الصايغ يوقع ديوانه الجديد في اتحاد الكتاب بالشارقة

أقام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقرّه على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول، حفل توقيع ثانٍ للديوان الجديد للشاعر حبيب الصايغ الصادر مؤخرا عن دار الانتشار العربي بعنوان «كسر في الوزن» في مائة وثمانٍ وستين صفحة من القطع المتوسط مسبوقا بقراءة لعدد من قصائد الديوان، وأدار الأمسية الشاعر طلال سالم. واستهلّ الشاعر حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، قراءته بعدد من القصائد التي انتفت فيها الحاجة إلى «غرض» شعري ما كلاسيكي أو حديث وفقا للتسميات الدارجة في النقد العربي الحديث، فلقد بدت الذات الساردة في القصيدة أكثر اقترابا من ذات الشاعر لجهة التأمل الفردي في العالم وظواهره، وذلك بدءا من دلالة الأشياء المتعينة والجامدة في الحياة العادية للبشر. هذه القصائد هي قصائد الشاعر المبتعد والنائي والأكثر وحدة ويجعل بينه وبين العالم مسافة فاصلة تمكنه من توسيع قوس النظر إذا جاز التوصيف. ويتعمق الصايغ في تأمل الذات والعالم مع القصائد المفصلة – المتصلة التي قرأها الشاعر تحت العنوان «سماوات خمس» حيث ينزع الشاعر الصايغ إلى تأثيث المشهد الشعري بريشة رسام ليدخل بقارئ قصيدته إلى أجواء أخرى تجعله يتقاطع في تجربته الإنسانية الشخصية مع الذات الساردة في القصيدة في أفق التلقي. لكن هذه القصائد، التي ربما تكون الأجمل من بين ما قرأ الصايغ، تدفع بالمرء إلى أنْ يسأل نفسه: من أيّ ذاكرة انبثق موج هذا الشعر؟ من قراءةٍ لعالم ما أم من ذاكرة جمعية جعلها الشعر ذاكرة فردية حتى أصبحت مفرداتها تدلُّ على تلك الذات الجمعية، ومن خلالها تتجلى تجربة الشخص؟ أم أن هذا الشعر، ببساطة، قد تدفّق من ذاكرة القراءة، هكذا كما لو أن الشاعر قد فتح نوافذ سدٍّ كان يحتبس ماء وجعله يتدفق؟