الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كليثم النيادي: العناية بالأطفال حصادها ذهب رغم التعب

كليثم النيادي: العناية بالأطفال حصادها ذهب رغم التعب
23 سبتمبر 2012
تفرغت والدته لتدريسه والعناية به، فهي حاصلة على درجة البكالوريوس في علوم الأسرة، تنتظره وإخوته لدى عودتهم من المدرسة، فاتحة لهم باب صدرها لاستقبال أسئلتهم، تجيبهم قدر المستطاع وترعاهم ما أمكن ما جعل أطفالها مميزين، وفي مقدمتهم ابنها البكر عمر النيادي (10 سنوات)، الطالب في الصف السادس بمدرسة الإمارات الوطنية في العين، والذي حصل على جائز الشارقة للتميز والتفوق التربوي بالإضافة إلى عدة جوائز أخرى، والنيادي يحفظ القرآن ويحب القراءة بشكل كبير، حتى أنه في طريقه ليتوج بـ«تاج المعرفة» لدى إتمامه قراءة ألف قصة، ومن ثم سيستعد لمسابقة «إمارة المعرفة» التي يطوف بها إمارات الدولة السبع. (العين) - كيف حقق الطالب عمر النيادي هذا التميز؟ وكيف يستطيع التوفيق بين الدراسة وبين هوياته المتعددة المتمثلة في القراءة والسباحة وركوب الخيل؟ حتما كان للأسرة لاسيما الأم الفضل الأكبر، فالعناية والاهتمام والمتابعة تحقق أفضل النتائج وتسمو بالأبناء إلى فضاء التميز. الحرص على التفوق تقول والدة عمر كليثم النيادي إنها حريصة على أن تجعل أولادها متميزين وتسعى لذلك بكل جهدها وتمنح أولادها كل وقتها، وترفض بعض السلوكات التي تمارس في حق الأطفال، خاصة أولئك الذين يتركون بين أيدي الخادمات. وتوجه رسالة للأمهات وتقول إن «العناية بالصغار لها نتائج رائعة وحصادها ذهب رغم التعب». ورغم أنها مؤهلة رفضت الأم العمل وتفرغت لتربية أطفالها، تقول النيادي «تخرجت من جامعة الإمارات تخصص علوم أسرة، وقررت التنازل عن العمل من أجل تربية أولادي، خاصة أنني لاحظت أن الأمهات العاملات يرجعن من وظائفهن متعبات، ولا يستقبلن حديث أولادهن ولا تساؤلاتهم بشغف، يصدونهم في كل حين، ما جعلني أتفرغ لتربية أولادي لأمنحهم كل الوقت وأجعلهم مميزين». أما عن عمر وحيازته على عدة جوائز وكيفية الوصل إلى التفوق، فتقول «منذ أن كان عمره ثلاث سنوات كنت أقرأ له، ومن ثم بات حب القصص يرافقه، حيث لا ينام إلا والكتاب في يده، كما أذكر أن الفضل كبير جدا للقرآن الكريم الذي أكسبه بلاغة تناسب سنه، كما أكسبه رصيدا لغويا كبيرا، حيث ندرسه وإخوته القرآن الكريم على يد أحد الشيوخ في البيت وأحرص على متابعته بنفسي، ما جعله يحفظ 17 جزءا، كما أنني أشجعه وإخوته على طرح الأسئلة على المعلمة وعلى شيخ القرآن وعلي»، مشيرة إلى أن إجابة الأطفال على أسئلتهم يلزمها سعة صدر وتقبل، ولهذا يجب أن تكون الأم تنعم بالراحة لتمنح أولادها الوقت الكافي لذلك. وتوضح النيادي أن ابنها عمر، الحاصل على عدة جزائز يتمتع بذكاء وسمات قيادية، وهو يشارك في الفعاليات المدرسية، والخارجية، ومتميز في فن إلقاء الخطابة. وتضيف «بدأ يحفظ القرآن وسنه صغيرة لا يتجاوز أربع سنوات، ما جعل رصيده اللغوي يكبر ويتسع، كما أن قراءته للقصص جعله يمتلك ملكة الكتابة والإلقاء معا، فهو يحب إلقاء القصائد ويشارك في البرامج الإذاعية في الشارقة، وأسعى دائما أن أجعله يسهم في كل الفعاليات التي تصل إلينا أخبارها سواء عن طريق الجرائد أو الراديو أو التلفزيون أو من خلال المدرسة، بحيث يشارك خارج أوقات الدراسة في كل الأنشطة سواء كانت عبارة عن مراسم أو ورشات عمل، كما أنني حريصة أن تكون مكتبة داخل البيت تحتوي على بعض الكتب والقصص، ونزور من أجل ذلك معارض الكتب بالشارقة وبأبوظبي، لتكوين مكتبة البيت، أترك لهم المجال لاختيار قصصهم وأتدخل أحيانا وأوجههم في الاختيار بطريقة غير مباشرة»، منوهة إلى ضرورة التواصل مع المدرسة والمدرسين والتعرف على أصدقاء الأبناء وتوجههم بطرق غير مباشرة ومصادقتهم، وإبعادهم ما أمكن عن يد الخادمات لأن ذلك يهدم شخصية الطفل. وتضيف «يؤلمني كثيرا أن أرى خادمة بباب المدرسة تودع صغيرا، هي غير مبالية بينما الصغير يعانقها ويقبلها». الدراسة والهوايات التوفيق بين الدراسة والهواية ليس بالأمر السهل، إلى ذلك، تقول النيادي إنها تحاول أن تعلم عمر، بل أبنائها الأربعة كيفية التوفيق بين الدراسة وممارسة الهوايات واللعب الحر في الهواء الطلق. وبالإضافة إلى الدراسة فإن عمر وإخوته يمارسون رياضة السباحة وركوب الخيل، والأم تترك له المجال مفتوحا للعب بالدراجة في الهواء الطلق، ليمارس الصغار طفولتهم بكل مرح مع التوجيه. وتزيد «أحاول إشغال وقت عمر ما أمكن وإبعاده عن الإلكترونيات، وأحاول أن يكون نشاطه حركيا أكثر من جلوسه أمام التلفزيون، ورغم امتلاكه على كل الأجهزة من أيباد وغيره، فإنه يستعملها كباقي أبناء جيله، لكنه ليس شغوفا بها إلى درجة كبيرة، أما بالنسبة للتلفزيون فإنه لا يهتم به إلا نادرا، وبالنسبة للدراسة فإننا نحاول توزيع الوقت بشكل جيد بين الهوايات والدراسة». وحاز عمر، الذي يحلم أن يصبح طيارا، على عدة جوائز ويسعى للحصول على أخرى، في هذا الإطار تقول والدته، التي تتابع هوايات ابنها ودراسته «سجلت عمر في مكتبة «أجيال المستقبل» حيث أكمل قراءة أكثر من 800 قصة، وحين سيكمل قراءة ألف قصة سيتوج بـ»تاج المعرفة»، والنظام في المكتبة يقول إن كل من قرأ 100 قصة يحصل على جوهرة، وحين يحصل على 10 جوهرات، سيتوج بالتاج، وبعد ذلك سينتقل إلى جائزة «إمارة المعرفة»، فكلما قرأ 100 قصة يكون قد وصل إلى إمارة من الإمارات، والبداية من الفجيرة، وسيختم جولته في أبوظبي حين يكتمل قراءة كل القصص». وعن حصوله عن جائزة «الشارقة للتميز والتفوق التربوي»، تقول النيادي إنها حصاد ثلاث سنوات، موضحة «الجائزة عبارة عن نتاج متابعة وتقييم لثلاث سنوات، بحيث من معاييرها أن يحصل الطالب على أكثر من 90% سنويا من تقييمه المدرسي، وبعد معيار التفوق الدراسي يجب أن يتمتع بتعدد المواهب، وتميزه في هواية رئيسة، وحيازته على أساليب تنمية المهارات، ونتاجات هذه المواهب وتنمية مهارات القيادة، وهكذا فإنني أسعى دائما لتجميع كل مشاركاته في مختلف الفعاليات التي تقام في المدرسة وخارجها وتوثيقها بالصور، بالإضافة إلى صقل مواهبه في الدورات وورشات العمل خارج المدرسة». وتتابع «الجائزة قيمتها عالية بالنسبة لنا، ولا تعني لنا قيمتها المالية بقدر ما تعني قيمتها المعنوية، حيث كرم عمر من قبل قيادات عليا في الشارقة، وهذا يزيدنا فخرا، ويعطيه الثقة بالنفس ما سيجعله دائما يبحث عن التميز، خاصة أنه يعرف أن مجهوده سيكون مقدرا بشكل كبير، وعلى مستوى عال». سر النجاح بالإضافة إلى جائزة «الشارقة للتميز والتفوق التربوي»، حاز عمر النيادي جائزة محمد بن خالد، التي تطرح كل سنة موضوعا معينا، إذ فاز عمر في الجانب البيئي منها، كما فاز بجائزة «الأسوة الحسنة»، التي ينظمها مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، وفاز في مسابقة «الشعر الشعبي» على مستوى الدولة، وهي من تنظيم قناة «النجوم». وترى أم عمر أن سر نجاح الأبناء هو متابعة الأم لهم وإعطائهم حيزا كبيرا من وقتها، وتخصيص ساعات طوال في مرافقتهم والاهتمام بهم والإجابة على كل أسئلتهم. وشددت على الحوار والتواصل مع الأبناء، وتقول إن ذلك يمنحهم الثقة بالنفس والجرأة في الحديث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©