الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المواطن الأخضر» يتبنى الخيارات البيئية ويوظفها في حياته

«المواطن الأخضر» يتبنى الخيارات البيئية ويوظفها في حياته
23 سبتمبر 2012
مفهوم التنمية المستدامة ودور المجتمع في إحداثها والممارسات الممكن اتباعها في هذا الصدد على مستوى الحياة اليومية، هو أحد الهموم والأهداف التي ترغب الدول والجهات التي تشرف على تحقيق الاستراتيجيات البيئية في تحقيقها، من خلال تبيان أهمية قدرة المجتمعات على إحداث التغيير، ودفع المواطن لمواجهة التحديات واتخاذ القرارات الصحيحة في حال اختيار الطريق المستدام، خاصة أن الخيارات اليومية هي أساس نجاح التحرك نحو مستقبل مستدام حتى ظهر اصطلاح “المواطن الأخضر”، على أن تتضافر الجهود في جميع أنحاء العالم لتحقيق الاستدامة. موزة خميس (الشارقة) - على الرغم من الدور الفعال للحكومات والهيئات العالمية للوصول إلى عالم مستدام، فإنه لا ينبغي إغفال الدور المهم والفاعل للمجتمع من هذه الناحية. الأسلاف كانوا قد عاشوا من قبل في تناغم مع البيئة من حولهم مع قضاء كافة حوائجهم الأساسية، حيث أدركوا أن وجود بيئة صحية يعني المزيد من الأمن لمجتمعهم، وذلك هو التوجه الذي وجد فيصل الحمادي، المهندس المتخصص في هندسة الطاقة الكهربائية، والناشط في الشأن البيئي، نفسه مندفعا فيه فهو لا يقبل أن نهتم فقط باللون الأخضر، ولكن يطلب أن ننظر للبيئة بشمولية لأن البيئة التي نعيش فيها، ربما لا تحمل اللون الأخضر ولكن المطلوب أن تهيئ الوضع المعيشي المناسب. وسيلة دعم مع تغير الفرص المتاحة والتقنيات المتوافرة، فإن وجهة النظر تجاه القضايا البيئية باتت الآن على مفترق مهم. يقول الحمادي “مثلما شجعنا استراتيجيات ومشاريع من ضمنها المباني الخضراء في التنمية المستدامة، وخاصة في منطقة ما تزال تشهد معدلات مرتفعة من التنمية الحضرية، إلا أننا يجب أن ننجح في أن نكون مصادر للتنمية الخضراء في كل شيء، وعلى المجتمع أن يكون له دور مهم في قبول وممارسة المبادئ الخضراء في جميع قطاعات الحياة، بما في ذلك التطورات الجديدة خاصة أن التنمية المستدامة معترف بها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، باعتبارها وسيلة دعم للأجيال القادمة، ما سيساعد على حماية الموارد الطبيعية والبيئية، والمطلوب أن يزداد عدد الأفراد البيئيين، وأن يحمل كل شخص صفة “المواطن الأخضر” الذي نمى في داخله الوعي بحيث لا يحتاج لمبادرات من أجل العمل على حماية البيئة داخل وخارج وطنه”. المجتمعات ككل لم تتخذ قراراتها بالتزام في هذا الطريق حتى الآن، وفي هذا الإطار، يقول الحمادي “عدم التزام المجتمعات سيؤدي ببعضها إلى أن تجد نفسها أمام وجهات متعددة مع المعضلات التي تواجهها في اتخاذ القرارات اليومية، لذا علينا التركيز على المواضيع والقضايا البيئية الملحة، وأن نعمل معا لأجل تثقيف أفراد المجتمع على اختلاف توجهاتهم وجنسياتهم ومستوياتهم الثقافية، بحيث تجمعهم رؤية واحدة تتمثل في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية”. ويتابع “بما أن اللون الأخضر هو لون النماء إلا أن هناك من يخطئ في تفسير المفهوم، فالمبادرات الخضراء لا تهدف في الأساس للحفاظ على اللون الأخضر، بل تهدف إلى الحفاظ على العادات الجيدة تجاه البيئة من خلال الشركات أو الأفراد. غير أن استحواذ اللون الأخضر على الاهتمام قد طغى على كل شيء”. التفكير بشكل موسع حول طريقة تفكيره وما يريده من المجتمع، يقول الحمادي “ما أريده هو أن نفكر بشكل أوسع وألا نتوقف عند شعارات المبادرات الخضراء أو المؤسسات الخضراء، وإنما أن نتحيز إلى الكوكب الذي يعج بالألوان التي تستحق فعلا المحافظة عليها حتى تكتمل الصورة، لأن المبادرات الخضراء تهدف إلى التوعية والتوجيه للمحافظة على البيئة بتبني السلوكات المناسبة”. وحتى يطبق المرء شعار المواطن الأخضر، يوضح الحمادي “من أجل هذا التحول علينا أن نطبق بعض الممارسات ومنها الاقتصاد في الورق، فإن كانت في بيوتنا آلات طباعة يفترض ألا ننسخ منها إلا في حدود معقولة لأن الإنسان يمكنه أن يقرأ مباشرة من الشاشة، وإن كان لا بد من الطباعة فليكن للجهات التي لا تملك أسلوبا تكنولوجيا في استقبال البيانات والمعلومات أو لطباعة معلومات لصديق يجهل استخدام الكمبيوتر وبالتالي الإنترنت”. ويضيف “عوضا عن رمي ما نقتنيه من مجلات أو صحف يومية في مكب النفايات، المطلوب أن نبادر بأخذها إلى مؤسسة مهتمة بإعادة تدوير الورق، وبذلك أكون قد كسبت الكثير من الوقت في تنظيف مكتبتي وترتيبها بين فترة وأخرى، بالإضافة إلى فرزها والتأكد من إعادة استخدامها”. ويتابع “أيضا بالنسبة لما يخص البطاريات فإن أفضل البطاريات هي التي توفرها سوق الإمارات، ولذلك من أجل أن أصبح مواطنا أخضر علي أن أتعلم أن أجمعها لأنها تحمل مواد ضارة للإنسان والبيئة، وبعد ذلك أحملها للحاويات الحديثة المخصصة لإعادة تدويرها، وتعد هذه الخطوات البسيطة مهمة جدا لحياة طبيعية صحية، وهناك الكثير من الوسائل لترشيد استهلاك الطاقة والمياه وتقليل استخدام الورق والبلاستيك، أو التعامل بطريقة جيدة مع المواد التي يمكن إعادة استخدامها مثل الورق والبطاريات وحتى الزيوت والأقمشة وغيرها عوضا عن رميها في أي مكان وبطرق غير آمنة”. ليس ترفاً الإنسان مطالب بالمحافظة على البيئة ليس من باب الترف أو التباهي، وإنما لأن كثرة الممارسات للمحافظة على البيئة تؤدي إلى ترشيد استهلاك الطاقة. إلى ذلك، يقول الحمادي “من أفضل طرق الترشيد في الطاقة هو التوجه للطاقة البديلة كالطاقة الشمسية إن كان بالإمكان، هذا بالإضافة إلى التقليل من النفايات أو معالجتها بالطريقة المثلى، وبالتالي تقل مصاريف الحكومات في الإنفاق على علاج الأمراض المتعلقة بالبيئة، وكذلك التقليل من مصاريف تنظيف النفايات، ومن أجل نشر هذه السلوكيات، المطلوب من كل فرد أو مواطن أن يعمد إلى نقل تجربته إلى الجار والصديق والزميل في العمل”. ويؤكد “علينا أن نتشارك لأن المشاركة في المعلومة والسلوك المتوازن، والنشاط الترويجي لكل مواطن أخضر سيؤدي بعد مرحلة إلى انتشار تطبيق الممارسات البيئية المستدامة، حتى تصبح الأولوية في المشاريع للأثر البيئي وللاستدامة، ومنذ عدة سنوات بدأت الجهود الدولية لاحتواء أزمة التغيرات المناخية لأن الممارسات اليومية للفرد وآثار التصنيع في الدول العظمى قد أثرت على كوكب الأرض، وقد أدى ذلك لارتفاع درجات الحرارة، ونتجت عن ذلك الفيضانات التي أغرقت قرى وتسببت في تشريد الآلاف، وواكبت ذلك أعاصير في مناطق مختلفة من العالم بشكل متكرر، والمزيد من العواصف الرملية والجفاف في دول أخرى، إلى جانب خسائر في المصادر الطبيعية لتلك الدول ما أدى إلى شح في المياه واستنزاف مصادر الطاقة”. حل شامل نتيجة السلوكيات اليومية منذ عشرات السنين وربما يزيد، أصبح الكوكب الذي نعيش عليه يئن من الخلل، يقول المهندس فيصل الحمادي “الحل لا بد أن يكون حكوميا وشعبيا ومتزامنا في أنحاء العالم العربي، ومسألة التثقيف باتت اليوم أسهل بكثير فقد أصبحت الأسرة البسيطة اليوم على علم بالطاقة الشمسية، نتيجة التثقيف البيئي ونتيجة للمناشدات التي يطلقها حماة البيئة والخبراء عبر وسائل الإعلام”. ويضيف “البعض أصبح يفكر في تركيب الألواح الشمسية لتوفير طاقة كهربائية طبيعية من الشمس ولتوفير المال، لكن ربما لا نزال نخطو الخطوات الأولى نحو مثل هذه المشاريع نظراً لارتفاع تكلفة تلك الألواح وتكلفة تركيب نظام متكامل لها في المنزل، وأيضا ربما لجهلنا بطرق التعامل مع ذلك النظام، ولذلك هناك ما هو أفضل ويؤدي إلى عملية توفير في الطاقة الكهربائية والمال ألا وهو الترشيد في الاستهلاك كي يستحق كل فرد لقب المواطن الأخضر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©