تمديد إجازة الوضع خبر يثلج قلوب النساء في الشارقة

استقبل نساء الشارقة قانون تمديد إجازة الوضع بارتياح شديد.. وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد أصدر القانون رقم (1) لسنة 2011، وتعديل القانون رقم (5) لسنة 2001 بشأن الخدمة المدنية لإمارة الشارقة. وقد نص القانون على منح الموظفة إجازة وضع براتب إجمالي لمدة 60 يوماً ويجوز منحها قبل أسبوعين من التاريخ المتوقع للولادة بناء على تقرير طبي معتمد من الطبيب المختص. وأضاف القرار أن الموظفة المرضعة تمنح ساعتين مخصصتين للرضاعة خلال الشهور الستة الأولى من الولادة وساعة خلال الشهور الستة الثانية، وتكون في بداية أو نهاية الدوام، وأجاز القرار الجمع بين إجازة الوضع السنوية والإجازة بدون راتب بحد أقصى 100 يوم من بداية إجازة الوضع، كما منح القرار إجازة أبوة للموظف الذي يرزق بمولود داخل الدولة مدفوعة الراتب لمدة 3 أيام عمل متصلة خلال الشهر الأول من ولادة طفله. عندما يشتد عناء الحمل على المرأة العاملة تفكر في نفسها، وفي جنينها الذي تحمله، وقد يدفعها تفكيرها إلى التضحية بوظيفتها من أجل المولود الجديد، في الوقت الذي تحتاج فيه البشرية جمعاء إلى الأطفال، وبالطبع سيكون من المؤلم جداً أن تفرض على المرأة أن تختار بين استقرارها في وظيفتها وبين أمومتها، ومن المؤلم جداً أيضاً ألا يعرف المجتمع كيف يوفق بين حاجة وليدها الغضّ إليها داخل المنزل، وحاجة الحضارة إليها خارجه. فرح كبير استقبلت نساء الشارقة خبر تعديل قانون إجازة الولادة بفرح كبير، تبتسم سمية السعيد وتقول: «جاء هذا القرار ليريح الكثير من النساء المتزوجات اللاتي يجدن عناء ومعاناة كبيرتين في فترة حملهن إلى ما بعد ولادة أطفالهن» . تتابع السعيد:» الحالة النفسية التي تمر بها المرأة بعد الولادة تكون سيئة أساسا، وتزداد وطأة الشعور بالأسى تجاه الذات إن كانت موظفة وعليها الكثير من المهام والمسؤوليات إتجاه البيت والعمل تتطلب منها مضاعفة جهدها»، وتتابع سمية السعيد: « بعض النساء الحوامل يجدن صعوبة في ذلك فيضطررن إلى أخذ إجازات مرضية، لكن مع هذا القرار الذي أثلج صدورنا ستقل معاناتنا خاصة في الشهر الأخير من الحمل». متاعب الحمل من جانبها تقول خلود الحريبي (على وشك إنجاب طفلها الثاني):» الزواج عبء كبير وفترة الحمل من أكثر الفترات التي تمر خلالها الحامل بمتغيرات نفسية كبيرة، إذ تصبح متقلبة المزاج وقلقة وأكثر عرضة للتوتر، سواء نتيجة متاعب الحمل أو القلق على الجنين أوالخوف من الولادة وكل تلك المتغيرات قد تؤدي إلى اضطراب أعضاء الجسم ووظائفه، الأمر الذي يعود على الجنين بالضرر». عن قرار إجازة الوضع توضح الحريبي: الحامل من بداية حملها إلى السنة الأولى من ولادة الطفل تحتاج إلى راحة تامة، خاصة إن انجبت الطفل عبر عملية قيصرية، كما إن الطفل خلال التسعة شهور الأولى يحتاج إلى الأم بشكل دائم، بالذات إن كانت ترضعه رضاعة طبيعية». بدورها تلفت نورة أحمد إلى القرار وتضيف: «صحيح أن قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قد أثلج صدورنا، لكن رغم ذلك نتمنى مستقبلاً أن يتم تعديل القرار لمصلحة المرأة الحامل». تتابع نورة: « قد يكون60 يوما نوعاً ما كافيا للمرأة والطفل بعد الولادة لاسترداد صحتها وعافيتها، وقد يحصل الطفل على القليل من الاهتمام والرعاية، لكن كل ما نتمناه أن يكون هذا القرار من صالح المولود الذي يحتاج إلى أمه أكبر فترة ممكنة من الحب والحنان والرعاية». راحة مضاعفة فترة الأشهر الستة الأولى من الوضع فترة مهمة لاستعادة صحة الأم والطفل، عن ذلك تعبر أم جاسم التي ستلد طفلها الثالث خلال شهرين، وتقول :«تكون حاجة الأم بعد الولادة للراحة مضاعفة، فهي تعتني بالطفل من جانب وتعوزها راحة جسمانية أيضا». تتابع أم جاسم :» الكثير من الحوامل يمرن بظروف صعبة خلال آخر شهرين من الولادة ولايستطعن مواصلة العمل، وقد يشعرن بمزاج سيئ لا يسمح لهن بمواصلة العمل، وقد يكون الحمل عبئاً ثقيلاً عليهن. كل ما كنت أتمناه -تتابع أم جاسم- أن تجرى دراسة مستفيضة على النساء الحوامل توضح معاناتهن أثناء فترة حملهن وبعدها، ومن خلال تلك الآراء وبعد معرفة تجاربهن يتم إتخاذ القرار بناء على نتائج الدراسة، بأن تمنح المرأة الحامل أجازة لمدة 6 أشهر براتب لمدة 3 أشهرالأولى ونصف الراتب للشهور الثلاثة الأخيرة، ليكون هذا القرار قد أنصف الجميع». ساعتا رضاعة أما بخصوص فترة الرضاعة تجد بثينة موسى هذا القرار مناسبا، وتقول :»جاء هذا القرار لمصلحة الموظفة المرضعة، فالساعتان المخصصتان للرضاعة خلال الشهورالستة الأولى من الولادة وساعة خلال الشهور الستة الثانية، والتي تكون في بداية أو نهاية الدوام ستكون مناسبة نوعاً ما». وتتابع بثينة : «لم ينس القرار دور الأب الذي كثيرا ما يشد من أزر زوجته ويساعدها نفسياً خلال فترة الولادة وبعدها فقد منح القرار إجازة أبوة للموظف الذي يرزق بمولود داخل الدولة مدفوعة الراتب لمدة 3 أيام عمل متصلة خلال الشهر الأول من ولادة طفله». تتابع بثينة : «إن هذه القرارات أجدها تقف بجانب المرأة الحامل ولم يتم نصها إلا بعد دراستها دراسة متأنية لتكون في مصلحة المرأة والطفل والأسرة». رأي الآباء ويشكر عبدالرحمن اليعقوبي القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان حول إجازة الوضع، ويقول: «أعتقد أن إجازة 60 يوما للمرأة و3 أيام للأب كافية، فالمرأة باستطاعتها خلال الشهرين أن تعتني بالطفل عناية كاملة وترضعه رضاعة طبيعية، وخلال فترة تواجدها مع الطفل، ستشعر الأم بالحب والحنان إتجاه طفلها الذي لن تبخل عليه بالرعاية الكاملة «. تعديل القرار ورحب شريف عمير بالقرار، وقال: «جاء القرار في مصلحة الأم والمولود، فهذه الإجازة قد تكون كافية لبعض النساء ومتعبة لنساء أخريات وخاصة من يلدن ولادة غير طبيعية(...) المرأة التي تلد طفلها بعملية قيصرية تمر بمعاناة كبيرة ومتعبة وهذا ما حدث مع زوجتي خلال حملها الأول، ففترة الشهرين الأوليين كانت بحاجة إلى راحة كاملة وتامة، والطفل كان يحتاج إليها وإلى إرضاعه، لكن رغم معاناتها وشعورها بالآلام لم تمتنع من رضاعته رضاعة طبيعية، لإنها ترفض الرضاعة الصناعية». يكمل شريف حديثه، ويضيف: «كل ما نتمناه أن يتم تعديل القرار في المستقبل القريب ويكون لصالح المرأة والطفل بحيث تمنح إجازة وضع أكثر من ذلك، لأنه في النهاية الأم هي اللبنة الأولي في الاهتمام بالطفل ورعايته منذ لحظة ولادته».