انخراط 250 مدرساً للعربية في دورة تدريبية لـ «أبوظبي للتعليم»

انخرط منذ بداية الأسبوع الجاري 250 مدرساً من مدرسي المرحلة الأولى ورياض الأطفال في دورة تدريبية نظمها مجلس أبوظبي للتعليم لمعلمي مواد اللغة العربية، وذلك بهدف تعزيز مهاراتهم في تطبيق أساليب تعليم حديثة تلبي احتياجات النموذج المدرسي الجديد. وركزت الدورة التدريبية الأولى على معايير جديدة للتعليم والتعلم تقوم على أساس أن الطالب هو محور العملية التعليمية من خلال بث روح التفكير الإبداعي الخلاق وتنمية مهارات البحث والتحليل، فضلاً عن الابتعاد عن الأسلوب التقليدي في التعليم بالاعتماد على الكتب المدرسية كمصدر رئيسي للتعليم. وأوضحت الدكتورة كريمة المزروعي مدير قطاع المناهج العربية في المجلس أن هذا البرنامج التدريبي يأتي في إطار سعي مجلس أبوظبي للتعليم لضمان تحقيق طلبة يتمتعون بمستوى عالٍ من اللغة العربية المطلوبة للنجاح في القرن 21 والتي تأتي تماشياً مع أهداف المجلس الداعية إلى تعزيز الهوية الوطنية، وذلك من خلال قيام المجلس بتطوير معايير مناهج وفقاً لاحتياجات الطلبة. وقالت المزروعي إن رؤية مجلس أبوظبي للتعليم للغة العربية كلغة تعليم وتعلم هي أن يكون الطالب قادراً على التفكير النقدي والتواصل الفعال والهادف مستخدماً مستويات عالية من اللغة العربية. وأشارت إلى أن معايير اللغة العربية الجديدة ستكون بمثابة الأساس لمنهج جديد لتعزيز التعليم والتعلم، حيث سيقوم المجلس والفريق بتوفير خريطة لأولياء الأمور، والطلبة والمعلمين لتحديد مجموع المعارف والمهارات والمفاهيم التي يتوقع أن يعرفها الطلبة ويطبّقونها في كل مرحلة دراسية. وقالت المزروعي إنه سيتم تدريس الطلبة من خلال إشراكهم في الأنشطة التي تشجّع على المشاركة الفعالة والتواصل السلس والراقي، من خلال تعرّض الطلاب للأدب الرفيع الذي منه سيكتسبون المهارات اللغوية اللازمة لقراءة النصوص وفهمها، وللكتابة الجيدة والتحدث والاستماع، حيث إن هذه الأنشطة ستشكّل صلب البرنامج، وتشكّل مواءمة المعايير لطرق التدريس والتقييم أولويةً في إطار هذه الرؤية الجديدة لتعليم وتعلم اللغة العربية، ما يؤدي إلى ضمان العدالة والشفافية في عملية التقييم. وبالنسبة للمعلمين، أوضحت المزروعي أنه سيتمّ تدريبهم على استخدام مجموعة واسعة من مواد اللغة العربية المحفّزة والمثيرة لتدريس المفاهيم الواردة في المعايير لضمان المشاركة الفعالة للطلبة في عملية التعلم. وأكدت المزروعي أن الطلبة وأولياء الأمور في مدارس مجلس أبوظبي للتعليم سيشهدون تحوّلا من التعليم المبني على الكتب المدرسية والمعمول به حالياً إلى التعلّم المبني على ممارسات التعلّم الفضلى وفقاً لأكثر أنظمة التعليم نجاحاً في العالم. وقال المدرب سامي رحموني اختصاصي مناهج إن الدورة ركزت على المعايير وآليات تطبيق التعليم الحديث المبني على أن الكتاب لا يعد المصدر الوحيد للمعلومة، لافتاً إلى أن المعايير التي اعتمدها مجلس أبوظبي للتعليم هي حصيلة أبحاث في علوم اللسانيات وتعلم اللغات ومحصلة تجارب دول عدة في هذا المجال. وتتمثل المعايير التي اعتمدها مجلس أبوظبي للتعليم في تعليم اللغة العربية في الوعي الصوتي وتمييز الكلمات والطلاقة، اكتساب المفردات، مفهوم النص واستراتيجية القراءة والفهم والتقييم الذاتي، قراءة النصوص الإضافية والمعرفية، معيار قراءة النصوص الأدبية، معيار العملية الكتابية، السلامة اللغوية في الكتابة، إضافة إلى معيار البحث الأكاديمي، التواصل والتفاعل الشخصي والاستماع ومعيار لكل مقام مقال في العملية الكتابية. وتتمثل رؤية المجلس لتعليم وتعلّم اللغة العربية بأن يكون الطلبة المحرّكين الفاعلين في عملية تعلّمهم، وأن يصبحوا متعلمين مدى الحياة وفخورين بلغتهم وقادرين على استخدامها بذكاء وطلاقة ودقة. وأظهرت الأبحاث أنّ هذا النمط من التعلم، الذي يركّز على المخرجات وأدب الأطفال ومهارات التفكير العليا والمشاركة الفعالة من قبل الطلبة، ينتج عنه مستوى عالٍ من الكفاءة في اللغة وزيادة رغبة الطلبة في إحراز التقدّم في مهاراتهم اللغوية، هذه القفزة النوعية في تعلّم وتعليم اللغة العربية ستجعل من أبوظبي في طليعة الدول إقليمياً وعالمياً فيما يختص بتعليم وتعلّم اللغة العربية. وعن استفادة المعلمين من هذه الدورات، قال المعلم السيد عبد السلام من مدرسة النهيانية النموذجية إن الدورة مهمة وقدمت للمعلمين الجدد في مجال معيار السلامة اللغوية في الكتابة، وكيفية التعامل مع الاختلافات بين الطلبة في الحلقة الأولى ورياض الأطفال. وأكد أهمية تعدد وسائل نقل المعلومات للطلبة بما يمنع تسرب الملل إلى نفوس الطلبة. من جانبها، قالت المعلمة منال ممدوح تمام من مدرسة المسيرة للتعليم الأساسي والثانوي إن الدورة التدريبية تضمنت شرحا لخطة المجلس في آليات ومعايير تدريس المنهج الجديد، وتعريف المعلمين بمنهج صحيفتي الذي يساعد المعلمين والطلبة في معرفة المعايير الجديدة في التدريس والتعليم وبلوغ المعرفة.