الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرصنة الإلكترونية وجرائم الإنترنت صناعة بالمليارات

القرصنة الإلكترونية وجرائم الإنترنت صناعة بالمليارات
23 سبتمبر 2012
بون (وكالات) - القرصنة الإلكترونية وجرائم الإنترنت من المجالات التي تشهد الجديد في كل يوم. حيث اجتمع مؤخراً مجموعة من الخبراء في مدينة بون في ألمانيا لبحث المشكلة ومحاولة الوصول لطرق لمكافحة هذه الجرائم التي أصبحت صناعة بالمليارات. حرب وشيكة بحسب ما جاء على لسان الوكالة الألمانية الإخبارية، فإن الخبراء والمتخصصون لا يشعرون اليوم بالقلق من عمليات القرصنة الإلكترونية على الكمبيوترات العسكرية فحسب، بل بدأ هذا الخوف ينتشر ويمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. حيث يرى الخبراء الألمان أن النمو السريع لجرائم الإنترنت والتي صارت صناعته تقدر بالمليارات، تثير القلق من إمكانية حدوث «حرب على الفضاء الإلكتروني». ومؤخراً التقى خبراء أمنيون ورجال أعمال وساسة في مدينة بون الألمانية لبحث ما يمكن أن تعنية هذه الحرب الإلكترونية وكيفية التصدي لها. وتعتبر السيطرة على حواسب عديدة وتحريكها عن بعد هي أحدث صيحة في عمليات القرصنة. ويطلق على هذه الظاهرة «البوت نت». وعايش البروفيسور ريتشارد كيميرير، أستاذ الاتصالات في كاليفورنيا، هذه التجربة عن قرب. وقال «قبل عامين نجحنا في سرقة شبكة بوت نت من شباب أشرار. وجدنا أنهم سيطروا على 180 حاسوبا باستخدام الشبكة وكانوا يرسلون لنا رسالة كل 20 دقيقة. التجربة جعلتنا نلقي نظرة عميقة على هذه الصناعة التي تتم في الظلام». ويستطيع قرصان الكمبيوتر التحكم في جميع أجهزة الكمبيوتر باستخدام البوب نت وأيضا تشغيلها عن بعد فبإمكانه على سبيل المثال استخدام هذه الأجهزة لشن هجوم إلكتروني على شركة أو هيئة معينة. واستغرقت رحلة كيميرير داخل عالم القرصنة عشرة أيام فقط نجح بعدها من يسميهم «الشباب الأشرار» أصحاب الشبكة في استعادتها منه مرة أخرى. لكن هذه الفترة كانت كافية لأستاذ الاتصالات ليحدد بالضبط الأجهزة التي تمت قرصنتها والتي كان من بينها أجهزة شركات كبرى، كما نجح كيميرير في تحديد الثغرات التي استغلها القراصنة، وتعرف على التقنية التي يستخدمها القراصنة لإخفاء أنشطتهم والتي تتم عادة عن طريق بناء شبكات تعرف باسم Fast –Fl x، التي يصعب عادة العثور عليها، لأنهم يقومون بتغيير عنوان بوابة الإنترنت IP أكثر من مرة في الساعة الواحدة. عملية سهلة أصبحت عملية نشر الفيروسات سهلة للغاية حاليا، لاسيما تلك التي يمكن أن تصيب الحاسوب بمجرد التصفح على الإنترنت. إلى ذلك، يوضح كيميرير «يتصفح المرء صفحة عادية جدا دون أن يعرف أن شبابا أشرار سبق وسيطروا عليها وعندئذ يحدث تحميل تلقائي لبعض البرامج على حاسوب المستخدم». وهناك أمران يسهلان للغاية عمل قراصنة الإنترنت، أولهما آليات البرمجة السهلة وثانيهما إهمال المستخدم؛ الأمر الذي يعطي فرصة كبيرة حتى للقراصنة غير المحترفين ويمكنهم من اقتحام الشبكات الخاصة بأحزاب وهيئات فكثيرا ما ينجح القراصنة في اختراق أجهزة لمجرد أن أصحابها يهملون في تحديث برامج الجهاز لفترات طويلة. في الوقت نفسه لا يجب التقليل من خطورة البرامج الضارة التي تستغل كافة الثغرات الأمنية كما يقول تورالف ديرو، الخبير بشركة مكافي المتخصصة في مجال أمن المعلومات. وتشهد منطقة شرق أوروبا وتحديدا روسيا منافسة قوية بين منتجي برامج القرصنة. ونظرا لتقدم هذه البرامج فإن تشغيلها لا يحتاج لخبراء في الكمبيوتر بل أن الخبرة البسيطة مع إجادة اللغة الروسية تكفي لـ«اقتحام مجال جرائم الإنترنت»، كما يقول الخبير. وتشير تقديرات الخبير ديرو إلى أن نحو 100 ألف مما يطلق عليه «أحصنة طروادة» تشق طريقها يوميا على الشبكة العنكبوتية، والسبب في ذلك هو وفرة مقدمي هذه الخدمات. والتي لم تعد تقتصر على روسيا فحسب بل تمتد الآن إلى أمريكا وألمانيا وسويسرا وهولندا والعديد من الدول الأخرى. وعن هذه الشبكات المعروفة باسم b lletproofhoster يقول ديرو «لا يطرح مقدم الخدمات أي أسئلة وعندما تزيد الشكاوى يحصل المرء على عنوان جديد لبوابة الإنترنت IP». ويشير توماس تشيريش من شركة الاتصالات الألمانية (دويتشه تليكوم) إلى أن قراصنة الإنترنت على دراية كبيرة بجميع الثغرات الأمنية التي يتم الكشف عنها، ويساعدهم في ذلك البرامج الحديثة التي يستخدمونها. ويتطلب التصدي لجرائم الإنترنت تضافر جهود جميع الأطراف المعنية. فمن الممكن تقنيا أن تقوم الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت بإجراءات لمراقبة البرامج الضارة على الأجهزة التي توصل لها الإنترنت لكن هذا يحتاج لموافقة الزبون. ويرى تشيريش أن على الساسة وضع إطار قانوني لتنظيم هذه المسألة التي تعتبر صعبة للغاية، فمن ناحية يمكن أن تعود عمليات مراقبة تبادل البيانات بالنفع الشديد ومنع الجرائم الإلكترونية، لكن من ناحية أخرى يجب مراعاة عدم التدخل في الشؤون الخاصة للمستخدمين. اختبار الأجهزة قبل البيع يشير تشيريش إلى المسؤولية الملقاة على عاتق الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر، ويقارن الوضع الراهن في عالم تكنولوجيا المعلومات بمصنع للدراجات يبيع سيارة دون فرامل وحزام أمان وكيس هواء. ويقول «هذه الأشياء موجودة كوحدات منفصلة يمكنك أن تشتريها وتركبها بنفسك». ويقترح خبير الاتصالات إخضاع أجهزة الكمبيوتر قبل بيعها لاختبارات التعامل مع الفيروسات. لكن الانتشار الواسع للشبكات في كافة مناحي حياتنا الحديثة يجعل الأمر أكثر تعقيدا فالمسألة الآن ليست قاصرة على أجهزة كمبيوتر فحسب، بل إن الهواتف الذكية ووحدات الإنذار والتلفزيونات وكل شيء مرتبط بالإنترنت، من الممكن أن يقع ضحية لبرامج القرصنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©