الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الرصاصة في المسدس» يسخر من الضعف ويدعو إلى مواجهة إحباطات الحياة

«الرصاصة في المسدس» يسخر من الضعف ويدعو إلى مواجهة إحباطات الحياة
5 أكتوبر 2011 23:42
اجتمعت جهود الكاتب جاسم الخراز والمخرج حمد عبدالرزاق والعناصر الفنية الأخرى وعلى رأسها أداء الممثلين في مسرحية “الرصاصة في المسدس” ليقدموا قضايا وهموما فردية واجتماعية، من خلال فكرة الانتحار التي تدفع إليها أحوال الإنسان. عرض الرصاصة في المسدس لمسرح الشارقة الوطني، هو العرض الثالث من عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب المقام حاليا في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، ويستمر حتى الثاني عشر من أكتوبر الجاري. في هذا العرض ثلاثة أشخاص يريدون أن ينتحروا، لكل أسبابه، لكنهم مترابطون معا كما يتكشف في نهاية العرض. ناجي وصابر وعامر ثلاثة رجال لدى كل منهم همومه ومشكلاته التي توصله لمحاولة الانتحار. لكن النهاية الحقيقية للعرض تكشف أن الموضوع ليس سوى كابوس في رأس ناجي عبدالباقي، فبعد كل ما جرى خلال حوالي خمس وأربعين دقيقة من نقاشات وتداعيات، فكاهية ومأسوية، ينتهي العرض بشخير ناجي وما يحيل إليه من دلالة. تنفتح الستارة على موسيقى، وشخص بين ما يشبه النوافذ المضاءة التي تتكشف عن شاشات تلفزة في مستودع، ويتقدم ناجي (يؤدي الدور مؤلف العمل جاسم الخراز) بتداعياته وبوحه بهمومه ومشكلاته وأهمها تطليق زوجته له، وتوجيه المسدس إلى رأسه، ثم يدخل رجل الأمن صابر عبد الرازق (الممثل رائد الدالاتي) بدعوى منع ناجي من الانتحار، وبعد نقاشات ذات طابع من الكوميديا السوداء تكشف أنه مطرود من عمله لذلك يريد الانتحار أيضا. وفي أجواء النقاش والصراع على المسدس، والإضاءة الموفقة من أحمد ناصر وموسيقى عبد العزيز المازم، يدخل رجل الأعمال عامر عبدالغني (الممثل أمين الزرعوني) مجسدا دور المفلس الخاسر المقدم على الانتحار، ولكن بالحبوب وليس بالمسدس، ويقوم بتوزيع الحبوب على ناجي وصابر ويموت ثم يموتان، لكن شخير ناجي يتعالى مع نهاية العرض. أسماء الشخصيات تحمل رمزيتها، ناجي عبد الباقي ينجو، وصابر عبد الرزاق موظف درس وتعب ثم جرى طرده من عمله، وعامر عبد الغني صاحب الملايين المفلس بعد أن كان صاحب شركات طامحا بالأكثر. والرابط بينهم يتكشف مع نهاية العرض، حيث نكتشف أن صابر كان موظفا في إحدى شركات عامر وتم طرده، والأشد مأساوية أن زوجة ناجي التي طلقته قد فعلت ذلك لتتزوج عامر، أي أن هذا الشخص يمثل أساس مأساة الرجلين الآخرين. وفي النهاية تسبق الشخير الذي يدل على أن ناجي في حالة (حلم/ كابوس) وبعد موت صابر وعامر، نجد أن ناجي الذي كان السباق في الإقدام على الانتحار راح يتشبث بحياته ويرفض الموت، لكنه مات أيضا بحبوب عامر. العرض “التراجيكوميدي” البسيط ينطوي على عناصر ومفردات مهمة، قام بتقديمها ممثلون محترفون كما يبدو، فقد أدى الخراز دوره ببراعة ومهارة، على مستوى الحركة والتعبير، وقدم الدالاتي والزرعوني أداء مقنعا. وكان للمخرج حضور واضح في ضبط الأداء والحركة بلا أي مجانية، وهذه هي تجربته الإخراجية الثالثة، ورغم جماليات الإضاءة، إلا أن استخدام شاشات التلفزة لم يكن موظفا بصورة كاملة سوى في المشهد الأخير، وقد كانت هناك ثغرات تتمثل في مرور فترات بلا تدخل للإضاءة، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالموسيقى التي كانت تغيب في مشهد ثم تحضر بقوة في مشهد آخر. سخرية من المجتمع ومن بعض القيم، وسخرية من الضعف، ورفض للإحباط، ودعوة للمواجهة، هذه هي بعض المواقف والمشاهد التي قدمها العرض من خلال مشهد طويل تقطعه عمليات التعتيم. وهذا ما أراد المؤلف، من خلال النص البسيط في فكرته، والمخرج بأدواته الفنية الموجهة، تقديمه في هذا العرض. وفي حين يقول المؤلف إن “في المسدس رصاصة قد تكون فيها نهاية حياة، ويمكن أن تكون فيها بداية حياة أخرى”، فإن مخرج العمل يقول في كلمته “ها أنا أعود إليكم موقدا شمعة تجربتي الإخراجية الثالثة من نافذة مهرجان دبي لمسرح الشباب، أنطلق إليكم برصاصة مسدس الكاتب جاسم الخراز، وأحمل معي رفقاء دربي المعتادين: أحمد ناصر ورائد الدالاتي وعبد الله مسعود وعبد العزيز المازم، بينما ينضم إلينا في هذه المسيرة شاب يخوض التجربة المسرحية للمرة الأولى ومهندس يرسم الإبداع ويجسده بالديكور المدمج بالتقنية وهو ماجد الجويعد، وهاني الطمباري يدير خشبتنا”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©