الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النفايات

23 سبتمبر 2012
يجب أن تكون المعايير والتصاميم البيئية المعمول بها في المناطق الصناعية في أي بلد من أفضل المستويات المعمول بها عالميا، وهذا يتطلب المراقبة المستمرة وتخفيض نسبة الغازات التي تطلقها المصانع؛ فالمواد الملوثة في الجو لا تبقى محصورة وقريبة من مصدر التلوث بل تنتقل إلى مسافات كبيرة وتخلق بذلك مشاكل بيئية إقليمية، وتنبعث من المخلفات والنفايات غازات تزيد من حدة الحرارة، ولذلك كان لا بد من العمل على خفض النفايات، مع الحرص على الطرق الحديثة لتدويرها وأيضا على الحد من الأسباب التي تجعل النفايات أحد أكبر التحديات في المنطقة. واحتلت بعض دول الخليج الصدارة في إنتاج النفايات مقارنة مع دول أخرى في المنطقة، وتأتي نحو 55% من النفايات الإجمالية من عمليات البناء والتشييد والهدم، و20% من المخلفات البلدية، و18% من المخلفات الصناعية و7% من النفايات الخطيرة. وتم تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي ضمن قائمة الدول العشر الأوائل في إنتاج النفايات في العالم قبل عدة أعوام حيث تبلغ كمية النفايات المنتجة نحو 120 ألف طن سنويا، مع توقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 350 ألف طن بحلول العام 2014، الأمر الذي يستوجب إيجاد حلول عملية وفعالة للتخلص السليم من النفايات والمعالجة الآمنة لها. تسهم التنمية المتسارعة في المنطقة إلى جانب معدلات النمو السكانية العالية، والنهضة الصناعية وكثافة الأنشطة العمرانية في زيادة النفايات، الأمر الذي سيؤدي إلى إنفاق مليارات الدولارات على قطاع إدارة النفايات في غضون السنين القليلة المقبلة، وقد أكد الخبراء من خلال مؤتمرات ومنتديات أن لكل مشكلة بيئية سبباً أدى إلى تفاقمها، ولذلك اعتبرت النفايات من الأسباب التي تلقي بآثار على ظاهرة الانبعاثات الدفيئة. وعلى زعماء العالم أن يوجدوا الوقاية قبل أن يحدث المرض، إلى جانب البحث عن العلاج، ولذلك فعلى دول المجلس أن تشكل لجانا من خبراء في أنظمة النفايات لبحث مدى فعالية الطرق المستخدمة حديثا في التخلص من النفايات، والأهم كيف نقلل منها، على أن تكون حلولا جذرية. وتشكل البيئة مجموعة من النظم الطبيعية والاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الإنسان والكائنات الأخرى حيث يستمدون منها زادهم، ويؤدون فيها نشاطهم، ولهذا يجب توعية أفراد المجتمع بالبيئة وزيادة اهتماماتهم بها، وتزويدهم بالمعلومات والمهارات التي تؤهلهم للإسهام في التخلص من ملوثات البيئية الحالية، والحيلولة دون ظهور ملوثات بيئية جديدة في المستقبل. وجلبت التطورات العلمية والتقنية الحديثة معها مخاطر شديدة الوقع على البيئة، فكان لهذا التطور أثر كبير في حياة الإنسان وأساليب تفكيره وتخطيطه للمستقبل، فنحن نعيش حقبة نحتاج فيها إلى الاهتمام المتزايد بالبيئة أكثر بسبب معطيات هذا العصر. لقد كان التوازن البيئي قائما بين الإنسان والبيئة حتى بداية القرن التاسع عشر، ولم يكن هناك وجود لمشكلة التلوث بالمقدار الحالي، ومع نهاية القرن التاسع عشر بدأت تطل نتائج ممارسات البشرية على السطح. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©