الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تقدم حلولاً مستقبلية للعالم لتوفير الطاقة المتجددة بالتعاون مع شركاء عالميين

الإمارات تقدم حلولاً مستقبلية للعالم لتوفير الطاقة المتجددة بالتعاون مع شركاء عالميين
5 أكتوبر 2011 13:57
بنت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقات تاريخية متميزة مع مختلف دول العالم، بما فيها العلاقات الراسخة مع اسبانيا والتي أرسى دعائمها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع العاهل الإسباني جلالة الملك خوان كارلوس الأول، في أول زيارة رسمية قام بها إلى إسبانيا في شهر أكتوبر من عام 1978. واستمرت هذه العلاقات بالنمو والتطور والازدهار في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ويأتي الافتتاح الرسمي يوم أمس لمحطة "خيماسولار" للطاقة الشمسية المركزة في اشبيلية، بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليوثق أواصر هذه العلاقات ويؤذن ببدء حقبة جديدة تدخل فيها دولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي مجال توفير الطاقة المتجددة في الأسواق العالمية، الأمر الذي يعني تعزيز المكانة القوية للدولة في قطاع الطاقة، وإطالة أمد استثمار الثروات الهيدروكربونية من النفط والغاز وتعزيز أمن الطاقة وتوفير الموارد اللازمة لضمان عملية التنمية المستدامة، فضلاً عن المساهمة في الحد من تداعيات تغير المناخ. ومنذ تأسيس مدينة "مصدر" في عام 2006، كانت مهمتها تقضي بالعمل على تطوير وتطبيق وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة بهدف تعزيز حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج متنوع من المصادر. واستفادت "مصدر" من العلاقات الوثيقة التي تمتلكها دولة الإمارات مع المجتمع الدولي، حيث عملت على ترسيخ هذه العلاقات في قطاع الطاقة المتجددة من خلال تأسيس القمة العالمية لطاقة المستقبل كمنصة متخصصة تجمع سنوياً أبرز قادة الدول والشركات والخبراء وأصحاب المصلحة والأطراف المعنية، لمناقشة سبل التصدي للتحديات وإيجاد الحلول المنشودة. وكانت كلمات وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الدورة الأولى من القمة العالمية لطاقة المستقبل البوصلة التي تحدد مهمة "مصدر"، حيث قال سموه: "إن أبوظبي قامت بتوفير الطاقة للعالم لعدة عقود، والطلب العالمي في استمرار دائم. وكمزودين للطاقة، تقع على عاتقنا مسؤولية تلبية هذا الطلب المتزايد. ويجب علينا موازنة هذه المسؤولية مع واجبنا بتحديث مصادر أخرى للطاقة وحماية البيئة وتوفير الإرث المناسب لذلك. وإن مشروع "مصدر" يمثل التزام أبوظبي بتحقيق ذلك التوازن". وكان من الطبيعي أن تبادر "مصدر" إلى تعزيز التعاون مع الدول الصديقة التي تمتلك قدرات وخبرات متقدمة في القطاع، لاسيما تلك التي تخضع لظروف مشابهة من حيث الطبيعة الجغرافية والمناخ اللذين يؤثران على نوعية ومصادر الطاقة المتجددة، كما هو الحال في الأقاليم الجنوبية من اسبانيا. شراكات فاعلة شهدت الدورة الأولى للقمة العالمية لطاقة المستقبل في عام 2008، ولادة فكرة مشروع "خيماسولار" وبعد استمرار النقاش وإجراء دراسة وافية، تم الاتفاق بين "مصدر" و"سينير"، المجموعة الإسبانية المتخصصة بالهندسة والتكنولوجيا، على تأسيس شركة "توريسول إنرجي" كمشروع مشترك يهدف إلى تطوير وتنفيذ مشاريع إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية المركزة في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في منطقة "الحزام الشمسي" التي تضم: جنوب أوروبا، بما فيها اسبانيا، وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب غرب الولايات المتحدة الأميركية. وإلى جانب "خيماسولار"، تعمل "توريسول إنرجي" على عدد من المشاريع الأخرى، بما فيها مشروعا "فالي 1" و"فالي 1" بالقرب من مدينة قادش في جنوب اسبانيا. وتتيح التقنية الفريدة لمحطة "خيماسولار" للطاقة الشمسية المركزة إمكانية استمرار توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لغاية 15 ساعة بعد غياب الإشعاع الشمسي وذلك بفضل نظام تخزين حراري يعتمد على الملح المنصهر. ومن شأن التطبيق التجاري الناجح لهذه التكنولوجيا إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة الشمسية على مستوى العالم. ونظرا لأن تمويل "خيماسولار" تم وفق شروط السوق وبمشاركة عدد من البنوك الخاصة، فإن الجدوى الاقتصادية للمشروع هي من عوامل نجاحه. وساهمت في ذلك السياسات والتشريعات الداعمة لتطوير وتطبيق حلول الطاقة المتجددة في اسبانيا، حيث أصبحت هذه الدولة من أكثر البلدان تقدماً على مستوى العالم من حيث التقنيات النظيفة لتوليد الطاقة المتجددة. جيل جديد من انظمة التوليد تقوم نظم توليد الطاقة التي لبّت الطلب على الكهرباء على مدى أكثر من قرن من الزمان على استهلاك مختلف أنواع الوقود الأحفوري (الفحم الحجري، والغاز الطبيعي، والمشتقات النفطية) أو الوقود النووي. وتلتزم شركة "توريسول إنرجي" بجيل جديد من أنظمة توليد الطاقة التي تعتمد على وحدات الطاقة الشمسية المركزة، حيث المصدر الأولي للطاقة لا ينضب والانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي منخفضة للغاية. وتركز الشركة جهودها على التقنيات الموجهة نحو تصميم، وإنشاء، وصيانة، وتشغيل محطات التوليد العالي للطاقة الكهربائية ذات قدرة تبلغ عدة عشرات من الميجاواط، والتي ينبغي لها أن تسهم في إمدادات الطاقة على نطاق واسع على المدى المتوسط. وكان العمل في بناء المحطة قد بدأ عام 2008 بمنطقة فوينتس دي أندلسيا في إشبيلية، وانتهى في مايو 2011. ويغطي المشروع مساحة 185 هكتاراً ويمكنه توليد 19.9 ميجاواط، حيث يتم إرسال الطاقة المولدة (حوالي 110 "جيجاواط ساعة" في السنة) عبر خط توتر عالٍ إلى محطة فيلانويفا دل راي الفرعية حيث يتم توصيله بالشبكة التابعة لشركة كهرباء إشبيلية لتوزيعه بشكل رئيسي في إقليم أندلسيا، حيث يمكن أن تمد 25 ألف منزل بالطاقة. وعلاوة على ذلك، فإن "خيماسولار" تسهم في تفادي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بالمقارنة مع المحطات القياسية الأخرى، على سبيل المثال، المحطات الحرارية ذات الاستطاعة المماثلة والتي تعمل بالفحم الحجري تسبب انبعاث حوالي 30000 طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون. وقد تم تصميم وتركيب الوحدة التجريبية في منصة ألميريا الشمسية عام 2006، وأظهرت في العام نفسه والعام التالي 2007 نجاح تصميم اللاقط، الذي اخترعته مجموعة "سينير"، ونظام الملح المصهور. ومع إطلاق شركة "توريسول إنرجي" في مارس عام 2008، أصبحت هذه المحطة مشروع الشركة الجديدة إلى جانب محطتين تعملان بتكنولوجيا عاكسات القطع المكافئ. نظام تخزين الحرارة من بين كل التطورات الهندسية، ينبع الفرق الرئيسي في المحطات الحرارية الشمسية التي تبنيها "سينير" من نظام تخزين الحرارة بواسطة الملح المصهور، والمستخدم في وحدات القطع المكافئ الأسطوانية، ووحدات اللاقط البرجي المركزي مع مجموعة من المرايا الشمسية. وبفضل طاقتها التخزينية، يمكن لهذه المحطات أن تستمر في إنتاج الطاقة أثناء الليل باستخدام حرارة الشمس. إن هذه بلا شك، هي محطات المستقبل. وتستخدم الطاقة الشمسية المركزة أشعة الشمس المباشرة، مع نظام من المرايا لتركيز أشعة الشمس على نقطة تحتوي على سائل متدفق من الملح المصهور. ومن ثم يتم استخدام تلك الحرارة لتوليد بخار عالي الضغط يحرك التوربينات لتوليد الكهرباء. ويتم ضخ الملح السائل من الخزانات الباردة إلى اللاقط في أعلى البرج، حيث يسخن إلى درجة حرارة تبلغ نحو 550 مئوية، ثم ينزل بعد ذلك إلى المبادل الحراري حيث يقوم بتوليد البخار. عند تلقي فائض من الطاقة، أي عندما يكون الإشعاع الحراري الوارد أكثر من كافٍ لتغطية احتياجات التوربينات، يتم تخزين جزء من تلك الأملاح في الخزان "الساخن"، مما يتيح استخدامه في أوقات الإشعاع الشمسي الخفيف، أي عندما لا تتلقى المحطة الحرارة الكافية لتوليد البخار مباشرة. يمكن عندئذ للأملاح المخزنة توفير تلك الحرارة لمواصلة توليد البخار والكهرباء. وإحدى الخصائص المشتركة بين جميع محطات الطاقة الشمسية هي اعتمادها على الإشعاع الشمسي لتوليد الكهرباء، الذي يعد عرضة لتقلبات كثيرة وفقاً لموقع الشمس في السماء على مدار اليوم وعلى مدار السنة، بالإضافة إلى وجود السحب. وتكون تلك التقلبات أحياناً مسؤولة بشكل مباشر عن تغيرات مفاجئة في عمل التوربينات، وهي العنصر الذي يحول الطاقة الحرارية من المجموعة الشمسية إلى طاقة كهربائية. خفض التكاليف - في المستقبل، يمكن خفض تكلفة توليد الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية المركزة - تتوقع “سينير” خفض تكلفة الأبراج المركزية بنسبة 71% والمرايا العاكسة بنسبة 61% وذلك بحلول عام 2020. ويحتاج ذلك إلى تحسين وتطوير التكنولوجيا وإنتاجها ونشر استخدامها على نطاق واسع. - تعد تقنية البرج المركزي اللاقط من “سينير” الأكثر تنافسية من أي تقنية أخرى للطاقة الشمسية المركزة، ومن المتوقع إدخال المزيد من التحسينات عليها من خلال الأبحاث والتطوير. خيماسولار أهم المحطات الزمنية - 2004: التصميم الأولي والتحقق من الفكرة والمفهوم - 2006: اختيار الموقع والحصول على التراخيص - 2008: تم تقديم عرض عن المشروع خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، ومن ثم تم تأسيس “توريسول إنرجي” بالشراكة بين “مصدر” و”سينير”، وتم إنجاز ترتيبات تمويل المشروع باستثمارات أولية قيمتها 246 مليون يورو من 2008 إلى 2011: انطلقت أعمال الإنشاءات في نوفمبر 2008، وبلغ إجمالي عدد ساعات العمل في المشروع 859000 ساعة، وشارك فيه 1800 شخص، ولم يسجل وقوع أي إصابة، وتم توفير 83% من المعدات محلياً، وتم توظيف وتدريب فريق التشغيل. - 2011: بدأ تشغل المحطة في الأول من مايو 2011 واجتاز المشروع اختبار القبول، وكانت نسبة الأداء 104%. حقائق - أول مشروع في العالم يستخدم هذا التطبيق لتقنية الطاقة الشمسية المركزة على مستوى تجاري - أول لاقط للحرارة الشمسية المرتفعة باستخدام الملح المصهور - أول محطة للطاقة الشمسية المركزة تخزن الطاقة لمدة 15 ساعة أرقام - ارتفاع البرج 140 مترا - عدد المرايا العاكسة 2650 - إجمالي مساحة المرايا العاكسة 304,704 متر مربع - طاقة اللاقط 120 (ميجاواط طاقة حرارية) - مساحة سطح الحقل الشمسي 195 هكتارا - طاقة التخزين 15 (ساعات العمل بدون أشعة الشمس) - طاقة التوربين 19.9 (ميجاواط طاقة كهربائية) - الطاقة الكهربائية المولدة 110 (جيجاواط ساعي/سنة) -عامل الاستطاعة 75% - يسهم المشروع في تفادي إطلاق 30000 طن سنوياً من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©