الساحة السياسية في اليمن بعد أن سيطروا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر ووقعوا اتفاقا لتقاسم السلطة مع الرئيس عبدربه منصور هادي برعاية مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر. وحث الرئيس هادي، أمس، رئيس الوزراء الجديد، خالد محفوظ بحاح، بسرعة تشكيل الحكومة الجديدة وفق اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أقرته جميع الأحزاب السياسية في البلاد. وكان بحاح عاد الليلة قبل الماضية إلى صنعاء قادما من نيويورك حيث كان ينوب عن اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة، لممارسته مهامه الجديدة بدءا بتشكيل حكومته التي ستضم ممثلين عن جماعة الحوثيين والحراك الجنوبي الانفصالي. وشدد الرئيس هادي على ضرورة اختيار «افضل الكوادر وبما يعزز الشراكة الوطنية بعيدا عن المماحكات السياسية والتجاذبات التي تؤثر سلبا على الأداء الحكومي»، داعيا في الوقت ذاته رئيس الوزراء إلى الالتقاء بقيادات الأحزاب والمكونات السياسية للتوافق على ممثليهم في الحكومة وفق «معايير النزاهة والكفاءة والخبرة». وأكد ضرورة تضافر جهود كافة المكونات والأطراف السياسية والاجتماعية لمواجهة التحديات المختلفة الاقتصادية والأمنية وغيرها لإخراج اليمن من أزمته المستمرة منذ سنوات. من جانبه، أكد رئيس الوزراء أهمية العمل المشترك من قبل كافة الأطراف والمكونات لإنهاء الاضطرابات في البلاد، موضحا أنه سيعمل مع الجميع لإنجاز المهام المحددة في اتفاق السلم والشراكة الوطنية واستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وكان بحاح قال في تصريح صحفي بعيد وصوله إلى مطار صنعاء إن المرحلة التي يمر بها اليمن في الوقت راهن «تتطلب من جميع الأطراف السياسية العمل والتراص كفريق واحد لإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية السياسية» التي بدأت أواخر نوفمبر 2011 بموجب اتفاق قدمته دول الخليج العربية. وأضاف: «ستشهد المرحلة القادمة جهودا جادة لاختيار فريق وزاري متكامل من بين الكفاءات الوطنية»، مبدياً ثقته بأن ترشح المكونات السياسية «خيرة الكوادر الوطنية المشهود لها بالنزاهة والكفاءة» من أجل استكمال المرحلة الانتقالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©